في الفترة التي سبقت جائحة كورونا، ذهب أكثر من 820 مليون شخص إلى الفراش وهم جائعين بما في ذلك 110 مليون شخص كانوا يعيشون في حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد. والآن تواجه بعض البلدان النامية أزمة مزدوجة (الجوع و فيروس كورونا)، وتعمل الأمم المتحدة لدعم الفئات الأكثر ضعفاً.
قال دومينيك بورجيون، مدير قسم الطوارئ والقدرة على الصمود في قسم الأغذية والزراعة في مقابلة: "مع تزايد عدد الإصابات في البلدان المعرضة للخطر بين السكان الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية والضعف وعرضة للأمراض، ويمكن أن تظهر" أزمة داخل أزمة ".
وحذر في حلقة تغذية مرتدة مفرغة من أن "ذلك سيترك المزيد من الناس أضعف وأكثر عرضة للفيروس".
قد يتحمل المواطنون الذين يتمتعون بتغذية جيدة في البلدان الغنية بضعة أشهر دون بعض المنتجات الطازجة أو المستوردة، ولكن في العالم النامي، يعاني الطفل الذي يتعرض لسوء التغذية في سن صغيرة من التقزم مدى الحياة - المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
في افتتاحية حديثة، قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة دونغيو تشو أن الإمدادات العالمية من المواد الغذائية لا تزال قوية، لكن الأسئلة لا تزال قائمة حول سلسلة التوريد بسبب وضع قواعد الحجر الصحي والإغلاق الجزئي للموانئ، والتي تتسبب في حدوث تباطؤ وعقبات لوجستية في صناعة الشحن، وأضاف أنه وسط قيود الحدود يواجه النقل بالشاحنات تهديدات مماثلة.

وحذر من أن الآثار التراكمية لمثل هذا الاضطراب في السوق، على الرغم من أنها ليست مثيرة بعد، من المرجح أن تظهر في وقت مبكر من هذا الشهر.
وحذر من أن "المواطنين الذين يتمتعون بتغذية جيدة في البلدان الغنية قد يتغلبون على شهرين دون بعض المنتجات الطازجة أو المستوردة، ولكن في العالم النامي، سوف يعاني طفل تعرض لسوء التغذية في سن مبكرة من التقزم مدى الحياة".
وحث الحكومات على أن تبذل قصارى جهدها لإبقاء طرق التجارة مفتوحة وسلاسل التوريد على قيد الحياة ، حتى مع إعطاء الأولوية لأهداف الصحة العامة.
وقال "الآن أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى التعاون الدولي وترتيبات التوريد للحفاظ على سيولة أسواق المواد الغذائية العالمية".
تستهدف استراتيجية الاستجابة لدى المنظمة خلال جائحة كورونا البلدان التي تواجه بالفعل أزمات غذائية، مثل إثيوبيا وكينيا والصومال، حيث وجد ما يقرب من 12 مليون شخص أنفسهم بالفعل في ظروف قاسية بسبب فترات الجفاف الممتدة وفشل الحصاد المتعاقب قبل حشد الجراد الصحراوي على محاصيلهم ومراعيهم من أواخر كانون الاول/ديسمبر إلى أوائل كانون الثاني/يناير، كما تواجه منطقة الساحل في إفريقيا أزمة غذائية.
تعتمد المجتمعات في المناطق الريفية على الإنتاج الزراعي أو الوظائف الموسمية في الزراعة أو صيد الأسماك أو الرعي، ويوضح أنه إذا مرضوا أو أعاقتهم القيود المفروضة على الحركة أو النشاط فسوف تتلف سبل عيشهم.

دروس من تفشي الإيبولا
أثناء أزمة الإيبولا في أفريقيا انخفض إنتاج الغذاء بنسبة 12 في المائة، وفي ليبيريا، كان 47 في المائة من المزارعين غير قادرين على الزراعة، وأدت القيود وإغلاق الأسواق إلى تعطيل تدفق المواد الغذائية والضروريات، وأدى النقص في السلع إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وأصيب الناس بالجوع بسبب تعطل سلاسل التوريد في السوق الزراعية.
يقول المسؤولون في المنظمة إن الدروس المستفادة من تفشي فيروس إيبولا واضحة مؤكدين أنه "في حين أن الاحتياجات الصحية تشكل مصدر قلق عاجل وأساسي، ولا يمكننا إهمال سبل العيش وجوانب الأمن الغذائي".
كجزء من مناشدة الأمم المتحدة الإنساني الذي تبلغ قيمته 2 مليار دولار، طلبت الفاو من المانحين 110 ملايين دولار لحماية الأمن الغذائي لسكان الريف المعرضين للخطر. وتقدم الوكالة للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والرعاة البذور والأعلاف الحيوانية والمدخلات الأخرى، إلى جانب دعم صحة الحيوان، حتى يتمكنوا من الاستمرار في إنتاج الغذاء لعائلاتهم ومجتمعاتهم المحلية وتوليد الدخل.
تعمل منظمة الأغذية والزراعة كذلك على ضمان استمرارية سلسلة الإمداد الغذائي بما في ذلك المناطق الريفية وشبه الحضرية والحضرية، من خلال دعم عمل أسواق الأغذية المحلية وسلاسل القيمة والنظم من خلال الأنشطة المختلفة.

يعمل برنامج الغذاء العالمي في زيمبابوي على تخفيف الجوع، حيث ارتفع عدد الزيمبابويين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد إلى 4.3 مليون من 3.8 مليون في نهاية العام الماضي.
وقال إدي رو، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي: "في الوقت الذي يكافح فيه معظم الزيمبابويين بالفعل لوضع الطعام على الطاولة، فإن جائحة كورونا jخاطر باليأس على نطاق أوسع وأعمق" و "يجب علينا جميعا أن نبذل قصارى جهدنا لمنع تحول هذه المأساة إلى كارثة".
ويخطط برنامج الأغذية العالمي لمساعدة 4.1 مليون شخص في نيسان/أبريل، على الرغم من أن التمويل غير الكافي منعه من تحقيق نفس الهدف الشهري منذ مطلع العام. وفي آذار/مارس، وصل إلى 3.7 مليون من أكثر الزيمبابويين ضعفاً.
يواصل برنامج الأغذية العالمي رصد وتعديل طرائق التسليم لتلبية الاحتياجات الحرجة طوال فترات الإغلاق. ففي جيبوتي، وبالتنسيق مع الشركاء، بدأ برنامج الأغذية العالمي بتوزيع مساعدات غذائية لمدة شهرين على 18 القا و 500 لاجئ.
وفي هندوراس، يعمل برنامج الأغذية العالمي مع الحكومة لضمان حصول الأسر غير القادرة على تلقي حصص غذائية على التحويلات النقدية، وبدأ المعلمون وسلطات المدارس المحلية في المناطق الريفية في توزيع الحصص الغذائية على أسر أطفال المدارس.
في هايتي، ستقدم الوكالة حصص شهر واحد إلى 2185 أسرة في الحجر الصحي. وفي ميانمار، يخطط برنامج الأغذية العالمي لتحديث المستودعات لعمليات سلسلة التبريد لدعم استجابة فيروس كورونا الحكومية.