منع الإبادة الجماعية والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية والتطهير العرقي وجرائم الحرب الجهد المبذول على نطاق منظومة الأمم المتحدة

"إن منع وقوع فظائع جماعية يتطلب بذل جهد شامل على نطاق منظومة الأمم المتحدة. كما يجب أن نسترشد بالأهداف المتصلة بمسؤولية توفير الحماية فيما نبذله من جهود من أجل التنمية وبناء السلام، وليس فقط في جهودنا في مجالات حقوق الإنسان والشؤون الإنسانية وحفظ السلام والشؤون السياسية".

 

بان كي - مون، الأمين العام
مؤتمر مؤسسة ستانلي بشأن تنفيذ مسؤولية توفير الحماية، تاريتاون، نيويورك
15 كانون الثاني/يناير 2010

إذا كانت الأسباب الجذرية للإبادة الجماعية تدور حول انعدام المساواة بين الجماعات حسب هوية كل واحدة منها، فإن منع الإبادة الجماعية يبدأ بضمان تمتع كافة الجماعات داخل المجتمع بحقوقها وبكرامة الانتماء على قدم المساواة إلى ذلك المجتمع كمواطنين. ولذلك، فإن التبكير ببذل الجهود لمنع الإبادة الجماعية يصبح من المهام الصعبة الملقاة على عاتق من يريد الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان دون تمييز وإدارة التنوع بصورة عادلة. وهذا يعني القضاء على الأشكال الصارخة للتفاوت السياسي والاقتصادي، وإشاعة الإحساس بالانتماء المشترك على قدم المساواة.

ولذلك، فإن مهام المستشارَين الخاصيْن مكمّلة للرسالة الأساسية لمنظومة الأمم المتحدة في مجملها ولما تنهض به من عمل. فوكالات الأمم المتحدة وإداراتها وبرامجها تسهم في منع الإبادة الجماعية بعدة طرق منها دعم التنمية الاقتصادية العادلة، والتوزيع العادل للسلطة السياسية، وإشاعة التسامح واحترام التنوع العرقي والديني والثقافي، وحماية حقوق الإنسان، وتقديم المساعدة الإنسانية، والتدخل لكفالة إقرار السلام والأمن والاستقرار. ويعمل المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية والمستشار الخاص المعني بمسؤولية الحماية معا بصورة وثيقة داخل منظومة الأمم المتحدة لإشاعة ثقافة منع الإبادة الجماعية.

وعندما تحدث بالفعل أعمال الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، تكون المحكمة الجنائية الدولية

، وهي هيئة قائمة بذاتها ومستقلة عن الأمم المتحدة، مخولة بإجراء التحقيقات ومحاكمة من يتحملون القسط الأعظم من المسؤولية إذا رفضت الدولة ممارسة ولايتها القضائية على من يُدعى ارتكابهم تلك الأعمال، أو عجزت عن ذلك. ومما يسهم بفعالية في تعزيز ثقافة منع الإبادة الجماعية مكافحةُ ظاهرة الإفلات من العقاب وإشاعة الاطمئنان إلى أن مرتكبي أعمال الإبادة الجماعية وما يتصل بها من جرائم لا بد أن يخضعوا للمحاسبة.