03/10/2022

رسالة بمناسبة اليوم العالمي للموئل

كتبها: أنطونيو غوتيريش

يركز اليوم العالمي للموئل كل عام الاهتمامَ على حالة المستوطنات البشرية.

ويسلط موضوعه لهذا العام، وهو ’خُذ في اعتبارك الفجوة القائمة ولا تترك أحدا ولا مكانا خلف الركب‘، الضوء على اتساع أوجه التفاوت في ظروف العيش في جميع مناطق العالم.

ومن بين سائر فئات السكان تعد الفئات الأشد ضعفا الأكثر تضررا من سيل التحديات الماثلة، سواء تعلق الأمر باضطرابات المناخ أم بالنزاعات أم بجائحة كوفيد-19.

ويؤدي تسارع وتيرة التوسع الحضري العشوائي إلى استفحال عدد كبير من هذه التحديات.

ففي الوقت الحاضر، يعيش أكثر من بليون شخص في مستوطنات مكتظة بمساكن غير لائقة - وهذا العدد آخذ في الارتفاع كل يوم.

ونحن بحاجة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات العاجلة وزيادة الاستثمار لتوفير السكن لجميع الناس بتكلفة تكون في متناولهم ومدهم بخدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والنقل وغير ذلك من الخدمات الأساسية.

وهذه الأمور هي من صميم التعهد الأساسي الذي تنص عليه خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ألا وهو ألا يترك أحد خلف الركب.

وهذا يقتضي الحرص على أن تكون المدن مستجيبة لاحتياجات النساء والأطفال والعمل على ردم الهوة القائمة بين الميسورين والمعدمين داخل المناطق الحضرية والريفية وفيما بين تلك المناطق؛ وداخل المناطق المتقدمة النمو والمناطق النامية وفيما بينها أيضا.

ويلزم أن تكون المدن والمستوطنات البشرية حاضنة لجميع الناس وأن توفر لهم الأمان وتقوم على مراعاة مبدأ الاستدامة، ويتسم العمل المحلي في هذا الشأن بأهمية رئيسية.

وباستطاعة المدن والبلدات والمجتمعات المحلية أن تتصدر جهود إيجاد حلول للقضاء على مظاهر التفاوت وتوفير المأوى للجميع والتصدي لأزمة المناخ وتحريك عجلة التعافي من آثار الجائحة بطريقة تراعي الاعتبارات البيئية ولا يستثنى منها أحد.

وهذا يشمل أمورا من ضمنها انتهاج سياسات يكون محورها الإنسان، وتعزيز أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة، وإعطاء الأولوية لإقامة بنية تحتية تراعي الاعتبارات البيئية وتكون قادرة على الصمود.

فلنتعهد بمناسبة اليوم العالمي للموئل بالارتقاء إلى مستوى ما يقع على كاهلنا من مسؤولية مشتركة تجاه بعضنا.