الابتكار والتقنيات الرقمية للتحول المستدام لنظم الأغذية الزراعية في الدول الجزرية الصغيرة النامية

المؤتمرات | الدول الجزرية الصغيرة النامية

معلومات أساسية

اُعترف بالدول الجزرية الصغيرة النامية كمجموعة مستقلة من الدول النامية التي تواجه نقاط ضعف اجتماعية واقتصادية وبيئية خاصة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية ، والمعروف أيضًا باسم قمة الأرض، الذي عقد في المدة من 3 إلى 14 يونيو 1992 في ريو دي جانيرو، البرازيل. تتألف هذه المجموعة من 38 دولة عضو في الأمم المتحدة و 20 دولة غير أعضاء في الأمم المتحدة/ أعضاء منتسبين في اللجان الإقليمية (انظروا أدناه للحصول على القائمة الكاملة).

نص برنامج جدول أعمال القرن 21 الذي تم تبنيه في "قمة الأرض" في ريو في الفصل 17، على أن "تلتزم الدول بمعالجة مشاكل التنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية. ولهذه الغاية فمن الضروري:

  • أ‌) اعتماد وتنفيذ خطط وبرامج لدعم التنمية المستدامة واستخدام مواردها البحرية والساحلية، بما في ذلك تلبية الاحتياجات البشرية الأساسية، والحفاظ على التنوع البيولوجي وتحسين جودة الحياة لسكان الجزر؛

  • ب‌) اعتماد تدابير من شأنها أن تمكن الدول الجزرية الصغيرة النامية من التعامل بشكل فعال وخلاق ومستدام مع تغير البيئة وتخفيف الآثار والحد من التهديدات التي تتعرض لها الموارد البحرية والساحلية".

في أبريل 1994، انعقد المؤتمر العالمي للتنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية في بربادوس كمتابعة لجدول أعمال القرن 21، وكان الهدف من عقده هو النظر في الكيفية التي يمكن بها للدول الجزرية الصغيرة إيجاد حلول للتحديات البيئية التي تواجهها. وقرر المؤتمر أن التنمية المستدامة هي الحل المنطقي، واعتمد برنامج عمل بربادوس للدول الجزرية الصغيرة النامية ، الذي حدد المجالات ذات الأولوية كما حدد الإجراءات اللازمة "للتصدي للتحديات الخاصة التي تواجهها الدول الجزرية الصغيرة النامية". تم تحديد العديد من المجالات الشاملة لعدة قطاعات: بناء القدرات بما في ذلك تنمية الموارد البشرية/ التنمية المؤسسية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية/ التعاون في نقل التكنولوجيات البيئية السليمة/ التجارة والتنويع الاقتصادي والتمويل. وأشارت الخطة إلى أن الدول الجزرية الصغيرة النامية معرضة بشكل خاص لتغير المناخ العالمي، وتقلبية المناخ، وارتفاع مستوى سطح البحر، وذكرت أن "أي ارتفاع في مستوى سطح البحر سيكون له آثار كبيرة وعميقة على الاقتصاد وظروف المعيشية؛ وتعرض بقاء بعض الدول في المناطق المنخفضة للخطر ".

في عام 1999، عُقدت الدورة الاستثنائية الثانية والعشرون للجمعية العامة لإجراء استعراض وتقييم تنفيذ برنامج عمل بربادوس. اعتمدت تلك الدورة الاستثنائية حالة التقدم والمبادرات من أجل التنفيذ المستقبلي لبرنامج العمل من أجل التنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية ، والتي حددت ستة مجالات قطاعية تتطلب إجراءات عاجلة: تغير المناخ ، والكوارث الطبيعية والبيئية، وتقلبية المناخ، و موارد المياه العذبة والموارد الساحلية والبحرية والطاقة والسياحة.

عُقد الاجتماع الدولي لاستعراض تنفيذ برنامج العمل من أجل التنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية في بورت لويس، موريشيوس، في المدة من 10 إلى 14 يناير 2005. واعتمد المشاركون بالإجماع إعلان موريشيوس واستراتيجية موريشيوس لتنفيذ المزيد من برنامج العمل من أجل التنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية، الذي غطى مجالات الاهتمام التالية: تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر، والكوارث الطبيعية والبيئية، وإدارة النفايات، والموارد الساحلية والبحرية، وموارد المياه العذبة، وموارد الأرض، وموارد الطاقة، وموارد السياحة، وموارد التنوع البيولوجي، والنقل والاتصالات، والعلوم والتكنولوجيا، والخروج من حالة الدول الأقل نمواً، والعولمة وتحرير التجارة، وتنمية القدرات المستدامة والتعليم من أجل التنمية المستدامة، والإنتاج والاستهلاك المستدامين، وبيئة مواتية وطنية وإقليمية، الصحة، إدارة المعارف والمعلومات لاتخاذ القرار.

في عام 2010، قررت الجمعية العامة إجراء استعراض السنوات الخمس لاستراتيجية موريشيوس استعراض السنوات الخمس لاستراتيجية موريشيوس استعراض السنوات الخمس لاستراتيجية موريشيوس بعد مرور خمس سنوات ، حيث لاحظت الدول الأعضاء تحديات التنمية المستدامة التي تواجه الدول الجزرية الصغيرة النامية، والتقدم المتفاوت الذي أحرزته نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وحثت المؤسسات المالية الدولية على منح تلك الدول امتياز الوصول الملائم إلى التمويل بشروط ميسرة للاستثمار في التنمية المستدامة، وشركاء التنمية على إيلاء الاهتمام الواجب لنقاط الضعف الفريدة في اتفاقيات التجارة والشراكة وكذلك برامج الأفضليات التجارية حتى يتمكنوا من التعافي اقتصاديًا. وطالبت الجمعية العامة المجتمع الدولي بمواصلة تعزيز الدعم لمساعدة الدول الجزرية الصغيرة على التكيف مع تغير المناخ من خلال التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا.

انعقد المؤتمر الدولي الثالث للدول الجزرية الصغيرة النامية في أبيا، ساموا في المدة من 1 إلى 4 سبتمبر 2014. حيث تم اعتماد "مسار ساموا" (إجراءات العمل المعجَّل للدول الجزرية الصغيرة النامية ) في هذا المؤتمر، وهو برنامج مدته 10 سنوات لتعزيز المساعدة الدولية للتصدي للتحديات التي تواجه الدول الجزرية الصغيرة النامية. كان الهدف من خطة عمل مسار ساموا هو التنمية المستدامة والقضاء على الفقر. وهي تتألف من ثلاثة أبعاد مترابطة للتنمية المستدامة - بُعد بيئي و بُعد اقتصادي و بُعد اجتماعي. كما أنشأ المؤتمر إطارًا فريدًا للشراكة الحكومية الدولية للدول الجزرية الصغيرة النامية، مُصمم لرصد التقدم والحث على إطلاق شراكات جديدة وحقيقية ودائمة من أجل التنمية المستدامة للدول الجزرية الصغيرة النامية.

في سبتمبر 2019، عقدت الجمعية العامة في دورتها الرابعة والسبعين اجتماعًا رفيع المستوى لمدة يوم واحد في مقر الأمم المتحدة لاستعراض التقدم المحرز في معالجة أولويات الدول الجزرية الصغيرة النامية من خلال تنفيذ مسار ساموا. أقر قادة العالم في الاجتماع رفيع المستوى أنه بعد خمس سنوات من تنفيذ مسار ساموا تواجه الجزر الصغيرة تحديات كبيرة في الحصول على تمويل إنمائي كافٍ وميسور التكلفة بما في ذلك التمويل الميسر. التزمت الدول باستكشاف مصادر تمويل مبتكرة ومستدامة، وناقشت التقدم المحرز في مكافحة الآثار المدمرة لتغير المناخ، وبناء القدرة على الصمود الاقتصادي والبيئي، والتحديات الأخرى، وأعلنت عن شراكات جديدة لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية.

ما هي الدول الأعضاء في مجموعة الدول الجزرية الصغيرة النامية؟

هناك 38 دولة عضو في الأمم المتحدة و 20 من غير أعضاء الأمم المتحدة/ أعضاء منتسبين في اللجان الإقليمية في مجموعة الدول الجزرية الصغيرة النامية.

الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (38):

أنتيغوا وبربودا ، جزر البهاما ، البحرين، بربادوس ، بليز ، كابو فيردي ، جزر القمر ، كوبا ، دومينيكا، جمهورية الدومينيكان، فيجي ، غرينادا، غينيا بيساو، غيانا، هايتي، جامايكا، كيريباتي، جزر المالديف، جزر مارشال، موريشيوس، ولايات ميكرونيزيا الموحدة، ناورو، بالاو، بابوا غينيا الجديدة ، سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا، سانت فنسنت وجزر غرينادين، ساو تومي وبرينسيبي، ساموا، سيشيل، سنغافورة، جزر سليمان، سورينام، تيمور الشرقية، تونغا، ترينيداد و توباغو ، توفالو، فانواتو.

الأعضاء من خارج الأمم المتحدة / الأعضاء المنتسبون للمفوضيات الإقليمية (20):

ساموا الأمريكية، أنغيلا، أروبا، برمودا، جزر فيرجن البريطانية، جزر كايمان، كومنولث ماريانا الشمالية، جزر كوك، كوراساو، بولينيزيا الفرنسية، جوادلوب، غوام، مارتينيك، مونتسيرات، كاليدونيا الجديدة، نيوي، بورتوريكو، سينت مارتن، جزر تركس وكايكوس، جزر فيرجن الأمريكية

"مسار ساموا" وتغير المناخ

أشارت الدول الأعضاء في الوثيقة الختامية لمسار ساموا الصادرة عن المؤتمر الدولي الثالث المعني بالدول الجزرية الصغيرة النامية في عام 2014 الذي عقد في أبيا، ساموا، إلى أن تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر لا يزالان يشكلان خطرًا كبيرًا على الدول الجزرية الصغيرة النامية وعلى جهودها المبذولة نحو تحقيق التنمية المستدامة، ويمثل بالنسبة لبعض الدول تهديد أخطر لبقائهم واستمراريتهم. ودعت الدول الأعضاء إلى دعم جهود الدول الجزرية الصغيرة النامية من أجل:

  • بناء القدرة على الصمود في وجه تأثيرات تغير المناخ؛

  • تحسين رصد خط الأساس لنظم الجزر وتدقيق البيانات فيما يتعلق بتوقعات النماذج المناخية للتمكن من وضع توقعات أفضل للتأثيرات المستقبلية على الجزر الصغيرة؛

  • إذكاء الوعي بشأن مخاطر تغير المناخ، بما في ذلك من خلال الحوار العام مع المجتمعات المحلية، لزيادة القدرة البشرية والبيئية على الصمود في مواجهة الآثار الأطول أجلاً لتغير المناخ؛

  • معالجة الثغرات المتبقية في القدرة على الوصول إلى التمويل المتعلق بالمناخ وإدارته.

Dance stage of the cultural opening ceremony of the Third International Conference on Small Island Developing States (SIDS) in Apia, Samoa.

الدول الجزرية الصغيرة النامية وكوفيد-19

بعد أشهر فقط من الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة في 27 أيلول/سبتمبر 2019 لمراجعة التقدم المحرز في خطة مسار ساموا (موضوع الفيديو أعلاه) بدأت جائحة كوفيد-19، مما تسبب في توقف النشاط السياحي في جميع أنحاء العالم فجأة. وبذلت الأمم المتحدة جهودًا كبيرة لمحاولة التخفيف من الأثر الاجتماعي والاقتصادي لأزمة كوفيد-19 على الدول الجزرية الصغيرة النامية، التي كانت تواجه بالفعل تحديات التراكم المتعلقة بتغير المناخ، مثل ارتفاع مستويات سطح البحر والعواصف المدمرة.

ضرب إعصار هارولد المداري، وهو إعصار من الفئة الخامسة، جزر سليمان وفانواتو وفيجي وتونغا خلال الجائحة، في نيسان/أبريل 2020، مما تسبب في دمار واسع النطاق للمنازل والمدارس والعيادات الطبية، فضلاً عن إتلاف المحاصيل الغذائية وإمدادات المياه.

كانت اليونيسف تدعم استجابات الحكومات في فانواتو وفيجي وجزر سليمان للوصول إلى الأطفال الأكثر احتياجًا، بينما تواجه المطالب الإضافية لجهود التأهب والاستجابة المستمرة لكوفيد-19.

إن جائحة كوفيد-19 والتدابير المتخذة لاحتواء انتشاره يلحقان خسائر فادحة بقطاع السياحة، الذي تعتمد عليه اقتصادات هذه الدول الجزرية الصغيرة النامية.

وفقًا لبحث تم إجراؤه لتقرير جديد من قبل منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ، اعتبارًا من 6 نيسان/أبريل، فرضت 96 في المائة من جميع الوجهات حول العالم قيودًا على السفر بسبب لتفشي المرض.

يمثل قطاع السياحة في المتوسط 30٪ من الناتج المحلي الإجمالي لهذه البلدان. وتتجاوز هذه الحصة 50٪ بالنسبة للدول الجزرية الصغيرة النامية مثل جزر المالديف وسيشيل وسانت كيتس ونيفيس وجرينادا، وذلك وفقاً يقول مجلس السياحة والسفر العالمي. وفي حين أن هذا النشاط يولد حوالي 30 مليار دولار سنويًا في هذه البلدان، فإن انخفاض عائدات السياحة بنسبة 25 ٪ سيؤدي إلى انخفاض بنسبة 7.3 ٪ في الناتج المحلي الإجمالي، وحتى أكثر من 15 ٪ للدول الجزرية الصغيرة النامية الأكثر اعتمادًا.

بالنسبة للعديد من الدول الجزرية الصغيرة النامية  فإن أزمة كوفيد-19 تخاطر بالتسبب في خسائر قياسية في الإيرادات دون وجود مصادر أخرى للعملة الأجنبية تسمح لها بسداد ديونها الخارجية ودفع قيمة الواردات.

في حين أن غالبية الدول الجزرية الصغيرة النامية ليست من بين أفقر البلدان، إلا أنها معرضة للخطر بشكل خاص. ومما يزيد من تفاقم هذا الوضع ارتفاع مستوى الدين الخارجي الذي يعاني منه العديد منهم، ولا سيما جامايكا وجزر البهاما. بالنسبة لهذا الأخير، من الضروري تعليق الديون أو برامج التخفيف.

من أجل الاستجابة للأزمة الناتجة عن فيروس كوفيد-19، وافق مجلس إدارة صندوق النقد الدولي في نيسان/أبريل 2020، على تخفيف فوري لديون 25 دولة تواجه صعوبا ، بما في ذلك خمس دول جزرية صغيرة نامية: جزر القمر وساوتومي وبرينسيبي وغينيا بيساو وهايتي وجزر سليمان.