04/04/2020

رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام

كتبها: أنطونيو غوتيريش

قبل عقود مضت، زُرعت ملايين الألغام الأرضية في البلدان في جميع أنحاء العالم. فمن كمبوديا إلى موزامبيق، وفي أنغولا وأفغانستان، فقَد آلاف الناس أرواحهم وتغيرت حياة آلاف آخرين إلى الأبد بسبب خطوة مشؤومة. وقد دفعت صرخة المجتمع المدني في أوائل التسعينيات النظامَ المتعدد الأطراف إلى اتخاذ موقف مناهض لاستخدام الألغام المضادة للأفراد، وتكللت الجهود بإبرام اتفاقية حظر الألغام لعام 1997 وغيرها من الأطر الحاسمة. وفي الوقت الراهن، أعلنت بلدان عديدة خلوَّها من الألغام - بينما تخطو بلدان أخرى خطوات حثيثة في سبيل الوصول إلى ذلك الهدف.

واليومَ، يواجه العالم وباء رهيبا. فالأخطار التي يشكلها فيروس COVID-19 تجبر كل بلد وكل شخص على اتخاذ خطوات لم يكن بالإمكان تخيلها قبل أسابيع قليلة. ولهذا السبب تم تقليص نطاق الاحتفال هذا العام باليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام. وألغيت مباريات كرة القدم، التي كان من المقرر أن تجري على أرض تم تطهيرها من الذخائر المتفجرة؛ وستقام المناسبات التي كانت ترمي إلى جمع شمل دوائر الإجراءات المتعلقة بالألغام بطريقة افتراضية، هذا إن تم تنظيمها على الإطلاق.

غير أنه حتى في خضم هذه الأزمة غير المسبوقة، لا يمكننا أن ندع هذا اليوم يمر خلسةً، مثلما لا يمكننا أن نسمح بتجاهل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. فالألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع تهدد حياة بعض من أضعف فئات الناس في المجتمع، كالنساء الذاهبات إلى الأسواق، والمزارعون الذين يرعون الماشية، وعمال المساعدة الإنسانية الذين يحاولون الوصول إلى من هم أشد الحاجة إليها.

وعلاوة على ذلك، تبين الإنجازات التي أحرزتها دوائر الإجراءات المتعلقة بالألغام أننا بالعمل معا نستطيع أن نحقق إنجازات كانت تعتبر مستحيلة في عهد مضى - وهذه رسالة تأتي في أوانها في سياق جهودنا اليومَ من أجل وقف استشراء الوباء.

فلنتذكر الناس الذين يعيشون في ظل خطر الذخائر المتفجرة، من سوريا إلى مالي وفي أماكن أخرى. ففي وقت يعمل فيه العديد من الناس في جميع أنحاء العالم بأمان من منازلهم، يظل هؤلاء الناس معرضين للخطر. وعندما سيخرج العالم من أزمته الراهنة، سيظلون دائما بحاجة إلى دعمنا.