25/05/2022

رسالة بمناسبة يوم أفريقيا

كتبها: أنطونيو غوتيريش

إن أفريقيا موطن للأمل. وبمناسبة يوم أفريقيا، نحتفي بالآمال العريضة والإمكانات الهائلة التي تزخر بها هذه القارة الغنية بالتنوع والمفعمة بالحيوية. 

فتباشير المستقبل تلوح في الأفق مشرقة - من أماراتها توسُّع فئة شابة أفريقية نابضة بالحياة، ومبادراتٌ شتى من قبيل منطقةِ التجارة الحرة القارية الأفريقية، وعقدِ الشمول المالي والاقتصادي للمرأة، ورؤية الاتحاد الأفريقي الطموحة للمستقبل المتمثلة في خطةِ عام 2063. 

ولكننا في هذ اليوم أيضا ينبغي ألا ننسى التحديات المتعددة التي تمنع أفريقيا من استغلال طاقاتها كاملة - بما في ذلك جائحةُ كوفيد-19 ووقعُها المدمر على الاقتصادات الأفريقية، وتغـيُّـــرُ المناخ، والنزاعاتُ التي لم تجد طريقها إلى الحل، وأزمةُ الغذاء الحادة. 

ومما يزيد الطين بلة أن الحرب في أوكرانيا أتت لتثير عاصفة أي عاصفة في وجه البلدان النامية، وخاصة في أفريقيا. فقد أدت هذه الأزمة إلى ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة والأسمدة إلى عنان السماء، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على التغذية والمنظومات الغذائية، وزادت في الوقت نفسه من صعوبة تعبئة القارة للموارد المالية التي تحتاجها للقيام باستثمارات بشرية. 

وقد أعلن الاتحاد الأفريقي عام 2022 عاما للتغذية. وبمناسبة يوم أفريقيا لهذا العام، يجب على العالم أن يتكاتف تضامنا مع جميع الأفارقة بهدف تعزيز الأمن الغذائي، ووضع التغذية في متناول كل شخص. 

ويجب علينا أيضا أن نكثف من جهودنا لإنهاء الجائحة، وإصلاح النظام المالي العالمي، ووقف تغير المناخ، وإسكات أصوات البنادق في جميع النزاعات. 

وستظل الأمم المتحدة واقفة باعتزاز مع الأفارقة للعمل على الوفاء بوعد جعل أفريقيا قارة ينعم فيها الجميع بالازدهار والسلام.