عرض فني خلال انعقاد مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة لعام 2022 في المكسيك.
عرض فني خلال انعقاد مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة لعام 2022 في المكسيك.
Photo:UNESCO/Carlos Villavicencio

حماية تنوع أشكال التعبير الثقافي هي الآن أكثر أهمية مما مضى

تحتفي يونسكو في 21 أيار/مايو من كل عام باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، ليس لإبراز ثراء ثقافات العالم وحسب، وإنما كذلك لإبراز الدور الأساسي للحوار بين الثقافات في تحقيق السلام والتنمية المستدامة.

ويقدر بان 89٪ من جميع النزاعات الحالية في العالم تحدث في بلدان ذات الحوار القليل بين الثقافات. ومن أجل إقامة تعاون فعال والحفاظ على السلام، يجب أن يكون تعزيز الحوار بين الثقافات من الأولويات،

يعد القطاع الثقافي والإبداعي أحد أقوى محركات التنمية في جميع أنحاء العالم. ووفقًا لبيانات اليونسكو، فالثقافة تستوعب أكثر من 48 مليون وظيفة على مستوى العالم، حيث تمثل النساء نصفها تقريبًا بنسية 6.2٪ من إجمالي الوظائف الحالية و 3.1٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي. وهو أيضًا القطاع الذي يوظف ويوفر الفرص لأكبر عدد من الشباب دون سن الثلاثين .

ومع ذلك، لا يزال القطاع الثقافي والإبداعي يفتقر إلى المكانة التي يستحقها في السياسات العامة والتعاون الدولي.

الإعلان التاريخي للثقافة

ولحماية تنوع أشكال التعبير الثقافي،اجتمعت الوفود من 150 دولة في المكسيك في أيلول/سبتمبر 2022 في أكبر مؤتمر عالمي مخصص للثقافة في السنوات الأربعين الماضية وهو مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة 2022.

واعتمد بالإجماع الإعلان التاريخي للثقافة الذي يؤكد عل "المنفعة العامة العالمية"للثقافة،  ويدعو إلى دمجها "كهدف محدد في حد ذاته" في أجندة التنمية لما بعد عام 2030.

ويحدد النص مجموعة من الحقوق الثقافية التي يجب مراعاتها في السياسات العامة. وتتراوح هذه الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفنانين إلى الحرية الفنية، وحق مجتمعات السكان الأصليين في حماية معارف أجدادهم، وحماية وتعزيز التراث الثقافي والطبيعي.

كما يدعو إلى تنظيم كبير للقطاع الرقمي، ولا سيما المنصات الرئيسية منها لصالح التنوع الثقافي عبر الإنترنت، وحقوق الملكية الفكرية للفنانين، والوصول العادل إلى المحتوى للجميع.

الثقافة والتنمية المستدامة

مع اعتماد الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في سبتمبر 2015، فضلا عن القرار المتعلق بالثقافة والتنمية المستدامة الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 2015 ، فإن رسالة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية هي الآن أكثر أهمية مما مضى. فبالإمكان تحقيق الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة على أفضل وجه بالاستفادة من الإمكانات الإبداعية لثقافات العالم المتنوعة والمشاركة في حوار متواصل لضمان استفادة جميع أفراد المجتمع من التنمية المستدامة.

وتعد مؤشرات اليونسكو للثقافة 2030 إطارًا للمؤشرات الموضوعية التي تهدف إلى قياس ورصد التقدم المحرز في قدرة ومساهمة الثقافة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

أهمية التنوع الثقافي

لثلاثة أرباع الصراعات الكبرى في العالم أبعاد ثقافية. وجسر الهوة بين الثقافات هي مسألة ضرورية وحرجة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية.

يشكّل التنوع الثقافي قوة محركة للتنمية، ليس على مستوى النمو الاقتصادي فحسب بل أيضاً كوسيلة لعيش حياة فكرية وعاطفية ومعنوية وروحية أكثر اكتمالاً، وهو ما تنصّ عليه الصكوك الدولية التي تنظم مجال التراث الثقافي، التي تتيح ركيزة صلبة لتعزيز التنوّع الثقافي. من هنا، يُعتبر التنوع الثقافي ميزة ضرورية للحدّ من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة. في الوقت عينه، يساهم القبول بالتنوّع الثقافي والاقرار به – عبر الاستعمال الابداعي للإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل خاص – في خلق الحوار بين الحضارات والثقافات وفي بلوغ تبادل الاحترام والتفاهم .

منشأ هذه المناسبة وهدفها

في عام 2001، اعتمدت يونسكو الإعلان العالمي للتنوع الثقافي . وفي كانون الأول/ديسمبر 2002، أعلنت الجمعية العامة في قرارها 57/249 يوم 21 أيار/مايو يوما عالميا للتنوع الثقافي للحوار والتنمية. وفي عام 2015، اعتمدت اللجنة الثانية للجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع مشروع القرار بشأن الثقافة والتنمية المستدامة (A/C.2/70/L.59)، الذي أكد على مساهمة الثقافة في الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة، ومعترفا كذلك بالتنوع الطبيعي والثقافي للعالم، وعبر عن إدارك قدرة الثقافات والحضارات على الإسهام في التنمية المستدامة واعتبارها من العوامل الحاسمة في تحقيقها.

ولذا فهذا اليوم يتيح لنا فرصة تعميق مفهومنا لقيم التنوع الثقافي دعم الأهداف الأربعة لاتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي التي اعتمدتها يونسكو في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2005:

  • دعم نظم مستدامة لحوكمة الثقافة
  • تحقيق تبادل متوازن من السلع والخدمات الثقافية وانتقال الفنانين والعاملين الآخرين في مجال الثقافة
  • دمج الثقافة في برامج وسياسات التنمية المستدامة
  • تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية

وستدرس الدورة التاسعة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، والتي ستعقد في مقر اليونسكو بباريس في الفترة من 6 إلى 8 حزيران/يونيه 2023، حالة تنفيذ الاتفاقية في جميع أنحاء العالم، وأهم التحديات التي تواجه القطاعات الثقافية والإبداعية في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد.

 

منذ عام 2010 ، مول الصندوق الدولي للتنوع الثقافي أكثر من 140 مشروعًا ثقافيًا وإبداعيًا في أكثر من 69 دولة نامية. شاهد هذا الفيديو واستمع إلى قادة المشاريع المهتمين في حماية وتعزيز التنوع الثقافي في جميع أنحاء العالم.

المساعدة الإنمائية المكرسة للثقافة والترفيه آخذة في الانخفاض، وعلى الرغم من استمرار تدفق السلع والخدمات الثقافية على الصعيد العالمي، لم يكن هناك سوى تقدم ضئيل للغاية في التصدي للتفاوت الشاسع بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية. ولم تزل أوجه التفاوتات الشديدة في القطاعات الثقافية والإبداعية، مثل تلك التي تواجهها عديد النساء.

تعتبر المؤشرات المواضيعية للثقافة في مبادرة أجندة 2030، جهدا مبتكرا لوضع منهجية لإظهار دور الثقافة ومساهمتها في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. وتهدف إلى مساعدة صانعي القرار من خلال بناء سرد متماسك وقوي عن الثقافة والتنمية القائم على الأدلة. منشورات اضافية

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.