التأمل
تتمحور قكرة التأمل بالأساس في تركيز الانتباه على اللحظة الحالية، إنها ممارسة قديمة ومتجذرة في التقاليد الدينية واليوغا والعلمانية عبر الثقافات منذ آلاف السنين. وقد أصبحت اليوم وسيلة عالمية للرفاهية الشخصية والصحة العقلية في جميع أنحاء العالم للتجاور الإصول الروحية.
ويصف التعريف الأكثر شهرة للتأمل عمومًا بأنه عبارة عن ممارسة يستخدم فيها الفرد تقنيات مثل اليقظة أو التركيز أو التفكير المركّز لتدريب العقل وتحقيق حالة من الوضوح العقلي والهدوء العاطفي والاسترخاء الجسدي.
وهناك أنواع مختلفة من التأمل، كل منها يقدم طرقًا فريدة لتحقيق الهدوء والوضوح والتوازن. وتؤكد الأبحاث أن التأمل يساهم في خفض التوتر وتحسين التركيز والتوازن العاطفي وتخفيف القلق والاكتئاب وتحسين جودة النوم. كما يساهم في تحسين الصحة البدنية، بما في ذلك خفض ضغط الدم وإدارة الألم.
ولعبت التكنولوجيا دورا كبيرا في نشر التأمل وإتاحته بشكل واسع وسهل، وذلك من خلال وجود تطبيقات ومنصات عبر الإنترنت تمكن الأفراد من ممارسته في أي مكان وفي أي وقت.
فوائد التأمل
يساهم التأمل في تحقيق وتعزيز الرفاهية الجماعية من خلال التعاطف والتعاون والشعور بالهدف المشترك إلى جانب الفوائد الفردية للشخص. وتنتشر ممارسة التأمل في جميع انحاء العالم بين الأشخاص من جميع الأعمار والخلفيات وأنماط الحياة .
وتشيد منظمة الصحة العالمية بالفوائد الكبيرة للتأمل، وخاصة التأمل الذهني. وتؤكد مناقشات منظمة الصحة العالمية بشأن إدارة الإجهاد على أهمية تعلم آليات التأقلم، مثل التأمل، لما لها من فوائد للصحة العقلية والجسدية.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر التأمل أداة قوية للعناية الذاتية لدعم العلاج وتعزيز الصحة العامة، وخاصة في إدارة أعراض القلق. ومن خلال دمج التأمل الذهني في روتينك اليومي، حتى ولو لبضع دقائق فقط، يمكن أن يساعدك في تحقيق الشعور بالهدوء والتركيز.
وتعترف منظمة الصحة العالمية بالفوائد الصحية العقلية لممارسات مثل اليوغا، والتي غالبًا ما تتضمن عناصر تأملية. وسلطت منظمة الصحة العالمية في اليوم الدولي لليوغا، الضوء على مساهمات اليوغا في الصحة والرفاهية على مدى الحياة، ودورها في تعزيز صحة السكان وعالم أكثر إنصافًا واستدامة.
اليوم العالمي للتأمل
أعلنت الجمعية العامة في قرارها رقم (A/79/L.27) يوم 21 ديسمبر/كانون الأول يوما عالميا للتأمل، وذلك لزيادة الوعي حول التأمل وفوائده، مستذكرة حق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية.
وعلاوة على ذلك، ربطت الجمعية العامة الصلة بين اليوغا والتأمل باعتبارهما نهجين مكملين للصحة والرفاهية.
تعزيز السلام والوحدة من خلال التأمل
يحتل التأمل مكانة خاصة في الأمم المتحدة، ويتجلى ذلك في غرفة التأمل في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وقد افتُتِحَت هذه الغرفة في عام 1952 تحت إشراف الأمين العام داج همرشولد، حيث ترمز إلى الدور الأساسي الذي يلعبه السكون والتأمل في تحقيق الانسجام العالمي. وكما قال همرشولد: ""لدينا في داخلنا مركز سكون محاط بالصمت. يجب أن يكون لهذا المنزل، المخصص للعمل والنقاش في خدمة السلام، غرفة واحدة مخصصة للصمت بالمعنى الخارجي والسكون بالمعنى الداخلي
ويقدم التأمل وسيلة قوية لتنمية السلام والوحدة والرحمة خصوصا في أوقات التحديات العالمية، مثل النزاعات المسلحة وأزمات المناخ والتقدم التكنولوجي السريع. ويذكرنا اليوم العالمي للتأمل بأهمية رعاية الوعي البشري لمعالجة هذه القضايا وخلق الانسجام داخل أنفسنا ومجتمعاتنا. ويساهم الأفراد في بناء عالم أكثر مرونة واستدامة للأجيال الحالية والمستقبلية، من خلال تعزيز السلام الداخلي من خلال التأمل،
الصحة الجيدة والعافية
يحظى التأمل باعتراف متزايد، وذلك لمساهماته في تحسين الصحة العقلية، ولأنه حق أساسي من حقوق الإنسان، وأيضا لتوافقه مع أهداف التنمية المستدامة.
وتؤكد أجندة التنمية المستدامة 2030 على أهمية الصحة والرفاهية باعتبارها عنصراً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة. ويهدف الهدف الثالث، " الصحة الجيدة والرفاه "، إلى ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع في جميع الأعمار، ومعالجة التحديات الرئيسية مثل صحة الأم والطفل، والأمراض المعدية وغير المعدية، والوصول إلى الأدوية واللقاحات الأساسية. ويسلط هذا الهدف الضوء أيضاً على أهمية الصحة العقلية والتغطية الصحية الشاملة والحد من عدم المساواة في مجال الصحة لبناء مجتمعات مرنة وشاملة.