شعار الأمم المتحدة معلقا في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة
Photo: ©الأمم المتحدة/ Cia Pak

التدابير القسرية الانفرادية وانتهاك حقوق الإنسان

تشير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أنّ مصطلح «التدابير القسرية الانفرادية» يُطلق غالبًا على تدابير اقتصادية تفرضها دولة ما لإرغام دولة أخرى على تغيير نهجها السياسي. وتشمل هذه التدابير، على سبيل المثال، العقوبات التجارية التي تتخذ شكل حصارات، وقطع التدفقات المالية والاستثمارية بين الجانبين. وفي السنوات الأخيرة، شاع استخدام ما يُعرف بالعقوبات «الذكية» أو «الموجَّهة»، كمنع السفر وتجميد الأصول، لاستهداف أفراد يُنظر إليهم على أنهم يتمتعون بنفوذ سياسي في دول أخرى (القرار 19/33 الصادر عن مجلس حقوق الإنسان).

وتُعد هذه التدابير والتشريعات ذات الصلة منافية لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، وميثاق الأمم المتحدة، فضلًا عن المبادئ التي ترعى العلاقات الودية بين الدول، مثل «إعلان مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول وفقا لميثاق الأمم المتحدة».

كما أنّ لهذه التدابير أثرًا بالغًا في تقويض تمتع الإنسان الكامل بما نصّت عليه شرعة حقوق الإنسان من حقوق، ولا سيّما الحق في مستوى معيشي يكفل الصحة والكرامة، بما يشمل الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والخدمات الاجتماعية اللازمة.

لمحة

في حزيران/يونيه 2025، أعلنت الجمعية العامة يوم 4 كانون الأول/ديسمبر بوصفه «اليوم الدولي لمناهضة التدابير القسرية الانفرادية»، في سياق الجهود العالمية الرامية إلى إذكاء الوعي بآثار تلك التدابير حين لا تكون متوافقة مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وقد أكدت الجمعية في هذا السياق أهمية ترسيخ ثقافة الحوار، والتفاهم، والتسامح، والاحترام المتبادل، وتعددية الأطراف، بوصفها دعائم أساسية للعلاقات الدولية والدبلوماسية.

ويأتي اعتماد هذا اليوم ليعزز الجهود القائمة على الساحة الدولية للتوعية بما تُخلّفه هذه التدابير من آثار ضارة، ولدعم مساعي التعاون والتضامن بين الأمم في التصدي لتبعاتها.

وقد دعا القرار الدول مجددًا إلى الامتناع عن فرض أي تدابير اقتصادية أو مالية أو تجارية أحادية الجانب، لا تستند إلى القانون الدولي أو تخالف ميثاق الأمم المتحدة، إذ من شأن هذه التدابير أن تعرقل أو تُجهض مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وخصوصًا في البلدان النامية.

Covers of UN Charter in different colors

وقـِّع ميثاق الأمم المتحدة في 26 حزيران/يونيه 1945 في سان فرانسيسكو في ختام مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بنظام الهيئة الدولية وأصبح نافذاً في 24 تشرين الأول/اكتوبر 1945 يمكن للأمم المتحدة أن تتخذ إجراءات بشأن مجموعة متنوعة من القضايا بسبب طابعها الدولي الفريد والصلاحيات المخولة في ميثاقها ، والذي يعتبر معاهدة دولية. على هذا النحو ، فإن ميثاق الأمم المتحدة هو أداة من أدوات القانون الدولي ، والدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملزمة به. يقنن ميثاق الأمم المتحدة المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية ، من المساواة في السيادة بين الدول إلى حظر استخدام القوة في العلاقات الدولية. منذ تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945 ، استرشدت مهمة المنظمة وعملها بالمقاصد والمبادئ الواردة في ميثاق تأسيسها ، والذي تم تعديله ثلاث مرات في 1963 و 1965 و 1973.

Flags in front of UN Building

النظام المتعدد الأطراف يشير تقليديًا إلى عمل جماعي يتم تنسيقه بين ثلاثة أطراف على الأقل. يعني ذلك أن الأطراف تدرك بشكل مشترك أن من مصلحتها العمل معًا لحل المشكلات التي تفوق قدرتها الفردية.  يساعد النظام المتعدد الأطراف الدول على مواجهة التحديات العالمية المعقدة باعتماد نهج شامل. وهو باختصار أداة لإدارة الدولة وعقلية للعمل وطريقه له. وروح النظام المتعدد الأطراف هي: "معًا، نحن أقوى."  

 

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.