أم تراقب ابنتها وهي تلعب على الشرفة أثناء العطلة المدرسية، مادان، أرمينيا.
يعد اليوم العالمي للوالدين بمثابة تذكير بالدور الحيوي الذي تلعبه الأسرة ويؤكد على أهمية الاستثمار في تنشئة في توازن بين الرعاية والمرح.
Photo:برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المنطقة الأوروبية الآسيوية / Anush Babajanyan

تقدير الوالدِين في كافة أنحاء العالم

أصبح الدور المهم للأسرة موضع اهتمام المجتمع الدولي بشكل متزايد منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا. واتخذت الجمعية العامة عددا من القرارات الداعمة للأسرة، حيث أعلنت تدشين السنة الدولية للأسرة واليوم الدولي للأسرة توكيدا لدور الوالدين الحاسم في تربية الأطفال.

ولم تزل الأسرة هي المسؤول الرئيس عن رعاية الأطفال وحمايتهم. ولكي ينشأ الأطفال متكاملين —حيث يتناغم نموهم مع شخصياتهم— فإن من الضروري تنشئتهم في بيئة أسرية تحيطها المحبة والتفاهم. والوالدين، في كافة أنحاء العالم، هما الراعيان والمعلمان الأساسيان لأولادهما، من حيث إعدادهم لحياة منتجة ومرضية.

ويثمن اليوم العالمي للوالدين، الذي عينته الجمعية العامة في عام 2012، الوالدين تثمينا عاليا لتفانيهما في التزامهما بأبنائهما والتضحيات التي يقدمانها مدى الحياة نحو تعزيز هذه العلاقة.

تضطلع الأُسر والوالدِين ومقدمو الرعاية بأدوار رئيسة في رفاه الأطفال ونموهم. فهي جميعا عوامل تنمي الهوية في الأطفال وتزرع فيهم الحب وتتيح الرعاية والإمداد والحماية —فضلا عن الأمن والاستقرار الاقتصاديين— للأطفال والمراهقين. وتساوقا مع اتفاقية حقوق الطفل، يوجد اعتراف متزايد بأهمية دعم الأسرة والوالدِين في إطار السياسات الاجتماعية الوطنية وحزم الاستثمار الاجتماعي التي تهدف إلى الحد من الفقر والتفاوتات وتعزيز الرفاه الإيجابي للوالدِين وللأطفال.

موضوع عام 2025، تنشئة الوالدين 

نحتفل هذا العام باليوم العالمي للوالدين تحت شعار "تنشئة الوالدين" تركيزا على حقيقة جوهرية لا تحظى بالاهتمام الكافي في كثير من الأحيان وهي أن التربية مهارة مكتسبة. فالآباء ومقدمو الرعاية في حاجة إلى الوقت والموارد والدعم المناسب لتربية أطفالهم في بيئة داعمة وإيجابية. 

وفي إطار احتفال هذا العام، من المنتظر أن تطلق منظمة اليونيسف شهر مهارات الوالدين لعام 2025 لتسليط الضوء على أهمية تزويد مقدمي الرعاية بالمعرفة وبالأدوات التي يحتاجونها. وستتضمن الحملة، التي تستمر شهرًا كاملًا، قصصًا مؤثرة عن الأفراح والتحديات التي يتلقاها الوالدين، إضافة إلى نصائح وموارد عملية في مجال التربية. كما تدعو إلى تقديم دعم أكبر لمقدمي الرعاية من خلال برامج التربية.

تنشئة الوالدين ليست عرضا وثائقيا، بل نداء صريح للعمل

 

الأبوة والأمومة رحلة ممتدة؛ رحلة تنبض بالحب، وتتخلّلها التحديات، ولا تنضب فيها فرص التعلّم.
إنّ تربية الطفل هي أثمن ما ينهض به كلّ أب وأم، غير أنّ القائمين على الرعاية حول العالم كثيرًا ما يُتركون لمواجهة هذه المهمّة الجليلة وحدهم، دون عون أو إسناد.

معلومات أساسية

بدأت الأمم المتحدة تركيز الاهتمام على القضايا المتعلقة بالأسرة منذ ثمانينات القرن الماضي. ففي عام 1983، وبناء على توصيات المجلس الاقتصادي والاجتماعي، طلبت لجنة التنمية الاجتماعية في قرارها 1983/23 بشأن ❞دور الأسرة في تعزيز التنمية❝ إلى الأمين العام العمل على تعزيز الوعي بين صانعي القرار والجمهور في ما يتصل بمشاكل الأسر واحتياجاتها، فضلا عن النظر في الطرق الفعالة لتلبية تلك الاحتياجات.

كما أعلنت الجمعية العامة في قرارها 44/82 المؤرخ 9 كانون الأول/ديسمبر 1989 سنة 1994 بوصفها السنة الدولية للأسرة؛ وكذلك قررت الجمعية العامة بموجب قرارها 47/237 لعام 1993 الاحتفال بيوم 15 أيار/مايو من كل عام باعتباره اليوم الدولي للأسر.

وفي عام 2012، أعلنت الجمعية العامة ان 1 حزيران/يونيو من كل عام، سيكون يوما عالميا للوالدين، على أن يُحتفل به سنويًا في كافة أنحاء العالم.

Father playing with his young daughter at home.

يعمل الوالدين ومقدمو الرعاية على تشكيل الخبرات التي تبني أدمغة أطفالهم وتضعهم على الطريق نحو التطور الصحي والسلم. وواجبات الوالدين هي مهمة كبيرة جدًا ومسؤولية ثقيلة، ولذا فهم بحاجة إلى الدعم لمنح أطفالهم أفضل بداية ممكنة في الحياة.

الأسرة هي القلب النابض للحياة الاجتماعية، فهي تضمن رفاه أفرادها، وتعلم أطفالها وشبابها وتنشئ الوعي الاجتماعي فيهم، ولذا فهي وحدة رعاية الكبار والصغار.  ويمكن أن تسهم الأسرة على وجه الخصوص في صياغة السياسات المعنية بها في ما يتصل بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وبخاصة الأهداف المعنية بالقضاء على الفقر والجوع؛ وتعزيز الحياة الصحية والرفاه للجميع، وضمان الفرص التعليمية الدائمة، وتحقيق المساواة بين الجنسين.

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.