تدوين المحاضر الموجزة

 
تدوين المحاضر الموجزة، أو كتابة محاضر موجزة لوقائع الجلسات، جزء لا يتجزأ من عمل بعض المترجمين التحريريين بالأمم المتحدة (ولا سيما المترجمون التحريريون الذين يعملون بالإنكليزية أو الفرنسية كلغة رئيسية) يؤدونه بانتظام في مكاتب الأمم المتحدة بنيويورك وجنيف وفيينا. وهم يقومون بكتابة المحاضر الرسمية لجلسات الهيئات الحكومية الدولية التابعة للأمم المتحدة التي يحق لها تلقي هذه المحاضر (بما في ذلك اللجان الرئيسية للجمعية العامة، ولجان مجلس الأمن، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وهيئات معاهدات حقوق الإنسان، ولجنة بناء السلام، واللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار، ولجنة القانون الدولي، ولجنة الأمم المتحدة للقانون التجاري الدولي).

 

المحاضر الموجزة

المحاضر الموجزة جزء من الذاكرة المؤسسية للأمم المتحدة، شأنها في ذلك شأن المحاضر الحرفية. ولكنها تختلف عن المحاضر الحرفية في أنها ليست سردا حرفيا لوقائع الجلسات، بل هي نتاج تحليل موجز للجلسات. والمراد منها هو تبيان مَن تكلّم خلال الجلسة وما قيل فيها وما تقرر. والمحاضر الموجزة، إلى جانب كونها السجل الرسمي للجلسة، تُستخدم كأساس للمناقشات التي تجري على المستوى الحكومي الدولي، ولتجميع التقارير وإجراء البحوث فيما يتعلق بالمواضيع التي تتناولها، كما يُستعان بها في بعض الأحيان فيما يصدر عن الخبراء أو القضاة من قرارات. ويُترجَم كل محضر موجز أصلي (معدّ بإحدى اللغتين الإنكليزية أو الفرنسية) إلى بعض اللغات الرسمية الأخرى للأمم المتحدة (الإسبانية والروسية والصينية والعربية) أو جميعها.

 

دور مدوّني المحاضر الموجزة

يلخص مدوّنو المحاضر الموجزة الكلماتِ التي يلقيها المندوبون، مستعينين في ذلك بالبيانات الخطية والشفوية والتسجيلات السمعية/البصرية وغيرها من المواد مثل وثائق الأمم المتحدة الرسمية والعروض الرقمية. ويجمع مدوّنو المحاضر الموجزة بين مهارات الترجمة التحريرية والصياغة والتلخيص وتحري صحة الحقائق. وهم يسخّرون هذه المهارات لإعداد سرد لوقائع الجلسات يتيح للقارئ الذي لم يحضر جلسةً ما الإلمام بما جرى فيها كمثل القارئ الذي حضرها، مع الحفاظ في الوقت ذاته على مستوى عالٍ من دقة السرد وسلاسة الأسلوب. وهم يحددون، استنادا إلى حسن تقديرهم للأمور وإلمامهم بالموضوع، ما ينبغي إيجازه أو التوسع في سرده أو حذفه أو شرحه؛ ويقومون أيضا بإدراج المراجع اللازمة وتحري صحة الوقائع والتفاصيل في ضوء وثائق الهيئة المعنية وجميع قواعد البيانات المتاحة لهم.

 

أساليب العمل

وفقا للنماذج المعتمدة لإصدار وثائق الهيئات التداولية، يستخدم مدوّنو المحاضر الموجزة صيغا موحدة عند تناول المسائل المتعلقة بالإجراءات واتخاذ القرارات، بما في ذلك سير عملية التصويت. ولا بد أن يلموا على نحو تام بما يستجد فيما يتعلق بجميع المسائل التي تُناقش في جلسات الهيئات الحكومية الدولية، وهو ما يتطلب في كثير من الأحيان إجراء بحوث مستفيضة في مجالات مختلفة. ويشكّل نتاج عملهم السجلَ الدائم والتاريخي المحفوظ - في شكل كتابي - لكل ما تشهده الجلسات من بيانات ومناقشات وما تنتهي إليه من نتائج. وهم مطالبون بالحرص على الاستمرارية في بيان ما يجري في الجلسات المتتالية وفي مجموعات الجلسات التي تتناول موضوعا بعينه. وقرار حضور مدوّني المحاضر الموجزة الجلسات شخصيا أو امتناعهم عن ذلك يرتهن بموضوع الجلسة ودرجة تعقده وبعدد الجلسات التي تُعقد متزامنةً.

 

المهارات المطلوبة

ُطلب من مدوّني المحاضر الموجزة، إلى جانب امتلاك مهارات لغوية ممتازة فيما لا يقل عن ثلاث لغات رسمية وقدرة متميزة على الكتابة بلغتهم الرئيسية مع الحفاظ على سلامة الأسلوب، أن يكونوا على دراية بطائفة واسعة من المواضيع التي تتناولها الأمم المتحدة، أي ما يتصل منها بالشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية وشؤون نزع السلاح ومكافحة الإرهاب والمسائل القانونية والعمل الإنساني وحفظ السلام وشؤون المالية والإدارة والمسائل العلمية والتقنية. ويتعيّن أيضا أن تكون لديهم مهارات جيدة في مجال تكنولوجيا المعلومات كي يتمكنوا من استخدام مختلف الأدوات اللازمة لتأدية مهامهم اليومية.

 

الموارد

المحاضر الموجزة، كغيرها من الوثائق الرسمية للأمم المتحدة، تحمل رمزا للوثيقة التي ترد فيها. وبالنسبة للمحاضر الموجزة، ينتهي رمز الوثيقة بالحرفين ”SR“ وبرقم يبيّن ترتيب الجلسة ضمن التسلسل الزمني للجلسات (الذي يكون في بعض الحالات مستمرا وفي حالات أخرى مصنفا حسب الدورة). وجميع المحاضر الموجزة، باستثناء تلك التي تتناول وقائع الجلسات المغلقة، متاح في نظام الوثائق الرسمية ويمكن الوصول إليه عن طريق روابط إلكترونية على صفحات الموقع الشبكي للأمم المتحدة.