23/06/2020

رسالة بمناسبة اليوم الدولي للبحارة 2020

كتبها: أنطونيو غوتيريش

لا ريب أن البحارة من أبطال هذا العالم المجهولين

وبمقدِم اليوم الدولي للبحارة، يحين الوقت للاحتفاء ببحاري العالم البالغ عددهم مليونين، الذين يسهمون بتفانيهم وروحهم المهنية في تسيير الجانب الأعظم من التجارة العالمية في حركة آمنةٍ دائمةٍ دون انقطاع، فيقومون بإيصال السلع ذات الأهمية الحيوية إلى مقصدها، بما فيها الغذاء والوقود واللوازم الطبية

ولقد واصل البحارة تقديم هذه الخدمة الأساسية في ظل ظروف عسيرة وغير مسبوقة نتجت عن تفشي جائحة كوفيد-19

وعملُ البحارة يبعدهم عن ديارهم لفترات طويلة حتى في أفضل الأحوال، ومساهماتهم لا تحظى في أغلبها بمديح أو ثناء

ومع ذلك، فقد زادت أعباؤهم زيادةً كبيرة في الأشهر الأخيرة مع بدء تنفيذ القيود المفروضة على السفر لمواجهة جائحة كوفيد-19، وهي القيود التي حالت دون مغادرة مئات الآلاف منهم سفنَهم

وبعد أن نالهم التعب والإرهاق، طالت مدةُ بقائهم في البحر لأشهر تزيد عن المعايير المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية

وهذه أزمة إنسانية لا يمكن احتمالها

ولا بد في هذا العام أن تكرِّم بلدان العالم كافة بحّارتَنا، وهو مطلب بات ملحاً أكثر من أي وقت مضى

فعليها أن تعترف بهم كعاملين أساسيين وأن تقدّم إليهم ما يلزمهم من مساعدة في مجال السفر بما يكفل تبديل أطقم السفن بأمان وإعادة أفرادها إلى أوطانهم سالمين

وقد قامت وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك المنظمة البحرية الدولية ومنظمة العمل الدولية بالتعاون مع غرفة الشحن البحري الدولية والاتحاد الدولي لعمال النقل، بوضع بروتوكولات تيسّر ذلك تحديدا

وإنني أجدد دعوتي إلى جميع الحكومات أن تبادر إلى تنفيذ هذه البروتوكولات على وجه السرعة

بلا بحّارة، لا يمكن لعجلة الاقتصاد العالمي أن تدور

فلنُحَيِّ جميعاً، في يومنا هذا، البحّارةَ في كل مكان اعترافاً منّا بما يقومون به من عمل، ولنبذل كلّ ما في وسعنا لدعمهم ونحن نبحر معا ًفي خضم تحديات هذه الجائحة