مناسبات أممية - محتوى

مجموعة من النساء

المناسبات الأممية

سبقت الاحتفالات بمناسبات دولية وعالمية إنشاء الأمم المتحدة، إلا أن المنظمة حرصت على الاحتفال بتلك المناسبات بوصفها وسيلة للدعوة والتثقيف والتوعية الفاعلة. وتحتفي الأمم المتحدة بمناسبات من أيام وأسابيع وسنين وعقود دولية وعالمية محددة حيث يخصص لكل منها شعارا أو موضوعا معينا في كل عام. وتعمل الأمم المتحدة من خلال المناسبات الخاصة على إذكاء الوعي الدولي بالقضايا ذات الصلة وعلى إحراز تقدم في ما يتصل بها. ويتيح كل يوم من الأيام الدولية الفرصة لعديد الجهات الفاعلة لتنظيم الأنشطة والفعاليات المتعلقة بالموضوع أو الشعار السنوي للمناسبة. وتمثل تلك المناسبات للمنظمات وللمكاتب التابعة لمنظومة الأمم المتحدة — فضلا عن الحكومات والمجتمع المدني والقطاعين العام والخاص والمدارس والجامعات وعموم المواطنين — نقطة انطلاق لبدء جهود التثقيف والتوعية. وحددت غالب تلك المناسبات بموجب قرارات صادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالرغم من أن بعضها حددته وكالات الأمم المتحدة المتخصصة. كما تحتفي الأمم المتحدة كذلك بالذكريات السنوية لأبرز المعالم في تاريخها.

كيفية اختيار المناسبات

الجمعية العامة بوصفها الهيئة الأكثر تمثيلا في المنظمة هي التي تحدد تاريخا معينا باعتباره يوما دوليا. وتقترح الدول الأعضاء المناسبات الدولية على الجمعية العامة، التي تقرر بتوافق الآراء اعتماد تلك المناسبات أو رفضها.

وترتبط موضوعات الأيام الدولية وشعاراتها دائمًا بمجالات العمل الرئيسية للأمم المتحدة، وهي: صون السلم والأمن الدوليين، وتعزيز التنمية المستدامة، وحماية حقوق الإنسان، وضمان سيادة القانون الدولي وإيصال المساعدات الإنساني.

وغالبا ما تشرح الجمعية العامة في قراراتها دوافعها لإعلان مناسبة ما، كأن تشير إلى العلاقة بين مناسبة متعلقة بقضية صحية والفقر وسوء التغذية ونقص خدمات الرعاية الصحية أو ضعفها أو تعذر الحصول عليها. وبالمثل، إذا كانت القضية متعلقة بقضية اجتماعية، تشير الجمعية العامة إلى ما يرتبط بها من قضايا، فمثلا ارتباط زواج الصغيرات بالعنف المنزلي.

وفضلا عن ذلك، ربما تشير الجمعية العامة في قراراتها كذلك إلى جوانب المشكلة التي تهم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أو بعبارة أخرى، مشاغل الإنسانية كافة، نظرًا لأن الجمعية تتكون من 193 دولة.. أي معظم دول العالم. وخير مثال على ذلك هو القرار الذي حدد يوم 23 حزيران/يونيه بوصفه يوما دوليا للأرامل. فقد أشارت الجمعية العامة في قرار اعتمادها تلك المناسبة إلى أنها: ’’يساورها بالغ القلق مما يواجهه الملايين من أطفال الأرامل من جوع وسوء تغذية وعمل وصعوبة في الحصول على الرعاية الصحية والمياه والمرافق الصحية والحرمان من التعليم والأمية والوقوع ضحية الاتجار بالبشر‘‘.

وتعلن الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة بعض المناسبات الأممية للفت انتباه الجمهور إلى مواضيع تقع في مجال عمليها وخبرتها، من مثل الصحة والطيران والملكية الفكرية وما إلى ذلك. فعلى سبيل المثال، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، ومقرها باريس، يوم حرية الصحافة الذي يُحتفل به في 3 أيار/مايو، واعتمدت الجمعية العامة تلك المناسبة في وقت لاحق.

وتسخر الأمم المتحدة هذه المناسبات — فضلا عن استخدامها في إذكاء الوعي العام — لتقديم المشورة للدول بشأن الإجراءات اللازمة لمعالجة المشاكل الخطيرة التي تدور حولها عديد من هذه التواريخ. ومن الأمثلة على ذلك القرار المتعلق باليوم الدولي للتنوع البيولوجي، الذي يُحتفل به في 22 أيار/مايو، ودعت فيه المنظمة الدول الأعضاء فيها إلى توقيع بروتوكول قرطاجنة بشأن حماية التنوع البيولوجي وتصديقه.

قياس تأثير هذه المناسبات

صفحات المناسبات الأممية (التي تشمل على الأيام والأسابيع والسنوات والعقود الدولية والعالمية) هي الصفحات التي شهد أكبر عدد من الزيارات على موقع الأمم المتحدة. وغالبا ما يكون لكل مناسبة موقع شبكي مخصوص بها ومتاح باللغات الرسمية الست للأمم المتحدة.

تمثل الأيام الدولية كذلك مؤشرا على الاهتمام الذي يحظى به موضوع معين في كل جزء من العالم. ولمعرفة مسألة كتلك، ننظر إلى مستوى المشاركة في هذه الاحتفالات في مناطق مختلفة وبلغات مختلفة في أنحاء مختلفة من العالم. فمثلا، هناك قضية تستحق تسليط الضوء عليها وهي اليوم الدولي لحقوق الإنسان، الذي يُحتفل به في كل أنحاء العالم في 10 كانون الأول/ديسمبر من خلال مبادرات تتنوع من مبادلة ضباط الجيش والشرطة في جنوب السودان أحذية الجري بالبنادق، إلى إقامة منافسات طلابية في روسيا، أو إقامة معارض في البرازيل. وبصفة عامة، يشارك عديد الأفراد من جميع مناحي الحياة في الاحتفال بهذا اليوم المميز والمشاركة في فعالياته.

ومن الأيام الأخرى الشهيرة والمتميزة: اليوم العالمي للمرأة (8 آذار/مارس)، واليوم العالمي للمياه (22 آذار/مارس)، واليوم الدولي للسلام (21 أيلول/سبتمبر).

وفي حين أن 21 آذار/مارس هو التاريخ الذي يُحتفل فيه بخمسة مناسبات أممية، فإن شهر حزيران/يونيه هو الشهر الذي يشتمل على أكثر عدد من المناسبات الأممية.

الاحتفال بالتعددية اللغوية

وهناك فئة خاصة من المناسبات الأممية التي تُعنى بالاحتفاء باللغات الرسمية للأمم المتحدة. وقد أنشأت إدارة التواصل العالمي تلك المناسبات للاعتراف بتعدد اللغات وكذلك التنوع الثقافي في الأمم المتحدة، فضلا عن تسليط الضوء على أهمية تعزيز الاستخدام المتكافئ لجميع اللغات الرسمية الست في جميع أنحاء المنظمة. وبموجب هذه المبادرة، تحتفل مراكز عمل الأمم المتحدة حول العالم بستة أيام منفصلة كل منها مخصص لإحدى اللغات الرسمية الست للمنظمة. وتهدف أيام اللغات في الأمم المتحدة إلى الترفيه والتثقيف لإذكاء الوعي وتعميق الاحترام لتاريخ تلك اللغات وثقافاتها وإنجازاتها. وتلك الأيام هي كما يلي:

ومن الاحتفالات الأخرى المعنية باللغات،  اليوم الدولي للغة الأم، و اليوم الدولي للترجمة، وكذلك السنة الدولية للغات السكان الأصليين  (2019) فضلا عن  السنة الدولية للغات (2008).