المبادرة العالمية لسلامة المعلومات المتعلقة تغير المناخ

تتعاون الحكومة البرازيلية والأمم المتحدة واليونسكو من أجل تعزيز الأبحاث والتدابير الرامية إلى معالجة حملات التضليل التي تؤخر العمل المناخي وتعرقله.

تهدف المبادرة العالمية لسلامة المعلومات المتعلقة تغير المناخ إلى تعزيز دعم العمل المناخي العاجل في الوقت الذي يحذر فيه العلماء من أن الوقت ينفد من العالم.

تم الإعلان عن هذه المبادرة في قمة قادة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وهي عبارة عن تعاون متعدد الأطراف مخصص بين الدول والمنظمات الدولية لتمويل الأبحاث والإجراءات الرامية إلى تعزيز سلامة المعلومات المتعلقة بقضايا المناخ.

تهدف هذه الجهود إلى توسيع نطاق ومدى البحث في المعلومات المضللة المتعلقة بالمناخ وآثارها، وجمع الأدلة من جميع أنحاء العالم لتوفير المعلومات وتعزيز العمل الاستراتيجي وحملات الدعوة والاتصالات.

وتأتي هذه المبادرة استجابةً للالتزام في التعاهد الرقمي العالمي، الذي اعتمدته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل في أيلول/سبتمبر 2024، والذي يشجع كيانات الأمم المتحدة، بالتعاون مع الحكومات والجهات المعنية ذات الصلة، على تقييم التأثير الذي تحدثه المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة فيما يخص تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

في إطار المبادرة، سيتم إنشاء صندوق عالمي لتمويل البحوث المتعمقة والمترابطة التي من شأنها أن تساهم في الكشف عن المعلومات المضللة المتعلقة بتغير المناخ ودحضها، فضلاً عن نشر نتائج البحوث. وستتم إدارة الصندوق وتنفيذه من قبل اليونسكو وستتم هيكلته كصندوق ائتماني متعدد الشركاء.

ستعمل المبادرة على دعم وتعزيز حملات التواصل القائمة بشأن تغير المناخ للتخفيف من حدة المعلومات المضللة المتعلقة بالمناخ ومواجهتها، وخاصةً في الفترة التي تسبق الدورة الـ 30 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المقرر عقدها في البرازيل في تشرين الثاني/نوفمبر 2025. وستدعم أيضاً الجهود المستمرة في مجال الدعوة والاتصالات لتعزيز سلامة بيئة المعلومات على مستوى العالم والعمل على حشد الدعم من المجتمع المدني والمجموعات العلمية في جميع أنحاء العالم.

ومن بين الجهات التي انضمت إلى المبادرة يوجد دول أعضاء في الأمم المتحدة (أكدت تشيلي والدنمرك وفرنسا والمغرب والسويد والمملكة المتحدة مشاركتها)، وكيانات تابعة للأمم المتحدة (مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية)، ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي (OECD)، وممثلو المجتمع المدني.

المبادئ العالمية للأمم المتحدة بشأن سلامة المعلومات

تستند المبادرة إلى المبادئ العالمية للأمم المتحدة بشأن سلامة المعلومات باعتبارها إطاراً مهماً للعمل.

تتضمن المبادئ منظومة للمعلومات توفر الاختيار والحرية والخصوصية والأمان للجميع، مما يضمن الفرصة للأشخاص في كل مكان للتعبير عن أنفسهم بحرية واتخاذ قرارات مدروسة ومستقلة.

وقد طرحت مقترحات لتمكين الناس في جميع أنحاء العالم من خلال منحهم سيطرة أكبر على الوسائط التي يختارون استهلاكها، وتجاربهم عبر الإنترنت، وكيفية استخدام بياناتهم الشخصية.

وتقدم المبادئ الدعم لجميع من يعملون على مشاركة الحقائق بما يحقق المصلحة العامة، فضلاً عن الأصوات الضعيفة أو المهمشة التي تتحمل في كثيرٍ من الأحيان العبءَ الأكبر من حملات المعلومات المضللة والكراهية المستهدفة.

"تم التحقق منه لأجل المناخ"

إن أحد الجهود الرئيسية الجارية للتصدي للمعلومات المضللة المتعلقة بالمناخ هو مبادرة تم التحقق منه لأجل المناخ، وهي مبادرة مشتركة بين الأمم المتحدة ووكالة الأثر الاجتماعي "purpose"، تعمل على تشجيع المعلومات القائمة على الحلول والمبنية على العلم لتفنيد الأساطير ووضع حد لسرديات الإنكار والتشاؤم والتأخير.

تم إطلاق مبادرة "تم التحقق منه لأجل المناخ" في الأصل استجابةً لجائحة كوفيد-19، وهي عبارة عن بنية تحتية عالمية للاتصالات تعالج التحديات الناشئة والأكثر إلحاحاً فيما يتعلق بالمعلومات الخاطئة والمضللة في جميع أنحاء العالم.

وتستند المبادرة إلى نهجٍ مكونٍ من ثلاثة ركائز: برنامج مراسلة موثوق ومشاركة مجتمعية لإشراك الجماهير وإقناعها في الميدان؛ وحملات إبداعية عالمية للوصول إلى الجماهير المستهدفة بشكلٍ جماعي وجعل القضية مرئية؛ واجتماعات تركز على رؤى خبراء الاتصالات المتعلقة بالمناخ، والاستفادة من الحلول لتشجيع التعاون العالمي.