تعدد اللغات

الأمم المتحدة وتعدد اللغات

يتسم تعدد اللغات بأهمية بالغة بالنسبة إلى الأمم المتحدة لما له من دور حاسم في تحقيق التواصل الودي بين الشعوب وباعتباره عاملًا تمكينياً للدبلوماسية المتعددة الأطراف. فهو إذ يشجع الحوار والتسامح والتفاهم، يكفل مشاركة الجميع في عمل المنظمة كما يضمن شفافية أكبر وكفاءة أوفر ونتائج أفضل.

وقد اعتبرت الجمعية العامة تعدد اللغات قيمةً من القيم الأساسية التي تأخذ بها المنظمة. ومن هذا المنطلق، يُتوقع من جميع كيانات الأمانة العامة للأمم المتحدة أن تسهم إسهاما فعالا في هذا المسعى المشترك وأن تبرهن على التزامها به. وتدعو الولايات المتعلقة بتعدد اللغات كذلك الأمر إلى تعميم مراعاة تعدد اللغات في جميع كيانات الأمانة العامة. وهذا ما حدا بالأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى إدراج تعدد اللغات ضمن أولوياته. 

الإسبانية والإنكليزية والروسية والصينية والعربية والفرنسية هي اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة؛ أما الإنكليزية والفرنسية فهما لغتا العمل في الأمانة العامة للأمم المتحدة. ويعد تحقيق التكافؤ بين اللغات الرسمية الست من بين المواضيع التي تحظى باهتمام مستمر لدى الأمين العام. وتُبذل جهود حثيثة من أجل استخدام جميع اللغات الرسمية استخداما متساويا يضمن مشاركة جميع أصحاب المصلحة في أعمال الأمم المتحدة. كما أن المنظمة أيضا تستخدم يوميا لغات غير رسمية سعيا منها إلى تمكين أكبر عدد ممكن من الجماهير من فهم أهداف الأمم المتحدة وعملها. وتحقيقا لهذه الأهداف، تسعى الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى نشر ثقافةٍ مؤسسية داخل صفوفها تقوم على تثمين تعدّد اللغات ورعايته على امتداد سلسلة إدارة الموارد البشرية.

منسق شؤون تعدد اللغات

عين الأمين العام للأمم المتحدة في 3 أيلول/سبتمبر 2019 السيد موفسيس أبليان من أرمينيا (وهو أيضا مواطن جورجي)، وكيل الأمين العام لشؤون الجمعية العامة وإدارة المؤتمرات، منسقاً لشؤون تعدد اللغات، تنفيذا لقرار الجمعية العامة 250/69. ويتولى السيد أبيليان بحكم هذا الدور مسؤولية  تنسيق التنفيذ العام لمبدأ تعدد اللغات على نطاق الأمانة العامة. 
وقد أقرت الجمعية العامة في قرارها 328/71 بشأن تعدد اللغات اختصاصات المنسق كما وردت مفصلة في التقرير A/71/757
ويتوقع من المنسق أداء المهام التالية: 

  • أن يكون بمثابة نقطة الاتصال في ما يتعلق بالشواغل والاستفسارات المقدمة من الدول الأعضاء وكيانات الأمانة العامة؛ و
  • أن يعمل ميسرا للوصول إلى نهج منسق ومتسق ومتماسك بشأن تعدد اللغات في الأمانة العامة ؛ و
  • أن يلهم جميع الإدارات والمكاتب من خلال إطلاق واقتراح حلول مبتكرة لتعزيز ثقافة مؤسسية تفضي إلى تعدد اللغات.

ويتلقى منسّق شؤون تعدد اللغات في عمله الدعم من شبكة من المنسقين (قائمة بالإنكليزية بصيغة pdf) يمثلون كيانات الأمانة العامة.

إطار الأمم المتحدة الاستراتيجي بشأن تعدد اللغات

إطار الأمم المتحدة الاستراتيجي بشأن تعدد اللغات

صدر إطار الأمم المتحدة الاستراتيجي بشأن تعدد اللغات باللغات الرسمية الست للمنظمة في آذار/مارس 2024، تنفيذا لقرارات الجمعية العامة بشأن تعدد اللغات ولتوصية صادرة عن وحدة التفتيش المشتركة. ويُعدّ الأول من نوعه ضمن الأمانة العامة وعلى نطاق المنظومة. ‏

‏وُضع الإطار تحت إشراف وكيل الأمين العام لإدارة شؤون الجمعية العامة والمؤتمرات بصفته منسق شؤون تعدد اللغات في الأمم المتحدة، وهو ثمرة للجهود التي بذلها عام 2022 فريقٌ عامل واسع النطاق ضم 49 كيانا وللمشاورات المكثفة التي أُجريت مع الكيانات الرئيسية عام 2023. ‏

يعيد الإطار التأكيد على التزام المنظمة بتعدد اللغات عبر ادماج الاعتبارات اللغوية في كل جانب من جوانب الأعمال التي تضطلع بها الأمانة العامة. كما يعرض نتائج الاستعراض الشامل لتعدد اللغات في الأمانة العامة، فضلا عن ثلاثة أهداف عامة وسلسلة من الخطوات الموصى باتخاذها في المراحل المقبلة جُمِعت ضمن ثمانية مجالات عمل.

ومن المتوقع أن يسهم الإطار في زيادة تعميم تعدد اللغات، سواءً على الصعيد الداخلي أم الخارجي، بطريقة خاضعة للمساءلة وقائمة على البيانات، مع مراعاة المتطلبات التشغيلية وقيود الميزانية والاحتياجات من الموارد.

لقراءة الإطار الاستراتيجي: الإسبانية | الإنكليزية | الروسية | الصينية | العربية | الفرنسية

موارد تعدد اللغات