طاقم طبي
طبيب يرتدي بدلة واقية كاملة ويترأس مجموعة من المهنيين الطبيين المتطوعين الذين يعتنون بمرضى كوفيد - 19 في مستشفى أهلي في الفلبين.
Photo:©هيئة الأمم المتحدة للمرأة//Louie Pacardo

كما يتضح من مرض فيروس كورونا (كوفيد - 19)، فالآثار المدمرة للأمراض المعدية والأوبئة الرئيسية، على نحو ما تجسده جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) المستمرة، على الأرواح البشرية، حيث تلحق الدمار بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية الطويلة الأجل، ولأن الأزمات الصحية العالمية تهدد بإثقال كاهل النظم الصحية المنهكة بالفعل، وتعطيل سلاسل الإمداد العالمية، وإلحاق دمار غير متناسب بسبل عيش الناس، بمن فيهم النساء والأطفال، واقتصادات أشد البلدان فقرا وضعفا.

هناك حاجة ملحة إلى إقامة نظم صحية قادرة على الصمود وقوية، تشمل الفئات الضعيفة أو التي تعيش ظروفا هشة، وتكون قادرة على التنفيذ الفعال للوائح الصحية الدولية.

فالأوبئة في المستقبل قد تتجاوز، في ظل غياب الاهتمام الدولي، حالات التفشي السابقة من حيث الشدة والخطورة، ولذلك تؤكد على الأهمية القصوى للتوعية، وتبادل المعلومات والمعارف العلمية وأفضل الممارسات، والتعليم الجيد، وبرامج الدعوة بشأن الأوبئة على الصعد المحلي والوطني والإقليمي والعالمي، باعتبارها تدابير فعالة للوقاية من الأوبئة والتصدي لها.

ومن المهم تعزيز الوقاية من الأوبئة بتطبيق الدروس المستفادة بشأن إدارة الوباء وكيفية منع توقف الخدمات الأساسية، وإلى رفع مستوى التأهب من أجل التصدي في أقرب وقت وعلى النحو الأمثل لأي وباء قد ينشأ، وإذ تسلم أيضا بقيمة اتباع نهج لتوحيد الأداء في مجال الصحة يشجع التآزر بين صحة الإنسان وصحة الحيوان وصحة النبات، إضافة إلى القطاع البيئي وغيره من القطاعات ذات الصلة.

وللتعاون الدولي ولتعددية الأطراف دور مهم في التصدي للأوبئة. ونحن بحاجة إلى التأكيد على أهمية الشراكة والتضامن بين كل فرد ومجتمع ودولة، والمنظمات الإقليمية والدولية، في جميع مراحل إدارة الوباء، وكذلك بأهمية النظر في اعتماد المنظور الجنساني في هذا الصدد.

وتؤدي منظومة الأمم المتحدة، ولا سيما منظمة الصحة العالمية، دورًا محوريًا ففي تنسيق تدابير التصدي للأوبئة، وفقا لولايتها، ودعم الجهود الوطنية والإقليمية والدولية الرامية إلى الوقاية من الأمراض المعدية والأوبئة والتخفيف من آثارها ومعالجتها، وفقا لهدف النهوض بخطة عام 2030.

نحن بحاجة إلى الاعتراف بالدور الأساسي للحكومات ومسؤولياتها والإسهامات التي لا غنى عنها للجهات صاحبة المصلحة في التصدي للتحديات الصحية العالمية، ولا سيما النساء، اللائي يشكلن غالبية الأخصائيين الصحيين في العالم.

وتلتزم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بكفالة المشاركة الشاملة والمنصفة وغير التمييزية، مع إيلاء اهتمام خاص للضعفاء أو الذين يعيشون في ظروف هشة ويواجهون أكبر احتمالات الإصابة بالأوبئة.

تدعو الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة والمنظمات العالمية والإقليمية ودون الإقليمية الأخرى والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والأفراد وسائر الجهات صاحبة المصلحة، إلى الاحتفال باليوم الدولي للتأهب للأوبئة سنويا بصورة لائقة ووفقا للسياقات والأولويات الوطنية، من خلال أنشطة التثقيف والتوعية، من أجل إبراز أهمية منع انتشار الأوبئة، والتأهب لها، والشراكة في مواجهته.

 
 
 

جائحة كوفيد-19 مأساة إنسانية بحق. ولكنها مأساة خلقت أيضا فرصةً لا تتاح للأجيال إلا في القليل النادر. فرصة لمعاودة البناء من أجل إيجاد عالم أكثر مساواة واستدامة. إن مساعي التصدي لهذه الجائحة، والاستجابة لحالة السخط الواسعة الانتشار التي سبقتها، يجب أن تقوم على ”عقد اجتماعي جديد“ و ”صفقة عالمية جديدة“ يتيحان فرصا متساوية للكل ويحترمان حقوق الجميع وحرياتهم.

من محاضرة الأمين العام، أنطونيو غوتيريش
Medical worker and girl with mask

جائحة كوفيذ-19 أكثر من مجرد أزمة صحية،إنها أزمة اقتصادية وإنسانية وأمنية، وأزمة لحقوق الإنسان. وسلطت هذه الأزمة الضوء على هشاشة شديدة وعدم مساواة داخل الدول وفيما بينها، وإن الخروج من هذه الأزمة سيتطلب نهج المجتمع بأسره والحكومة بأكملها والعالم مدفوعًا بالتعاطف والتضامن.

 

health worker with syringe

تضطلع منظمة الصحة العالمية بدور أساسي في دعم الدول الأعضاء في استعدادتها لحالات الطوارئ ذات العواقب الصحية العامة والاستجابة لها والتعافي منها. تعرفوا بالمزيد عن الأمراض الوبائية على رادار منظمة الصحة العالمية وعملها في إدارة الأوبئة.

 

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.