عبدالعزيز (مراجع)
ما الذي جذبك لتصبح موظفا لغويا في الأمم المتحدة؟
حب اللغات عموما هو ما دفعني لاختيار الترجمة التحريرية كمهنة. ولكن العمل في مجالي المفضل في أكبر منظمة دولية كان فرصة ذهبية في ذلك الحين بسبب الخبرة التي يمكن للمرء أن يكتسبها في هذا المحفل الدولي حيث يتم تناول جميع المواضيع وحيث يجتمع الناس من جميع أنحاء العالم للتداول بشأن القضايا العالمية.
ما وجه التباين بين العمل في الأمم المتحدة والوظائف التي شغلتها في السابق؟
قبل انضمامي إلى الأمم المتحدة، عملتُ مترجما تحريريا مستقلاً. وكنت أدير بنفسي أعمالي وأدوات عملي ومواعيد التسليم. ولكن العمل في الأمم المتحدة مختلف تماما عن عملي السابق. ففي إطار المنظمة، أنا عنصر ضمن فريق كبير يشكل العمود الفقري للتعددية اللغوية. وبالنسبة لمترجم التحق بالمنظمة حديثا، يمثل العمل فيها رحلة جديدة تبدأ بفهم مختلف العمليات التي تمر بها وثائق الأمم المتحدة، وتعلم العبارات المكرسة والمصطلحات، واكتساب ما يلزم من مهارات الترجمة اللازمة ليتعامل مع وثائق الأمم المتحدة بخصوصياتها المختلفة ويصبح عنصرا فعالا في الفريق الذي يعمل فيه.
ما هي في رأيك أهم خصال المترجم التحريري الجيد؟
المترجم أو المراجع الجيد هو الذي يسعى للحفاظ على السمات الأساسية للوثيقة المترجمة من خلال الوفاء للنص الأصلي والحرص على سلامة النص من الزيادة والنقص وعلى اتساقه ودقته واكتماله.
أي جزء من عملك تعتبره مثيراً للاهتمام؟ ولماذا؟
بالنسبة لي، التعلم المستمر هو الجزء الأكثر أهمية في عمل المترجم التحريري. فالترجمة التحريرية هي في الواقع إثراء يومي للمعارف المكتسبة يتجاوز حدود المكاسب اللغوية من حيث المصطلحات والأسلوب ليشمل جميع المواضيع التي تتناولها وثائق الأمم المتحدة. والمترجمون التحريريون في الأمم المتحدة يطّلعون بشكل مباشر، من خلال عملهم، على الشؤون الدولية الراهنة والسياسات العالمية والمسائل القانونية، كما تتاح لهم فرص لاكتساب المعرفة في مجالات شتى تتراوح بين المسائل المتعلقة بالحياة اليومية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية الأكثر أهمية على الصعيد العالمي.
ما هي التحديات التي تواجهها في عملك اليومي وكيف تتعامل معها؟
ترتبط تحديات العمل اليومية أساسا بعبء العمل وضيق المواعيد النهائية لتسليم الوثائق. وقد ازداد هذا العبء مع مرور الوقت مقارنة بالسنوات القليلة الماضية. ولكن بفضل التنظيم الجيد وتحسّن أدوات العمل، كثيرا ما يتم التغلب على هذه التحديات. وتوجد أيضا تحديات تتعلق ببعض الوثائق المتخصصة جدا أو الوثائق المكتوبة برداءة، ويتم التعامل مع هذه الوثائق بطريقة مختلفة، ولكن دائما بمهنية، على أساس كل حالة على حدة للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
هل تصادفك أحيانا كلمات أو عبارات غير مألوفة؟
كثيرا ما يصادف المترجم التحريري في عمله كلمات أو عبارات جديدة وغير مألوفة، وهي تشكل جزءا كبيرا من عملية التعلم المستمر. وحسب موضوع الوثيقة، قد يستغرق البحث عن معاني هذه الكلمات أو العبارات الحصة الأوفى من الوقت المخصص لترجمة بعض الوثائق.
أي موقع يحتله عملك في الإطار الأوسع للأمم المتحدة؟
أعتقد أن المترجمين التحريريين يضطلعون بدور هام في النهوض بأهداف الأمم المتحدة بصفة عامة. فهُم من ركائز التواصل والتعددية اللغوية في المنظمة.
أي إنجاز في عملك لا يمكن أن تنساه أبدا؟
ترجمة بعض من أهم وثائق الأمم المتحدة هي من الإنجازات الأقوى حضورا في ذاكرتي. فعندما أسمع في الأخبار عن قرارات للجمعية العامة أو لمجلس الأمن أو وثيقة ختامية لأحد مؤتمرات الأمم المتحدة أكون قد ترجمتُ جزءا منها أو ترجمتها بأكملها أشعر بأن ذلك في حد ذاته حدث لا يُنسى لأنه يذكرني بإسهامي في نشر مضمون بعض الوثائق ذات الأهمية العالمية.
هل لديك أي نصائح للموظفين اللغويين الناشئين؟ وهل لديك أي نصائح حول كيفية التحضير للامتحانات التنافسية للوظائف اللغوية؟
أنصح المترجم الناشئ بما يلي:
- أن يطالع كثيرا ليحسن أسلوبه ويقوِّيه.
- أن يستشير زملاءه ونظراءه ممن لهم خبرة أوسع.
- أن يتخصص في مجال بعينه ويكوِّن فيه مهاراته.
- أن يُقبل على تكنولوجيا الترجمة ويواكب مستجداتها.
وللتحضير للامتحانات التنافسية اللغوية:
- أن يتعرف على هيئات الأمم المتحدة ويطلع على وثائقها.
- أن يشارك في تدريب داخلي في دائرة الترجمة المناسبة إذا أمكن.