كل عام، تُزهق آلاف الأنفس البريئة جراء العنف الإرهابي الناجم عن التطرف العنيف. فسواء استند إلى دوافع دينية أو عرقية أو سياسية، تروج الأيديولوجيات المتطرفة لأفضلية فئة معينة على غيرها، مما يعزز الانقسام ويقوض مبادئ التسامح والشمول. وقد أدى هذا الخطاب القائم على التعصب الديني والثقافي والاجتماعي إلى دمار واسع في العديد من المناطق حول العالم.

يستهدف الإرهاب، بجميع أشكاله وأساليبه، أسس مجتمعاتنا، متجاوزًا كونه مجرد تهديد أمني، ليشكل تحديًا جوهريًا لقيمنا المشتركة في السلام والعدالة والكرامة الإنسانية. إنه يسعى لتقويض حقوق الإنسان، والحريات الأساسية، والديمقراطية، كما يهدد وحدة الدول وأمنها، ويهدف إلى زعزعة استقرار الحكومات الشرعية.

لمواجهة هذا التهديد، لا بد أن يعزز المجتمع الدولي التعاون في مجالي منع الإرهاب ومكافحته. ففي حين تتطلب مكافحة الإرهاب إجراءات أمنية لحماية الأفراد والممتلكات، فإن منع التطرف العنيف يستدعي معالجة الأسباب الجذرية ذات الصلة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية. هناك دور حاسم تلعبه المنظمات الدولية، والمجتمع المدني، والأكاديميون، والقيادات الدينية، ووسائل الإعلام في التصدي للإرهاب والتطرف العنيف الذي قد يؤججه.

استجابة الأمم المتحدة

الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب

في خطوة تاريخية، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، في 8 أيلول/سبتمبر 2006، الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب (A/RES/60/288)، وهي إطار شامل لتعزيز التعاون الدولي في التصدي للإرهاب، تقوم على أربعة ركائز أساسية:

  1. معالجة العوامل المؤدية إلى انتشار الإرهاب.
  2. منع الإرهاب ومكافحته.
  3. بناء قدرات الدول في مكافحة الإرهاب وتعزيز دور الأمم المتحدة في هذا المجال.
  4. ضمان احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون بوصفهما أساسًا لكل جهود مكافحة الإرهاب.

وتعد هذه الاستراتيجية وثيقة حية، تتم مراجعتها كل عامين من قبل الجمعية العامة، لضمان مواكبتها للتحديات والتطورات المستجدة في مجال مكافحة الإرهاب.

مجلس الأمن

مجلس الأمن يتخذ تدابير للحفاظ على أو استعادة السلم والأمن الدوليين بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وتشمل تدابير العقوبات، وفقًا للمادة 41، وسائل تنفيذية لا تنطوي على استخدام القوة العسكرية. يوجد حاليًا 14 نظام عقوبات قيد التنفيذ، تهدف إلى دعم التسويات السياسية للنزاعات، ومنع انتشار الأسلحة النووية، ومكافحة الإرهاب. وتشرف على كل نظام لجنة عقوبات يرأسها عضو غير دائم في المجلس، مدعومة بتسع فرق ولجان مراقبة تتابع تنفيذ هذه العقوبات.

مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب

مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب  أنشئ في 15 حزيران/يونيه 2017، بموجب قرار الجمعية العامة رقم 71/291. يعمل المكتب على مكافحة الإرهاب على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية، من خلال تقديم الدعم التقني وبناء القدرات للدول الأعضاء، وتعزيز التنسيق بين كيانات الأمم المتحدة المختلفة.

ويعمل المكتب على تمكين الدول الأعضاء من خلال تزويدها بالتوجيه السياسي والمعرفة العميقة بالاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب.

وتشمل المهام الرئيسة للمكتب:

  • قيادة جهود مكافحة الإرهاب عبر منظومة الأمم المتحدة.
  • تنسيق المبادرات لضمان التنفيذ المتوازن للاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب.
  • تعزيز بناء القدرات لمكافحة الإرهاب في الدول الأعضاء.
  • رفع الوعي وحشد الموارد لدعم جهود مكافحة الإرهاب.
  • ضمان إدماج مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف في جميع سياسات وبرامج الأمم المتحدة.

مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة

يعمل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مع الدول الأعضاء لمنع ومكافحة التهديدات الناشئة عن الإرهاب والتطرف العنيف. ومن خلال فرع منع الإرهاب، يسهم المكتب في تعزيز استخدام الأدوات القانونية الدولية، ودعم تنفيذ القوانين على المستوى الوطني، وتسهيل التعاون الدولي. كما أنه يعتمد نهجًا قائمًا على المعايير القانونية وحقوق الإنسان، ويتماشى مع الأجندة المشتركة للأمين العام للأمم المتحدة، لتمكين المجتمعات وتعزيز قدرتها على التصدي للإرهاب.

مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة

الجهات الفاعلة الأخرى

خطة العمل لمنع التطرف العنيف

في 15 كانون الثاني/يناير 2016، قدم الأمين العام خطة عمل لمنع التطرف العنيف، التي تدعو إلى نهج شامل لا يقتصر على الإجراءات الأمنية، بل يشمل أيضًا معالجة العوامل التي تدفع الأفراد نحو التطرف. تتضمن الخطة أكثر من 70 توصية موجهة للدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة للحد من انتشار التطرف العنيف.

إشراك الشباب

إذا كنا جادين بشأن الوقاية، وخاصة بشأن منع النزاعات، فعلينا أن نكون جادين في إشراك الشباب والاستثمار فيهم.

— الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الاستثمار في الشباب لمكافحة الإرهاب في 12 نيسان/أبريل 2018

تعمل الأمم المتحدة على تنفيذ برنامج عالمي جديد للشباب يهدف إلى البناء على المبادرات الشبابية القائمة وخلق نهج أكثر فاعلية لمنع التطرف العنيف. ويستند هذا البرنامج إلى البيانات والأدلة ورؤى الشباب أنفسهم.

تركز المرحلة الأولى من البرنامج على تعزيز قدرة الشباب على الصمود أمام التطرف العنيف، مما يمكنهم من أداء دور أكثر أهمية في منع الإرهاب. أما المرحلة الثانية، فستركز على تنفيذ هذه الخطة عمليًا، من خلال بناء قدرات الشباب والمنظمات لمواجهة التطرف. والأهم من ذلك، سيتم التعاون مع المجموعات الشبابية والشركاء في القطاع الخاص، مثل شركات الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي.

الاحتفالات الدولية

الموارد