تستمد الديمقراطية طاقتها من إرادة أفراد الشعب التي يعبرون عنها بأصواتهم واختياراتهم ومشاركتهم.
تجديد الالتزام العالمي بالقيم الديمقراطية
تستمد الديمقراطية قوتها من الناس: من أصواتهم، ومن خياراتهم، ومن مشاركتهم في صياغة ملامح مجتمعاتهم. وهي تزدهر حين تُصان الحقوق، ولا سيما حقوق أولئك الذين يُتركون في العادة خارج دائرة الاهتمام.
وبمناسبة اليوم الدولي الثامن عشر للديمقراطية لعام 2025، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "شجاعة الناس في كل مكان ممن يصوغون مجتمعاتهم بالحوار والمشاركة والثقة"، مشددا على أن هذه الجهود باتت أوفر إلحاحا من أي وقت مضى "في زمن تتعرض فيه الديمقراطية وسيادة القانون لهجمات التضليل والانقسام وتضييق الفضاء المدني."
وسيقيم صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية فعالية في اليوم الدولي للديمقراطية، يوم الاثنين 15 أيلول/سبتمبر، في مقر الأمم المتحدة، لإبراز الكيفية التي يمكن أن تتحول بها المشاركة الديمقراطية "من الصوت إلى الفعل". وفي زمن يشهد تقلص الفضاء المدني وتصاعد حملات التضليل، يغدو تعزيز الثقة وإرساء الحوار وصوغ القرار المشترك أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. وانطلاقا من المبدأ الراسخ "نحن الشعوب"، تُراد من هذه الفعالية الإبانة عن الديمقراطية بوصفها قوة نابضة بالحياة تتيح للناس الفاعلية والرجاء والتعاون.
تقديم الناس في سلم الأولويات في ذكرى مرور 20 عاما على إنشاء صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية
على مدى عشرين عاما، اضطلع صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية (صندوق الديمقراطية) بدور حاسم في دفع القيم الديمقراطية قُدما في شتى أنحاء العالم. فمنذ إنشائه، أتاح الصندوق للمجتمع المدني سبل التمكين، وأسنَد المشاركة الجامعة، وعزز المؤسسات الكفيلة بصون حقوق الإنسان وسيادة القانون. وقد امتدت مشاريعه إلى المجتمعات المحلية، فأعطت صوتا للمهمشين، وروجت للمساواة بين الجنسين، وشجعت على الحكم الرشيد القائم على الشفافية. ومن خلال تمويل آلاف المبادرات، أصبح الصندوق قوة رئيسة في مساعدة الناس على رسم ملامح مستقبلهم بأنفسهم، بتشجيع الحوار، والمشاركة المدنية، والابتكار الديمقراطي.
وخلال عقدين من الزمن، كان أثر الصندوق بالغا بوجه خاص في المواطن التي تكون فيها الديمقراطية هشة أو مهددة. فبفضل استثماره في منظمات المجتمع المدني، ووسائط الإعلام المستقلة، والحركات التي يقودها الشباب، أسهم الصندوق في بناء ثقافات ديمقراطية صلبة من القاعدة إلى القمة. وفي زمن يتسم بتفشي المعلومات المضللة، وتصاعد النزعات السلطوية، وتقلص الفضاء المدني، لم يزل عمل الصندوق أوثق صلة من أي وقت مضى. ومع بلوغ هذه المحطة التي ترمز إلى مرور عشرين عاما، لا نحتفي بإنجازات الصندوق فحسب، بل نحتفي كذلك بشجاعة الأفراد والمجتمعات التي يساندها، أولئك الذين يواصلون الذود عن الديمقراطية بوصفها قوة لصون الكرامة، وتحقيق الشمول، وإ
قصص من منظومة الأمم المتحدة
تضطلع الأمم المتحدة بدور في تعزيز الحوكمة الرشيدة، ورصد الانتخابات، ودعم المجتمع المدني لصون المؤسسات الديمقراطية وتعزيز المساءلة، وضمان حق الشعوب في تقرير المصير في البلدان التي أنهت استعمارها، والمساعدة في صياغة دساتير جديدة في الدول الخارجة من النزاعات. تعرفوا إلى بعض القصص عن كيفية دعم الأمم المتحدة للديمقراطية.
لمحة تاريخية
يتيح اليوم الدولي للديمقراطية فرصة للنظر في حالة الديمقراطية في العالم. فالديمقراطية عملية بقدر ما هي هدف، ولا يمكن تجسيد مثالها وجعلها واقعا ملموسا ينعم به الجميع في كل مكان إلا من خلال المشاركة الكاملة والدعم الفعّال من المجتمع الدولي والهيئات الوطنية الحاكمة والمجتمع المدني والأفراد.
وحرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان، منصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. غير أنّ في أنحاء العالم حكومات وأصحاب سلطة يجدون شتى السبل لعرقلة هذا الحق.
وتنص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنّ «لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء من دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت من دون تقيّد بالحدود الجغرافية.»
كما أن الرابط بين الديمقراطية وحرية الصحافة مكفول في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.




