تقرير الفريق العامل الثاني التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: التأثيرات والتكيف وقابلية التأثر
ما تحتاج إلى معرفته

في 28 فبراير، ستصدر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة مكرسة فقط للنظر في العلوم الكامنة وراء تغير المناخ، تقريرًا رئيسيًا عن آثار أزمة المناخ ولماذا أصبح من الضروري أن نتحرك الآن لمواجهة المخاطر المتزايدة. ومن المتوقع أن يشرح التقرير، الذي يركز على التأثيرات والتكيف وقابلية التأثر ، بالتفصيل كيف أحدثت تأثيرات المناخ بالفعل فوضى في كل جزء من العالم وكيف ستتسبب في فقدان المزيد من الأرواح وتدمير المزيد من سبل العيش إذا لم يتم اتخاذ إجراءات أكثر جرأة. يبحث التقرير في التحديات والحلول الممكنة لمواجهة هذه المخاطر وتقليل قابلية التأثر في مناطق ومدن العالم والموائل الأخرى.
تأثيرات متتالية ومركبة
يستمد موجز التقرير لصانعي السياسات (حوالي 40 صفحة) معلومات وبيانات من أحدث الأبحاث التي قادها بعض كبار العقول في مجالات العلوم الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية. تستعرض الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والحكومات الأعضاء الموجز الذي يلخص الفصول الأساسية خلال دورتها الخامسة والخمسين التي تستغرق أسبوعين.
ساهم أكثر من 270 عالمًا من 67 دولة في التقرير الذي يعد جزءًا من سلسلة يتم إنتاجها كل ست إلى سبع سنوات. سلسلة التقارير الحالية، التي يشار إليها رسميًا باسم دورة التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، هي الأولى منذ اعتماد اتفاق باريس بشأن تغير المناخ في عام 2015، وهو إطار عالمي للسياسات والحلول والإجراءات المتعلقة بالمناخ.

ماذا نعرف عن تأثيرات تغير المناخ والتكيف معه وقابلية التأثر به؟ دعونا نستكشف هذه المسائل قبل إطلاق التقرير.
التأثيرات: المخاطر أكبر من أي وقت مضى
في افتتاح الدورة الخامسة والخمسين للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وصف هوسونج لي رئيس الفريق دورة التقييم السادس بأنها "الأكثر طموحًا في تاريخ الهيئة"، وذلك ببساطة لأن "المخاطر أعلى من أي وقت مضى".
لماذا سقف الرهانات عال جدا؟ وفقًا للتقرير الأول في السلسلة بعنوان أساس العلوم الفيزيائية الذي يوضح حالة مناخنا، كان حجم التغييرات الأخيرة التي شهدها النظام المناخي ككل غير مسبوق على مدى قرون عديدة إلى آلاف السنين.
اليوم، العالم لا يسير على الطريق الصحيح لتجنب التغيرات المناخية الشديدة. سيتم تجاوز الاحترار العالمي المقدر بـ 1.5 درجة مئوية و 2 درجة مئوية خلال القرن الحادي والعشرين ما لم تحدث تخفيضات كبيرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى خلال هذا العقد.

يعني التقاعس عن العمل مزيدًا من الاحترار الذي سيؤدي إلى تغييرات أكبر في النظام المناخي، بما في ذلك الزيادة في تواتر وشدة موجات الحرارة، وحرائق الغابات، والعواصف، والأعاصير المدارية، والجفاف، وذوبان الأنهار الجليدية، والغطاء الثلجي والتربة الصقيعية، وارتفاع مستوى سطح البحر.
أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأن أكثر من نصف سكان العالم، أي حوالي 4.5 مليار شخص، قد تعرضوا بالفعل لكارثة كبيرة متعلقة بالطقس خلال العشرين عامًا الماضية، مما يعني فقدان الأرواح وتدمير المنازل وسبل العيش وشل الاقتصادات.
“علاوة على ذلك، كان عام 2021 واحد من أحر سبعة أعوام مسجَّلة على الإطلاق، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية حوالي 1.11 (± 0.13) درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.

قابلية التأثر: تأثيرات مدمرة، وضرر لا يمكن إصلاحه
تقول باتريشيا إسبينوزا، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ: "يؤدي تغير المناخ بالفعل إلى فقدان الأرواح وتفكيك التنوع البيولوجي ويضر بمستقبل البشرية على هذا الكوكب".
في السنوات الأخيرة، وجهت العديد من التقارير رسائل مروعة عن الدمار، واستحالة العودة إلى الوراء، وحتى الانقراض. حذر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة من أن 34 مليون شخص على مستوى العالم ليس لديهم ما يكفي من الطعام بسبب الظروف المناخية المتطرفة، وأن الكوارث المرتبطة بالطقس تسببت في نزوح ما يقرب من 25 مليون شخص في 140 دولة في عام 2019 فقط.
تتحمل البلدان والمجتمعات الأكثر فقراً بشكل غير متناسب وطأة آثار تغير المناخ، إذ أنها لم تساهم إلا قليلاً في الأزمة ولكنها تخضع لظروف معيشية محفوفة بالمخاطر وقابلة للتأثر. تساهم أفريقيا، على سبيل المثال، بنسبة 2 إلى 3 في المائة من الانبعاثات العالمية، لكن تغير المناخ يهدد بتعريض ما يصل إلى 118 مليونًا من أفقر الأفارقة للجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة بحلول عام 2030.
في عام 2019، حذر المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات المعني بالتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية من أن ما يقدر بمليون نوع من النباتات والحيوانات مهدد الآن بالانقراض، نتيجة للأنشطة البشرية في المقام الأول، ولها تأثير كبير على حياة الناس في جميع أنحاء العالم.
نظرًا لأن تغير المناخ أصبح أكثر انتشارًا وسرعة وشدة ولا رجعة فيه، يصبح كل البشر وكامل النظام البيئي قابلا للتأثر. لقد أثبت العلم أنه إذا واصلنا في مسارنا الحالي، فسنواجه انهيار الموارد التي نحتاجها للبقاء على قيد الحياة بما في ذلك إنتاج الأغذية وسلاسل الغذاء، والوصول إلى المياه العذبة ودرجة الحرارة المحيطة الصالحة للعيش.
إن تأثيرات تغير المناخ واضحة للغاية بالفعل. صرّح بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، "لقد رأينا تأثيراته في جميع أنحاء العالم"، مضيفًا أنه لم يكن هناك زعيم واحد حول العالم يشكك في الحقائق العلمية في مؤتمر غلاسكو المعني بتغير المناخ في عام 2021. "تم تمرير الرسالة وسماعها."
التكيف: إنه وقت الفعل لا الرد
يشير التكيف إلى التعديلات في النظم البيئية أو الاجتماعية أو الاقتصادية التي يمكن أن تساعد المجتمعات على الاستجابة للآثار القائمة أو المتوقعة لتغير المناخ، كما تنص اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. يشمل التكيف مجموعة من الحلول الخاصة
بالتحديات المختلفة، من أنظمة الإنذار المبكر والمحاصيل المقاومة للجفاف، إلى إعادة تصميم أنظمة الاتصالات والعمليات التجارية والسياسات الحكومية. يمكن أن يؤدي تحسين التنبؤات الجوية وأنظمة الإنذار المبكر وحدها إلى إنقاذ حياة 23000 شخص وتحقيق 162 مليار دولار من الفوائد سنويًا.

كلما زادت سرعة التغيرات المناخية وطول فترة تأجيل جهود التكيف، زادت صعوبة وتكلفة تنفيذ هذه الجهود. حسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة فإن العالم يحرز تقدمًا بطيئًا في التكيف مع المناخ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى نقص التمويل. واليوم، فإن زيادة التأثيرات المناخية تفوق بكثير جهودنا للتكيف معها. .
تقول إنجر أندرسن، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة "الاعتراف بالأدلة ليس سوى الخطوة الأولى. نحن بحاجة إلى الدول والمدن والشركات والمستثمرين وكل جهة فاعلة لتحويل هذه الخطوة إلى سباق سريع إذا أردنا الحفاظ على 1.5 درجة مئوية في متناول اليد ومساعدة المجتمعات والدول على التكيف مع الآثار المناخية".
للاستزادة…

المحادثات العالمية
تعرف على المزيد حول اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ (بما في ذلك رأي إيدان غالاغر). استمع إلى رائدة المسائل المناخية باتريشيا إسبينوزا حول محادثات المناخ الجارية في غلاسكو. كن على دراية بمستجدات النقاشات المستمرة.

الوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر (صافي صفري)
ما هي الدول التي تتخذ خطوات؟ من هم أكبر المتسببين في الانبعاثات؟ توضح صفحتنا حول الوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر لماذا نحن بحاجة إلى إجراء تخفيضات حادة في الانبعاثات الآن، وتتابع التزامات البلدان بالعمل.

التكيف
ما هو التكيف مع تغير المناخ؟ لماذا هو مهم جدا لكل دولة؟ اكتشف كيف يمكننا حماية الأرواح وسبل العيش مع تغير المناخ.

الأسباب والآثار
الوقود الأحفوري - الفحم والنفط والغاز - هو إلى حد بعيد أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي. وبمرور الوقت، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد. وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض. تفصيل أوفى.

أهداف التنمية المستدامة
العمل المناخي هدف عالمي. ويساهم في جميع أهداف التنمية المستدامة الأخرى. طالعوا المزيد.