منذ أقدم العصور، ظلت البشرية في حركة دؤوبة. ينتقل بعض الأشخاص سعيا إلى العمل أو فرصة اقتصادية، أو للانضمام إلى أسرهم، أو لمتابعة دراستهم، في حين يضطر آخرون إلى الرحيل هربا من النزاعات أو الاضطهاد أو انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان. كذلك، يهاجر آخرون استجابة للآثار السلبية لتغير المناخ أو الكوارث الطبيعية أو غيرها من العوامل البيئية.
يعيش اليوم عدد غير مسبوق من الأشخاص في بلد غير البلد الذي ولدوا فيه. ووفقا لشعبة السكان التابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، بلغ عدد المهاجرين الدوليين في العالم 304 ملايين في عام 2024، وهو رقم تضاعف تقريبا منذ عام 1990، حينما قُدر عددهم بنحو 154 مليون مهاجر دولي. ويشكل المهاجرون الدوليون 3.7 في المائة من سكان العالم، بعد أن ارتفعت نسبتهم ارتفاعا طفيفا من 2.9 في المائة عام 1990. كما شكلت النساء 48 في المائة من إجمالي المهاجرين الدوليين.
ورغم أن معظم الأفراد يهاجرون بدافع الاختيار، فإن آخرين يضطرون إلى الهجرة بدافع الضرورة. وقدرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه بحلول نهاية عام 2024، سيبلغ عدد اللاجئين في العالم نحو 43.7 مليون لاجئ، منهم 6 ملايين لاجئ فلسطيني يخضعون لولاية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى 8 ملايين طالب لجوء.
تعريف بالمهاجر الدولي
لأغراض إحصائية، تُعرّف الأمم المتحدة المهاجر الدولي بأنه أي شخص غيّر بلد إقامته، بغض النظر عن وضعه القانوني أو طبيعة أو دوافع تنقله.
المهاجرون وأهداف التنمية المستدامة
يُقرّ جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة بإسهام المهاجرين الإيجابي في تحقيق التنمية المستدامة والنمو الشامل. ويستند المبدأ الأساسي للجدول إلى "عدم إغفال أحد"، بمن فيهم المهاجرون. وتتضمن عديد أهداف التنمية المستدامة غايات ومؤشرات ذات صلة بالمهاجرين أو بالهجرة. ويدعو الهدف 10.7 من أهداف التنمية المستدامة الدول إلى "تيسير الهجرة وتنقل الأشخاص على نحو منظم وآمن ونظامي ومسؤول، وذلك من خلال تنفيذ سياسات هجرة مخططة ومدارة على نحو جيد".
وتشير غايات أخرى ترتبط مباشرة بالمهاجرين أو بالهجرة إلى القوى العاملة الصحية في البلدان النامية (3.ج)، وتنقل الطلاب الدوليين (4.ب)، ومكافحة الاتجار بالبشر (5.2، 8.7، 16.2)، وهجرة العمالة (8.7، 8.8)، والتحويلات المالية (10.ج)، والهوية القانونية (16.9). فضلا عن ذلك، يدعو الهدف 17.8 من أهداف التنمية المستدامة إلى تصنيف البيانات وفق حالة الهجرة.
شعبة السكان التابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة
تُجري شعبة السكان في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة بحوثًا ديموغرافية، وتدعم العمليات الحكومية الدولية في الأمم المتحدة في مجال السكان والتنمية، وتساعد البلدان على تطوير قدراتها في إنتاج وتحليل البيانات السكانية. وتُبرز الشعبة القضايا السكانية أمام المجتمع الدولي، مسلطةً الضوء على الدور المحوري للاتجاهات الديموغرافية في مختلف جوانب التنمية المستدامة.
كما تنشر الشعبة مجموعات بيانات عن سكان العالم، وتُحلل الاتجاهات الديموغرافية العالمية، وتُعدّ تقديرات منتظمة لأعداد المهاجرين الدوليين، إضافة إلى إصدار تقارير تقنية عن الهجرة الدولية والتنمية. وتدعم الشعبة لجنة السكان والتنمية، التي تُراجع مدى تنفيذ برنامج العمل الذي اُعتمد في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية لعام 1994، إلى جانب المداولات الجارية في الجمعية العامة بشأن السكان والتنمية والهجرة الدولية.
المنظمة الدولية للهجرة
تأسست المنظمة الدولية للهجرة عام 1951، وهي المنظمة الحكومية الدولية الرئيسة المعنية بالهجرة. وتسعى المنظمة إلى ضمان إدارة الهجرة على نحو منظم وإنساني، وتعزيز التعاون الدولي بشأن قضايا الهجرة، وإيجاد حلول عملية للتحديات ذات الصلة، وإتاحة المساعدة الإنسانية للمهاجرين المحتاجين، بمن فيهم اللاجئون والنازحون داخليًا.
في عام 2016، أبرمت المنظمة اتفاقًا مع الأمم المتحدة، لتصبح بذلك منظمة ذات صلة بها. كما تضطلع المنظمة بدور المنسق لشبكة الأمم المتحدة المعنية بالهجرة، التي أنشأها الأمين العام عام 2018.
وفق أحدث خطة استراتيجية للمنظمة الدولية للهجرة للفترة 2024-2028، ترتكز الأهداف الثلاثة الرئيسة للمنظمة على: إنقاذ الأنفس وحماية الأشخاص المتنقلين، وإيجاد حلول للنزوح، وتيسير مسارات الهجرة النظامية.
بيانات عن الهجرة
يستضيف مركز تحليل بيانات الهجرة العالمي التابع للمنظمة الدولية للهجرة بوابة بيانات الهجرة العالمية، التي تتيح الوصول إلى بيانات الهجرة الموثوقة وفي الوقت المناسب، حيث تجمع معلومات من مصادر متنوعة. وتهدف هذه البوابة إلى مساعدة صانعي السياسات ووسائل الإعلام والجمهور في فهم تعقيدات مشهد الهجرة العالمية.
استنادًا إلى مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، سُجِّلت منذ عام 2014 72,932 حالة وفاة لمهاجرين حول العالم، لقي أكثر من 50% منهم حتفهم غرقًا. ويُعد وسط البحر الأبيض المتوسط أخطر طرق الهجرة، حيث فقد ما لا يقل عن 24,494 نفسًا حياتها.
الحراك العالمي
على مدى أكثر من ربع قرن، وجّه برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، المُعتمَد في القاهرة عام 1994، الجهود العالمية بشأن الهجرة. ويتناول الفصل العاشر من برنامج العمل فرص وتحديات الهجرة الدولية من أجل التنمية، ويبرز حقوق المهاجرين المسجلين، كما يقدم تدابير ملموسة لمواجهة تحديات الهجرة غير النظامية.
في أيلول/سبتمبر 2016، عقدت الجمعية العامة اجتماعًا رفيع المستوى لمعالجة التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين. ويُقر إعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين بأن اللاجئين والمهاجرين يتمتعون بذات حقوق الإنسان العالمية والحريات الأساسية، ويواجهون تحديات مشتركة، فضلا عن امتلاكهم مواطن ضعف متشابهة. كما يُشيد الإعلان بإسهام المهاجرين في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، ويلتزم بحماية سلامتهم وكرامتهم، وصون حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع المهاجرين، بغض النظر عن وضعهم القانوني.
في كانون الأول/ديسمبر 2018، اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية خلال مؤتمر حكومي دولي عُقد في مراكش، المغرب. يُعد هذا الميثاق أول اتفاق دولي شامل حول الهجرة، تفاوضت عليه الحكومات برعاية الأمم المتحدة، ويُغطي جميع أبعاد الهجرة الدولية. وهو وثيقة غير ملزمة تحترم الحق السيادي للدول في تنظيم دخول الأفراد إلى أراضيها وإقامتهم فيها، كما يعكس التزامًا بالتعاون الدولي في مجال الهجرة. ويهدف إلى تحسين حوكمة الهجرة، والتصدي للتحديات المرتبطة بها، وتعزيز إسهام المهاجرين في التنمية المستدامة.
في أيار/مايو 2022، اعتمدت الجمعية العامة، خلال المنتدى الدولي الأول لاستعراض الهجرة، إعلان التقدم، الذي استعرض مدى تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة، ووضع خريطة طريق لتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
اليوم الدولي للتحويلات المالية العائلية
في حزيران/يونيو 2018، أعلنت الجمعية العامة يوم 16 حزيران/يونيو يومًا دوليًا للتحويلات المالية العائلية. وفي قرارها المنشئ لهذا اليوم، أقرت الجمعية العامة بإسهام تحويلات المهاجرين في دعم استراتيجيات التنمية، ولا سيما في تقليص الفقر وتوفير الخدمات الأساسية للأسر، فضلا عن تعزيزها للاستثمارات المحلية وريادة الأعمال والشمول المالي.
اليوم الدولي للمهاجرين
في كانون الأول/ديسمبر 2000، أعلنت الجمعية العامة يوم 18 كانون الأول/ديسمبر يومًا دوليًا للمهاجرين. وفي اليوم ذاته من عام 1990، اُعتمدت الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم.
الموارد
- شعبة السكان التابعة لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة
- المنظمة الدولية للهجرة
- المركز العالمي لتحليل بيانات الهجرة
- شبكة الأمم المتحدة للهجرة
- إعلان الحوار رفيع المستوى بشأن الهجرة الدولية والتنمية (2013)
- جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة (2015)
- إعلان نيويورك بشأن اللاجئين والمهاجرين (2016)
- الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية (2018)
- إعلان التقدم المحرز في المنتدى الأول لاستعراض الهجرة الدولية (2022)
- اليوم الدولي للمهاجرين (18 كانون الأول/ديسمبر)
- اليوم الدولي للتحويلات المالية العائلية (16 حزيران/يونيه)