فضائل التعدديّة والدبلوماسيّة
ماهية التعدديّة
ليست التعدديّة مجرّد نقيض للثنائية أو الأحادية في العلاقات الدولية، ولا يُختزل مفهومها في تعريف عددي يقوم على تعاون ثلاث دول أو أكثر. فليست التعدديّة ممارسة عارضة ولا مجرّد تحالف بين أطراف، بل هي تعبير عن التزام سياسي مشترك، ينبثق من منظومة قِيم ومبادئ متوافق عليها بين المعنيّين بالشأن الدولي.
تتأسس التعدديّة، في جوهرها، على التشاور والانفتاح والتضامن، ويهتدي مسارها بإطار قوامه قواعد صيغت جماعيّاً بما يكفل ديمومة التعاون وجدواه. وهذه القواعد تُطبَّق على الجميع على قدم المساواة، فتضمن توازناً دائماً بين الحقوق والواجبات.
من ثمّ تُعَد التعدديّة نهجاً للتنسيق وشكلاً لتنظيم التفاعل في نظام دولي متشابك، لا يستقيم إلا بتوزيع منصف للمسؤوليات.
جذور التعدديّة في التاريخ
نعيش اليوم في عالم يقوم على التعدديّة، لكن فهم هذا الأساس لا يكتمل إلا بالتأمّل في طبيعته ودوره ضمن شبكة العلاقات الدولية.
إحياء التعدديّة
في قمة المستقبل التي عُقدت بمقرّ الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2024، اعتمد قادةُ العالم ميثاق المستقبل، مؤكدين التزامهم بالسلام والتنمية المستدامة وصون حقوق الإنسان. وفي عالمٍ تتعاظم فيه أواصر الترابط، تظلّ قيم التعدديّة والدبلوماسيّة أكثر إلحاحاً من أيّ وقت مضى.
الأمم المتحدة: التجسيد الأسمى للتعدديّة
تجسّد الأمم المتحدة أرقى صور التعدديّة؛ فميثاقها لا يحدّد هيكل المنظمة ووظائفها فحسب، بل يُعد ركناً من أركان النظام الدولي المعاصر. وقد وصفه الأمين العام أنطونيو غوتيريش في تقريره لعام 2018 بأنّه «البوصلة الأخلاقية» التي تهدي إلى السلام وتسمو بالكرامة وتعزّز حقوق الإنسان وسيادة القانون.
ويبيّن الميثاق أنّ الأمم المتحدة «مركز لتنسيق أعمال الأمم» من أجل «اتخاذ تدابير جماعية فعّالة لمنع تهديد السلم وإزالته»، وتعزيز «العلاقات الودية القائمة على مبدأ المساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها»، وتحقيق التعاون الدولي في شتى الميادين.
شهد الإطار المتعدد الأطراف تطوّراً لافتاً؛ فعدد الدول الأعضاء ارتفع من 51 عام 1945 إلى 193 اليوم، فضلاً عن تنامي مشاركة المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، إذ تحظى أكثر من ألف منظمة بصفة مراقب لدى الأمم المتحدة.
وأسهمت التعدديّة في إنجازات ملموسة، من استئصال الجدري إلى إبرام اتفاقات دولية للحد من الأسلحة وتعزيز حقوق الإنسان؛ وما زال التعاون تحت مظلة الأمم المتحدة ينقذ أرواحاً يومياً.
السياق التاريخي
انبثقت الأمم المتحدة عام 1945 من رحم الحرب العالمية الثانية واضعةً نصب عينَيْها صون السلم والأمن الدوليين. وشدّد ميثاقها على تسوية النزاعات بالوسائل السلمية وحماية الأجيال المقبلة من ويلات الحروب.
رغم أنّ جهود الوقاية من النزاعات نادراً ما تحظى بالتغطية الكافية، فإن الدبلوماسيّة الوقائية تبقى أساسية لاحتواء التوترات قبل انفجارها أو لمعالجة جذورها إذا نشبت.
وقد جدّد معظم قادة العالم التزامهم بالتعدديّة خلال المناقشة العامة للجمعية العامة في أيلول/سبتمبر 2018، ثم في الحوار الرفيع المستوى بشأن تجديد الالتـزام بالتعدديّة (31 تشرين الأول/أكتوبر 2018) (رابط الفعالية).
وفي 12 كانون الأول/ديسمبر 2018، اعتمدت الجمعية العامة القرار A/RES/73/127 بشأن اليوم الدولي للتعدديّة والدبلوماسيّة من أجل السلام، داعيةً الدول والجهات المعنية إلى الاحتفاء بهذا اليوم وتعزيز الوعي بمزايا التعدديّة.
الدبلوماسيّة التعدديّة في عالم اليوم
تُعرب سعادة السفيرة أثاليا ليسيبا مولوكومي، المندوبة الدائمة لجمهورية بوتسوانا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، عن رؤيتها حيال الدور المحوري للدبلوماسيّة التعدديّة في صون السلم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030.
وثائق أساسية
- ميثاق الأمم المتحدة
- قرار الجمعية العامة (A/RES/70/31)
- ميثاق المستقبل
- خطتنا المشتركة
- أجندة جديدة للسلام
- خطة التنمية المستدامة 2030
- نحو ثقافة سلام (A/52/191)
- برنامج من أجل السلام (A/47/277)
منشورات
- ما هي التعدديّة؟ دليل مختصر
- لماذا يهم: 75 محطة في التعاون الدولي
- استعادة التعدديّة
- الدولة والمجتمع والنظام الأممي
- الدولة والمجتمع والنظام الأممي (نسخة أخرى)
روابط ذات صلة
- قمة المستقبل
- أهداف التنمية المستدامة
- النظام المتعدد الأطراف
- تدريب يونتيتار على التعدديّة
- اليونسكو: بناء السلام
- الدبلوماسيّة الثقافية والتنمية المستدامة
- موارد حول التعدديّة
مناسبات ذات صلة
- قمة المستقبل
- اليوم الدولي للمرأة في التعدديّة
- اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام
- اليوم الدولي للعيش معاً في سلام
- اليوم العالمي للتنوع الثقافي للحوار والتنمية
- اليوم الدولي للمرأة في الدبلوماسيّة
- اليوم الدولي للاعنف
- اليوم الدولي للتسامح
- اليوم الدولي للصداقة
- السنة الدولية للحوار لضمان السلام (2023)