2006 فعاليات عام

 

 



رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود

 

تحتفل الأمم المتحدة اليوم، لأول مرة، بما سيكون من الآن فصاعدا ذكرى سنوية: اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود.
إن مأساة محرقة اليهود الفريدة لا يمكن أن تتكرر. ويجب أن تُستذكر بخجل وفزع طالما استمرت الذاكرة البشرية.

ولا يمكن أن نولي الضحايا حقهم من التكريم إلا باستذكارهم. فقد قتل ملايين الأبرياء من اليهود والأقليات الأخرى بأكثر ما يمكن تصوره من الطرق الوحشية. ويجب ألا ننسى أبدا هؤلاء الرجال والنساء والأطفال وآلامهم.

إن الذكرى هي بمثابة تأنيب لا بد منه لأولئك الذين يقولون أن محرقة اليهود لم تحدث أو كانت مبالغا فيها. فإنكار محرقة اليهود هو من عمل المتعصبين. ويجب أن تستنكر المزاعم الزائفة كلما ظهرت وحيثما وجدت ومن أي شخص أتت.

كذلك فإن الذكرى هي حرز للمستقبل. فالهاوية التي حصلت في معسكرات الموت النازية بدأت بالكراهية والتحامل ومعاداة السامية. واستذكار هذه البدايات ينبهنا إلى ضرورة دوام البحث عما يستوجب الحذر.

وبينما يتقادم الزمن على محرقة اليهود، ويقل عدد الناجين منها، يتعين علينا - نحن الجيل الحالي - أن نرفع مشعل الذكرى ونؤيد قضية الكرامة الإنسانية.

لقد تأسست الأمم المتحدة كرد فعل على أهوال الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، أخفق المجتمع الدولي في كثير من الأحيان في التصدي لأعمال الإبادة الجماعية. وفي السنوات القليلة الماضية، خطونا خطوات هامة لتحسين هذا السجل، كإنشاء المحكمة الجنائية الدولية، والاتفاق على المسؤولية الجماعية عن الحماية.

وفي هذا اليوم الدولي لإحياء الذكرى، فإن موضوع هذه المناسبة هو ”الذكرى والمستقبل“. وبتلك الروح، دعونا نعاهد أنفسنا على بذل جهود أكبر لمنع الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.