فرص واعدة وابتكارات جديدة عبر التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي
فيما نخطو إلى ما بعد منتصف الطريق نحو تنفيذ جدول أعمال 2030، وبعد انعقاد قمة المستقبل لعام 2024، لا يزال العالم يرزح تحت وطأة تحديات مترابطة وعميقة الجذور. فتغيّر المناخ، وتفاقم أعباء الديون، وتنامي انعدام الأمن الغذائي، واتساع الفجوات الرقمية، كلّها ما برحت تؤثر في مصائر الملايين. ولا يزال أكثر من 650 مليون إنسان غارقين في الفقر المدقع، فيما تنفق بلدان كثيرة على سداد ديونها أكثر مما تنفقه على خدماتها العامة الأساسية.
وفي خضم هذه التحديات، يبرز التعاون فيما بين بلدان الجنوب، والتعاون الثلاثي، بوصفه مسارًا عمليًّا واعدًا نحو المستقبل. فبني على التكافل وتبادل الخبرات، يُتيح هذا النمط من الشراكة حلولًا واقعية، متجذرة في السياقات المحلية، تُكمّل ما تقدمه المعونة الإنمائية التقليدية من دعم.
ويُعبّر موضوع هذا العام — "فرص واعدة وابتكارات جديدة عبر التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي" — عن دعوة ملحّة لتحويل الوعود إلى منجزات، ويُسلّط الضوء على الدور المتنامي للجنوب العالمي في التصدي للتحديات المشتركة، من تعزيز نظم الرعاية الصحية، والتكيّف مع تغيّر المناخ، إلى الدفع بعجلة الابتكار الرقمي والتمويل المستدام.
ويُقرّب هذا التعاون البلدان بعضها من بعض، ليتبادل أصحاب القرار المعرفة، ويعمموا التجارب الناجحة، ويشيّدوا شراكات أكثر شمولًا وإنصافًا. وإن نحن استثمرنا هذه القوة الجماعية، أمكننا تسريع الخطى نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء مستقبل يسوده العدل وتعمّه الاستدامة.
الأولويات الرئيسة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب في عام 2025
- التمويل المستدام ضرورة لا مناص منها — تنادي الدول بضرورة تأمين تمويل طويل الأجل ومستقر للتعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، بما يشمل أدوات ذكية مثل التمويل المختلط ومبادلات الديون.
- منصة لتعزيز الصمود وبث روح الابتكار — تُقدّم الشراكات في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي حلولًا واقعية ومرنة تُعين البلدان على مجابهة الأزمات المتداخلة بتضامن مشترك.
- الارتقاء بأهداف التنمية المستدامة وتجسيد الرؤية العالمية — يُعد هذا التعاون عنصرًا حاسمًا لتحقيق تقدّم ملموس في مسار التنمية، وتحقيق عالم أكثر عدلًا وإنصافًا واستدامة.
- الجنوب العالمي وريادة التنمية — يُسهم الجنوب العالمي بما يملكه من رؤى وخبرات ومعرفة محلية، ويُعيد رسم ملامح التنمية الحديثة عبر التضامن الإقليمي والتجربة المشتركة.
- أدوات للانطلاق والتوسّع — منصات من مثل ساوث-ساوث قالاكسي وسولوشن لاب تُيسّر للبلدان فرص التعارف والتعلّم وتوسيع نطاق الحلول الناجحة.
12 أيلول/سبتمبر 2025، من الساعة 3:00 إلى 6:00 مساءً
حلقة نقاش رفيعة المستوى
مقر الأمم المتحدة
يُحتفى بيوم الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، عشية انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة، توكيدًا للتقدم المُحرز في ميدان التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، وانطلاقًا من المقررات الصادرة عن الدورة الثانية والعشرين للجنة الرفيعة المستوى. وتستقطب هذه الفعالية نخبة من الشخصيات، من بينها الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس الجمعية العامة، وقيادات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى جانب دبلوماسيين وشركاء فاعلين.
- للتسجيل: زوروا هذه الصفحة
- مذكرة مفاهيمية (بالإنكليزية)
- الموقع الشبكي لمكتب الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب
تعريف بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب وبدوره المحوري
التعاون فيما بين بلدان الجنوب نهج تشاركي يجمع الدول النامية على أساس الاحترام المتبادل، ووحدة الأهداف، وروح التضامن العميقة. وهو لا يقوم على منطق المانح والممنوح، بل يُعنى بتضافر الجهود لحلّ التحديات المشتركة من خلال تبادل المعارف والمهارات والتِقانة. إنه تعاون طوعي، يسترشد بأولويات البلدان المشاركة، ويتحرر من الشروط والإملاءات. وهو لا يغني عن التعاون بين الشمال والجنوب، بل يُثريه ويُكمله بنموذج مرن وشامل يستوعب الحكومات والتكتلات الإقليمية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص.
وقد شهد هذا النهج انطلاقته التاريخية عام 1978، حين اعتمدت 138 دولة عضوًا في الأمم المتحدة "خطة عمل بوينس آيرس"، التي أرست معالم جديدة للتعاون القائم على المساواة، وعدم التدخل، والمنفعة المتبادلة، ودعت إلى إنشاء بنى قانونية، وآليات تمويل، وأدوات مشتركة تكفل استدامة التعاون. ومع تطوّره، اتسع نطاقه ليشمل التعاون الثلاثي، حيث تسهم دولة متقدمة أو منظمة دولية في تيسير التبادل بين شريكين من بلدان الجنوب، جامعًا بين الموارد والخبرة المحلية.
اليوم، لم يعد التعاون فيما بين بلدان الجنوب مجرّد إطار مفاهيمي، بل غدا قوة متنامية تقود التنمية المستدامة. فالجنوب العالمي يضطلع بأكثر من نصف النمو الاقتصادي العالمي، ويغذّي حركة التجارة والاستثمار، ويقود مبادرات مبتكرة لا حصر لها. من أطباء كوبا الذين لبّوا نداء الواجب إبان تفشي إيبولا في غرب أفريقيا، إلى الخبراء الكولومبيين الذين تقاسموا استراتيجيات مكافحة الجوع — هذه الشراكات تقدم حلولًا ملموسة، وتُعيد رسم معالم التنمية المعاصرة. وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: لا سبيل إلى إنجاز جدول أعمال 2030 دون أفكار الجنوب وطاقاته وقيادته. فالدول لا تكتفي بدعم بعضها بعضاً — بل تبني معاً مستقبلًا أكثر عدلًا واستدامة.
الغايات المرجوة من التعاون فيما بين بلدان الجنوب
- تعزيز الاعتماد على الذات بتمكين البلدان النامية من ابتكار حلول تنسجم مع قيمها واحتياجاتها الفعلية.
- ترسيخ الاعتماد الجماعي على الذات من خلال تبادل التجارب، وتضافر الموارد، وتكامل القدرات.
- تقوية القدرة الجماعية على تشخيص التحديات الإنمائية وصوغ استراتيجيات فعّالة لمعالجتها.
- توسيع نطاق التعاون الإنمائي وتحسين مردوديته عبر الاستخدام الأمثل للقدرات والموارد.
- تطوير الكفاءات التِقانية ورفع جاهزيتها لاستيعاب التِقانة وتكييفها ونقلها.
- تعزيز قنوات التواصل لتوسيع دائرة المعرفة، وتبادل الخبرات، وابتكار حلول جديدة.
- إعطاء الأولوية لاحتياجات أقل البلدان نمواً، والدول الجزرية الصغيرة، والبلدان غير الساحلية، وتلك المتأثرة بالأزمات.
- تعزيز حضور البلدان النامية في النشاط الاقتصادي العالمي، وتوسيع أفق التعاون الدولي.




