28/02/2019

رسالة الأمين العام بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المائة للسير براين أوركهارت

أنطونيو غوتيريش

يسرني أن أنضم إلى الأعداد الغفيرة من المعجبين في بقاع العالم لأعرب عن أحر تهانئي للسير براين أوركهارت بمناسبة حلول عيد ميلاده المائة، وهو الموظف الألمعي الذي أمضى حقبة طويلة في خدمة الأمم المتحدة.

لقد ترك السير براين في الأمم المتحدة بصمة عميقة عمقَ بصمة كل شخص دخل في تاريخ المنظمة.

وباعتباره واحدا من أوائل موظفي المنظمة، فقد سنّ للخدمة المدنية الدولية قاعدتها القائمة على الانضباط والتفاني والحياد.

وساهم في عهده كمساعد للأمين العام داغ همرشولد في تحديد نطاق عمل الأمم المتحدة في التصدي للنزاعات المسلحة وغيرها من التحديات العالمية.

وكأحد المعاونين المقربين من رالف بانش، وهو شخصية مرموقة عن جدارة واستحقاق، ساعد السير براين في وضع أسس حفظ السلام الدولي ثم العمل على توسيع نطاق استخدامه ليصبح نشاطا رئيسيا للأمم المتحدة.

وقد تكوّن التزام السير براين بالسلام جزئيا أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث كان من بين جنود الحلفاء الحاضرين بُعيد تحرير معسكر الموت بيرغن - بيلسن. وظل في عمله في خدمة العديد من الأمناء العامين الذين سبقوني منخرطا في صميم الأحداث التكوينية العالمية من الكونغو إلى الشرق الأوسط. وقد كتب أيضا باستفاضة في الشؤون الدولية، وصنف أهم مؤلفين في السيرة الذاتية لهمرشولد وبانش، فضلا عن المقالات الموجزة الشيقة والنيّرة التي كتبها عن الشخصيات الرئيسية التي تعامل معها على مر السنين، والتي أعدت للنشر في الموقع الشبكي للأمم المتحدة [الرابط].

ويظل السير براين بطيبوبته وسخائه وتشجيعه شخصية ملهمة بالنسبة لموظفي الأمم المتحدة وعدد لا يحصى من الشباب وهم يخوضون غمار الحياة الوظيفية. وينبغي جعل سيرته الذاتية، حياة في السلام والحرب (A Life in Peace and War) من المؤلفات التي تتعين قراءتها على جميع من يعملون في خدمة الأمم المتحدة وجميع من يرغبون في فهم عمل المنظمة. ومما كتبه السير براين ضمنها عن أولى أيامه في وظيفته، قوله ”كنا جميعا متفائلين نؤمن بإمكانية إقامة عالم يسوده السلام والعدل“.

وقد حافظ السير بريان على ذلك التفاؤل في جميع أطوار حياته، مسهما بذلك في تحديد طبيعة الأمم المتحدة والتأثير في التاريخ نفسه. إننا ونحن نحتفل بهذه المناسبة البارزة ممتنون لإسهاماته المتألقة المنقطعة النظير باعتباره واحدا من أوفى أوفياء ”نحن شعوب الأمم المتحدة“.