إن تعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون وحمايتها على الصعيدين الوطني والدولي أمر لا بد منه لمنع الإرهاب ولمكافحته.
Photo:©الأمم المتحدة

يتواصل الأذى ومقنل الآلاف من الأبرياء سنويا بسبب نشر الأعمال الإرهابية طائفة واسعة من عقائد الكراهية.

ولم يزل ضحايا الإرهاب غالبًا ما يكافح ضحايا الإرهاب والناجون منه يكافحون لإسماع أصواتهم، وليجدون من يلبي احتياجاتهم، ويؤيد حقوقهم. وغالبًا ما يحسون بالنسيان والإهمال بمجرد تلاشي التأثر الفوري للهجمات الإرهابية، الأمر الذي يترتب عليه عواقب وخيمة عليهم. ويمتلك عدد قليل من الدول الأعضاء الموارد أو القدرات اللازمة للوفاء بالاحتياجات المتوسطة والطويلة الأجل لضحايا الإرهاب ليتعافون تعافيا كاملا، وحتى تكتمل عمليتي إعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع. وتتطلب عملية تعافي ضحايا الإرهاب دعما متعدد الأبعاد وطويل الأجل، على أن يشتمل على الدعم البدني والنفسي والاجتماعي والمالي، اللتي تمكنهم من الشفاء والعيش بكرامة.

وتقع على الدول الأعضاء المسؤولية الأساسية لدعم ضحايا الإرهاب وإعلاء حقوقهم. وتضطلع الأمم المتحدة بدور مهم في دعم الدول الأعضاء في تنفيذ العنصرين الأول والرابع من عناصر استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب من خلال التضامن مع الضحايا ودعمهم، والمساعدة في بناء القدرارت، وإنشاء شبكات لمنظمات المجتمع المدني ودعمها وبخاصة الجمعيات المعنية بضحايا الإرهاب، وتشجيع الدول الأعضاء على تعزيز حقوق الضحايا وحمايتها واحترامها. ولم تزل الأمم المتحدة تعمل على إتاحة موارد المجتمع الدولي وحشد موارده بما يلبي حاجات ضحايا الإرهاب.

 

معلومات أساسية

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة — بموجب قراراها 165/72 يوم 21 آب/أغسطس بوصفه اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم، من أجل تكريم ودعم ضحايا الإهارب والناجين منه وتعزيز وحماية تمتعهم الكامل بما لهم من حقوق الإنسان وبحرياتهم الأساسية.

وبنى ذلك القرار على الجهود القائمة التي تبذلها الجمعية العامة، ولجنة حقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان، التي ترمي جميعها إلى تعزيز حقوق ضحايا الإرهاب وحمايتها.

وتوكد الجمعية العامة، بإعلان هذا اليوم الدولي، على أن تعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون وحمايتها على المستويين المحلي والدولي، هي من الضرورات عندما يتصل الأمر بالوقاية من الإرهاب ومكافحته.

وفي نيسان/أبريل 2020، قدم الأمين العام إلى الجمعية العامة — بناء على طلب الجمعية العامة في قرارها 305/73تقريرا عن التقدم الذي أحرزته منظومة الأمم المتحدة في دعم الدول الأعضاء في مساعدة ضحايا الإرهاب.

وكانت استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، التي اعتمدت في قرار الجمعية العامة 288/60 المؤرخ 8 أيلول/سبتمبر 2006، أشارت إلى أن تجريد الضحايا من إنسانيتهم هي من الأسباب المؤدية إلى انتشار الإرهاب، وأن الطريقة الأكثر فعالية لمكافحة الإرهاب هي اتخاذ تدابير تُعنى باحترام كرامة الإنسان وتعلي من سيادة القانون.

وأكدت الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب على أهمية الدور الذي يضطلع به الضحايا في التصدي للإرهاب ومكافحة التطرف العنيف فضلا عن الاعتراف بحقوق الإنسان وإعلاء شأنها.

ومنذ الاستعراض السادس الذي جرى في عام 2018، أظهرت التطورات على الصُعد الدولية والإقليمية والوطنية أن الدعم المقدم للضحايا تجاوز مظاهر التضامن الرمزي إلى المشاركة الحقيفية للنهوض بحقوقهم واحتياجاتهم. ويظهر ذلك جليا في إنشاء مجموعة أصدقاء ضحايا الإرهاب في عام 2019، كما يظهر ذلك كذلك في قرار الجمعية العامة المتعلق بتعزيز العلاقات الدولية لمساعدة ضحايا الإرهاب.

وأشار الاستعراض الثامن الذي اعتمدته الجمعية العامة في 22 حزيران/يونيه 2023 إلى أهمية دعم حقوق الضحايا ودعم احتياجاتهم، ولا سيما النساء والأطفال والمتضررين من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي اللذين يرتكبهما الإرهابيون. كما شجع القرار كذلك الدول الأعضاء كافة على وضع خطط وطنية شاملة لمساعدة ضحايا الإرهاب وأسرهم في تلبية الاحتياجات الفورية والقصيرة والطويلة الأجل لضحايا الإرهاب.

ويرحب القرار بمؤتمر الأمم المتحدة العالمي الأول لضحايا الإرهاب، الذي عقد في سبتمبر 2022 في مقر الأمم المتحد، ويشجع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، من خلال برنامج دعم ضحايا الإرهاب العالمي وبوابة الأمم المتحدة لدعم ضحايا الإرهاب، على الاستمرار في رفع مستوى الوعي بضحايا الإرهاب وتعزيز حقوقهم وحمايتها. ويشمل ذلك تعزيز قدرة الدول الأعضاء على مساعدة ضحايا الإرهاب وتعزيز مشاركتهم مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص ذات الصلة، والتي يمكن أن تلعب دورًا قيمًا في مساعدة ودعم ضحايا الإرهاب.

 
Secretary-General António Guterres (right), Vladimir Voronkov (centre), Under-Secretary-General of the United Nations Office of Counter-Terrorism

أُنشئ مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في 15 حزيران/يونيه 2017 بعد اتخاذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 71/291وعيِّن السيد فلاديمير فورونكوف أول وكيل للأمين العام على رأسه. ويعمل مكتب مكافحة الإرهاب بالتعاون الوثيق مع الهيئات الفرعية التابعة لمجلس الأمن المكلفة بتعزيز قدرة الدول الأعضاء على منع الأعمال الإرهابية والتصدي لها

 

A woman lights candle

تشكل بوابة الأمم المتحدة الإلكترونية لدعم ضحايا الإرهاب منبرا واسع النطاق ومتعدد وسائط الإعلام، لا علاقة لها بالسياسة، للتعبير عن التضامن الدولي مع ضحايا الإرهاب بالمساهمة في الجهود الوطنية والدولية، وزيادة التوعية بمسائل الضحايا. و يتيح البرنامج منبرا لإسماع أصوات الضحايا، ولتبادل الضحايا تجاربهم، وللدفاع عن حقوقهم واحتياجاتهم. كما يكفل البرنامج، بأنشطة التوعية وإقامة الشبكات ومنتديات الحوار ووضع السياسات، إبقاء الضحايا في صميم الجهود  المبذولة لمنع التطرف العنيف ومكافحته.

 

 

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.