28 مارس 2019 — تلعب الآثار والنصب التذكارية دورًا حاسمًا في الحفاظ على الذاكرة وإدارتها، فضلاً عن تثقيف الجمهور حول تاريخ تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي وتأثيرها الثقافي. كان ذلك محور الإحاطة التي عُقدت اليوم للمنظمات غير الحكومية، التي نظمتها إدارة الأمم المتحدة للاتصالات العالمية تحت عنوان: «دور النُصب التذكارية في الحفاظ على التاريخ».
وقد نُظم هذا الحدث في قاعة المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالمقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، حيث نظمه برنامج «تذكر الرق» التابع لشعبة التوعية بالتعليم، بالاشتراك مع قسم العلاقات مع المنظمات غير الحكومية والدعم والمناسبات الخاصة، وأدارته شيريل دي ويلسون، أستاذ الأنثروبولوجيا الحضرية والمدير المؤسس لمكتب التعليم العام والترجمة الشفوية للنصب التذكاري الوطني لمدافن إفريقيا في نيويورك.
وكان من بين أعضاء حلقة النقاش: ماري بول روديل، مديرة مكتب الاتصال التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في نيويورك، وممثلة اليونسكو لدى الأمم المتحدة؛ ورودني ليون، مصمم سفينة العودة، النصب التذكاري الدائم لتكريم ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي في الأمم المتحدة؛ وجاك مارتيال، رئيس متحف ACTe التذكاري في غوادلوب؛ وماليك كين، المدير الثقافي في المؤسسة العالمية لنصب غوريه التذكاري والحفاظ عليه في السنغال؛ ونوح جيه براون، وهو فنان ومصمم وأمين مكتبة عمره تسعة عشر عامًا من تورنتو.
وقالت الدكتورة ويلسون في خطابها الافتتاحي: «إن قيمة الآثار هي أنها تتحدث باسم هؤلاء الأجداد الأفارقة من الماضي. إنهم يتحدثون إلينا في الوقت الحاضر. وفي نهاية المطاف، سيتحدثون إلى أحفادنا في المستقبل، أطفال أطفالنا». ودعت مجتمعات ذوي البشرة السمراء إلى إعادة كتابة تاريخهم بشكل يتحلى بالتضمين بدلاً من الاستبعاد، قائلةً «إن التحدي الأكبر الوحيد الذي نواجهه اليوم هو أننا يجب أن نستمر في النضال من أجل إنشاء آثار، ولافتات عامة، وعلامات تاريخية إضافية».
وركزت السيدة روديل على الكيفية التي دأبت اليونسكو، منذ إنشائها، على زيادة الوعي بتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، بما في ذلك من خلال مشروع مسار الرقيق التابع لها. وذكرت أيضًا إن اليونسكو أطلقت كتابًا بعنوان «إرث الرق: كتاب مرجعي لمديري المواقع ومسارات رحلات التذكر»، وهو كتاب يقدم تحليلاً مقارنًا للتجارب في مجال الحفاظ على المواقع التذكارية والترويج لها في جميع أنحاء العالم، كما يقترح توجيهات عملية لإدارتها وتنميتها.
وفي عرضه التقديمي، قال السيد ليون إن النُصب التذكارية هي مساحات مقدسة مصممة لنقل الزوار نفسيًا وروحيًا إلى مكان يمكن أن يحدث فيه الاعتراف والتعليم والتفكير والشفاء. وفي إطار شرحه لكيفية تصميم سفينة العودة، قال إن شكلها الخارجي كان من المفترض أن يشبه السفينة، تقديرًا لملايين الأفارقة الذين نقلوا على سفن الرقيق. وقد أثرت صور الخرائط التي تصور تجارة الرقيق الثلاثي على استخدامه للمثلث كعنصر أساسي في تصميم شكل النصب التذكاري. كما تم تنظيم النصب التذكاري حتى يتمكن الزوار من المرور من خلاله وتجربة العناصر الثلاثة الأساسية في المساحة الداخلية، وهي: «الاعتراف بالمأساة»، «النظر في الإرث»، و «كي لا ننسى».
وشارك السيد مارشيال مع الجمهور التواريخ التاريخية المهمة المتعلقة بالعبودية في غوادلوب. وأشار أيضًا إلى أن البرلمان الوطني الفرنسي صوت بالإجماع في عام 2001 على إعلان باعتبار الرق وتجارة الرقيق جريمة ضد الإنسانية. وفي إطار شرحه لتصميم «الجذور الفضية على الصندوق الأسود» الفريد من نوعه الخاص بمتحف ACTe التذكاري، قال إن النصب التذكاري سلط الضوء على تاريخ وذاكرة الأفارقة المستعبدين. إلا أنه أثنى أيضًا على الخدم الذين تم جلبهم إلى غوادلوب من الهند. وكان النصب التذكاري يحتوي على معرض دائم يعرض الأشياء التراثية والفن والتقنيات الجديدة. واستكشف أيضًا أشكالاً جديدة من الرق في جميع أنحاء العالم ما زالت موجودةً حتى اليوم.
عرض السيد كين مقطع فيديو يسلط الضوء على الدعم الدولي لنصب جزيرة غوريه التذكاري المنتظر في السنغال، والذي لم يتم بناؤه بعد. وقال ان النصب التذكاري يعكس رسالة احترام الذات والثقة بالنفس لضحايا تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي وعائلاتهم. وقد وصف جوزيف كي - زيربو من بوركينا فاسو قيمته الأساسية، حيث قال: «إفريقيا... تمزقت وانتشرت أوصالها في مختلف أرجاء الأرض. ومن مسؤوليتنا أن نعيد تجميع أوصالها معًا مرة أخرى». وسيتم تصميم النصب التذكاري لتسليط الضوء على القرى المقسمة التي تم تقسيمها خلال تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. وسيتضمن سردًا إفريقيًا ينبغي أن يُكتب ويُدرس للقارة بأسرها من قبل زملائهم الأفارقة.
ونظرًا لأهمية الشباب في المحادثة، تم تعيين السيد براون متحدثًا للشباب في الحدث. وقال، في معرض تقديمه لعمله الخاص، الذي استكشف مختلف أشكال التعبير الجنساني والهوية العرقية، إن الشباب اليوم لا يدركون هوية أجدادهم وروابطهم التاريخية بسبب الفقد الضخم للمعلومات التي حدثت في أعقاب تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. كما عرض الأعمال الفنية لفنانين آخرين من ذوي البشرة السمراء والذين ولدوا بعد عام 1991. وكان هؤلاء الفنانون مرتبطين بالشتات الأفارقة وكانوا يعملون على تفكيك المفاهيم القمعية المنتظمة السائدة في المجتمع. واختتم نوح حديثه بالقول: «إن المعرفة قوة... إذا استمر الفنانون الشباب من ذوي البشرة السمراء في عرض أعمالهم للجمهور، يمكننا كمجتمع الاستماع والتعلم من قصصهم لكي نصبح عرقًا بشريًا يقبل الآخرين».
وبعد العروض التقديمية، قام المنظم بتوجيه الحضور أثناء الجزء المخصص للأسئلة والأجوبة. وقد لقيت الإحاطة استقبالاً حسنًا من قبل الجمهور، والذي ضم ممثلي المنظمات غير الحكومية والطلاب والمعلمين وموظفي الأمم المتحدة ودبلوماسيين وأفراد من عامة الجمهور. شاهد البث الشبكي المحفوظ
[من اليسار إلى اليمين] هوا ديالو، إدارة الأمم المتحدة للاتصالات العالمية؛ ماليك كين، المؤسسة العالمية لنصب جوريه التذكاري وصيانته، في السنغال؛ رودني ليون، مصمم سفينة العودة؛ ماري بول روديل، ممثلة اليونسكو لدى الأمم المتحدة؛ شيريل دي ويلسون؛ جاك مارتيال، رئيس متحف ACTe التذكاري في جوادلوب غوادلوب؛ كيمبرلي مان، إدارة الأمم المتحدة للاتصالات العالمية؛ نوح جيه براون؛ ماهر ناصر، مدير شعبة التوعية بإدارة الاتصالات العالمية بالأمم المتحدة. صورة: بو لي]
برنامج الأمم المتحدة لتذكر الرق واعتراف الشركاء بالشعوب من أصل إفريقي في الأحداث التي تم تنظيمها في واشنطن العاصمة
تم الاعتراف بتراث السكان المنحدرين من أصل إفريقي وإسهاماتهم في حدثين نظمتهما إدارة شؤون الإعلام التابعة للأمم المتحدة وشركاؤها في منطقة واشنطن العاصمة في أكتوبر 2017.
عقدت مناقشة تحت عنوان «تراث السكان المنحدرين من أصل إفريقي وإسهاماتهم» يوم الثلاثاء 17 أكتوبر في قاعة جاك مورتون في حرم جامعة جورج واشنطن (GWU) بالشراكة مع جامعة جورج واشنطن وجامعة هوارد ورابطة دراسة الحياة والتاريخ الإفريقي الأمريكي (ASALH) وشركة أفرودياسبورا. وفي كلمته الافتتاحية، قال الدكتور بن فينسون الثالث، عميد كلية كولومبيا للفنون والعلوم بجامعة جورج واشنطن (GWU)، إنه متحمس ويشرفه أن الجامعة تستضيف أول حدث تعاوني بين المعلمين والطلاب حول هذا الموضوع في منطقة واشنطن العاصمة. كما أدار حلقة النقاش التي ضمت الدكتورة شيلا ووكر، عالمة الأنثروبولوجيا الثقافية والمخرجة السينمائية؛ والدكتور محمد كامارا، أستاذ ورئيس قسم الدراسات الإفريقية بجامعة هوارد؛ وأميمة دافيد، مسؤولة التنسيق لبرنامج الأمم المتحدة لتذكر الرق؛ وسيلفيا سايروس، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة لتذكر الرق؛ وسيلفيا سايروس، المديرة التنفيذية لرابطة دراسة الحياة والتاريخ الإفريقي الأمريكي.
وقبل المناقشة الخاضعة للتنظيم، شاهد الحضور عرضًا قصيرًا مدته سبع دقائق لفيلم وثائقي للدكتورة شيلا ووكر صدر حديثًا بعنوان «وجوه مألوفة - أماكن غير متوقعة: شتات إفريقي عالمي». وأوضحت الدكتورة ووكر في مناقشتها للفيلم أنه «بالنظر إلى الأساس الديموغرافي الإفريقي للأمريكتين - من ستة ملايين ونصف مليون شخص جاءوا إلى الأمريكتين من أوروبا وإفريقيا خلال الفترة بين 1500 و1800، جاء مليون من أوروبا وخمسة ملايين ونصف من إفريقيا - مما يؤكد الحجة التي مفادها أن الأغلبية الساحقة للسكان الذين وضعوا الأساس للأمريكتين المعاصرتين كانوا أفارقة ومن أصل إفريقي. ولذلك، فهي تعتقد أنه من المستحيل معرفة تاريخ الأمريكتين دون تضمين أدوار هذه الأغلبية. وأشارت الدكتورة ووكر أيضًا إلى أن استعباد الأفارقة لبناء الأمريكتين ينطوي على نقل التكنولوجيا من إفريقيا إلى الأمريكتين، وأن بعض الأفارقة كانوا يُستعبدون على وجه التحديد بسبب معارفهم ومهاراتهم في مجال التعدين والزراعة.
وقد أوضح الدكتور كامارا في خضم عرضه أن «أحد أكثر المساهمات بعيدة الأثر التي قدمها المنحدرون من أصل إفريقي في الحضارة العالمية في العصر الحديث هو الكفاح الذي لم يتزعزع من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ليس لأنفسهم فحسب، بل أيضًا لجميع الأشخاص المضطهدين في جميع أنحاء العالم». وهو يعتقد أيضًا أن الإنسانية الإفريقية والروحانية الإفريقية حافظت على الهوية والقيم الأخلاقية ونظرة العالم الحضارية للشعوب من أصل إفريقي. وفي العصر الحالي حيث تسود العولمة، وحيث يتطور الترابط عبر الحدود الوطنية والانطواء الثقافي جنبًا إلى جنب، يجب أن يروج السكان المنحدرين من أصل إفريقي لإفريقيا العالمية على نحو حاسم مع تعزيز الوحدة العابرة للقارات والوعي الذاتي الجماعي.
وقد أخبرت السيدة دافيد والسيدة سايروس المتابعين بالكيفية التي تساعد بها مؤسسات مثل الأمم المتحدة ورابطة دراسة الحياة والتاريخ الإفريقي الأمريكي في التوعية بإرث السكان المنحدرين من أصل إفريقي وإسهاماتهم. وأوضحت السيدة ديفيد في عرضها التقديمي أن موضوع «تذكر الرق: الاعتراف بإرث السكان المنحدرين من أصل إفريقي وإسهاماتهم» قد اختير لتوجيه أنشطة ومنتجات برنامج الأمم المتحدة لتذكر الرق لعام 2017. وشملت الأنشطة معارض، وعروض أفلام، وإحاطات من المنظمات غير الحكومية، ومؤتمرات طلابية عالمية عن طريق الفيديو، واجتماع تذكاري سنوي للجمعية العامة، وحدث ثقافي ومتعلق بالطهي، وأنشطة في مراكز الأمم المتحدة للإعلام في جميع أنحاء العالم. وأشارت السيدة دافيد أيضًا إلى أهمية التوعية بتراث السكان المنحدرين من أصل إفريقي وإسهاماتهم لأن ذلك «يساعد على تمكين المنحدرين من أصل إفريقي وتغيير بعض وجهات النظر المعيبة والمعلومات المضللة الموجودة عنهم».
وكما أوضحت السيدة سايروس، فإن «رابطة دراسة الحياة والتاريخ الإفريقي الأمريكي (الزنجي في الأصل) هي أقدم منظمة فكرية لذوي البشرة السمراء في العالم». وقد تم إنشاؤها في عام 1915 من قبل المؤرخ الأمريكي من أصل إفريقي الدكتور كارتر جي وودسون للترويج للمعلومات عن حياة ذوي البشرة السمراء وتاريخهم وثقافتهم في المجتمع العالمي وإجراء الأبحاث حولها وحفظها وتفسيرها ونشرها. وكان شهر تاريخ ذوي البشرة السمراء السنوي، والذي يتم الاحتفال به في الولايات المتحدة خلال شهر فبراير، بمثابة مبادرة من المنظمة، وبالتالي فإن رابطة دراسة الحياة والتاريخ الإفريقي الأمريكي (ASALH) تحدد كل عام الموضوع الوطني للاحتفال. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المنشورات الرئيسية للمنظمة - مجلة التاريخ الإفريقي الأمريكي ونشرة تاريخ ذوي البشرة السمراء - مصممة لمساعدة المعلمين على الحفاظ على الإرث وتسليط الضوء على مساهمات المنحدرين من أصل إفريقي. كما شجعت السيدة سايروس بشدة المعلمين على مواصلة إيجاد طرق مبتكرة طوال العام للتوعية بإرث السكان المنحدرين من أصل إفريقي وإسهاماتهم على الرغم من ازدحام المناهج الدراسية.
وفي اليوم التالي، الأربعاء 18 أكتوبر، عُقد العرض الأول للفيلم الوثائقي، وجوه مألوفة - أماكن غير متوقعة: شتات إفريقي عالمي، أعقبته مناقشة خاضعة للتنظيم، في قاعة الأمريكتين في المبنى الرئيسي لمنظمة الدول الأمريكية بالشراكة مع مكتب الأمين العام المساعد لمنظمة الدول الأمريكية ومنظمة أفرودياسبورا. وأدار المناقشة السيد موريسيو راندز، أمين الوصول إلى الحقوق والإنصاف في منظمة الدول الأمريكية، وكان المشاركون في حلقة النقاش الدكتورة ووكر والسيدة دافيد إلى جانب الدكتورة أريانا إيه كورتيس، أمينة المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الإفريقيين الأمريكيين (NMAAHC) / مؤسسة سميثسونيان والدكتورة بيتيلد مونيوز - بوغوسيان، مدير إدارة التضمين الاجتماعي في أمانة الحصول على الحقوق والإنصاف في منظمة الدول الأمريكية.
وفي كلمته الافتتاحية، أثنى مساعد الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية نيستور منديز على الفيلم الوثائقي لعرضه «الروح الحازمة للشتات الإفريقي من أجل البحث عن الازدهار بغض النظر عن الظروف». وأكد للجمهور أن منظمة الدول الأمريكية كانت تقوم بدورها للاحتفال بتجربة الشتات الإفريقي في الأمريكتين، حيث يقدر عدد السكان المنحدرين من أصل إفريقي بنحو 200 مليون نسمة. «إن المنحدرين من أصل إفريقي موجودون في كل بلد من بلدان نصف الكرة الأرضية، وقد أثروا على مجتمعاتنا بطرق لا حصر لها. وهم يؤدون دورًا أساسيًا في تشكيل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في مجتمعاتنا».
وفي معرض تقديمها لفيلمها الوثائقي، أشارت الدكتورة ووكر إلى أهميته في إبراز عدد لا يحصى من المجتمعات الإفريقية الموجودة في أجزاء غير متوقعة من العالم والاعتراف بها. وخلال مناقشة ما بعد العرض، أوضحت كذلك أن المجتمعات المنحدرة من أصل إفريقي موجودة ليس فقط في جميع دول الأمريكتين، ولكنها موجودة أيضًا، من بين أماكن أخرى، في أماكن مثل ميلانيزيا وتركيا وجزر المحيط الهندي وفي العديد من الولايات في الهند. كما ذكرت الدكتورة ووكر أنها لاحظت طوال رحلاتها العديدة أن «الأحفاد الأفارقة حافظوا على عناصر ثقافات الأجداد في الشتات، خاصةً في مجال الروحانية، كما تظهر القواسم المشتركة بينهم عبر المناطق الجغرافية المتباعدة».
وشددت الدكتورة بيتيلد مونيوز - بوغوسيان في عرضها التقديمي على عمل منظمة الدول الأمريكية في المساعدة على تحريك جدول أعمال حقوق الإنسان والتضمين الاجتماعي للسكان المنحدرين من أصل إفريقي. وأشارت إلى الاتفاقية المهمة للبلدان الأمريكية لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وما يتصل بذلك من أشكال التعصب التي وضعتها المنظمة والتي تتناول على وجه التحديد حماية حقوق المنحدرين من أصل إفريقي، من بين فئات أخرى تعرضت للتمييز تاريخيًا. ووافقت الهيئة أيضًا على خطة عمل إقليمية لتنفيذ أولويات العقد في منطقتها. وبالإضافة إلى ذلك، طلب الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية تضمين حقوق الأشخاص المنحدرين من أصل إفريقي في اجتماعات منظمة الدول الأمريكية وسياساتها وبرامجها ومشاريعها. وتعتقد الدكتورة مونيوز - بوغوسيان أنه ينبغي منع العنصرية على المستوى الفردي و الوطني. وعلى المستوى الفردي، فإنها تشجع على الابتعاد عن «ثقافة الامتياز» والتوجه نحو «ثقافة المساواة». وعلى الصعيد الوطني، دعت إلى مزيد من التشريعات والسياسات لتجريم السلوك العنصري وممارسات العمل الإيجابي في التعليم والعمالة.
وأشارت الدكتورة كورتيس أمينة المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الإفريقيين الأمريكيين (NMAAHC) أن المؤسسة التي تم بناؤها حديثًا هي المتحف الوطني الوحيد في الولايات المتحدة المكرس حصريًا لتوثيق حياة الأمريكيين من أصل إفريقي وتاريخهم وثقافتهم. وأوضحت أن «المتحف يفهم الحياة الإفريقية الأمريكية على أنها هوية عالمية لا ترتبط بحدود الولايات المتحدة ولكنها تتقاسم التراث الإفريقي والاستمرار الثقافي والتعبيرات الثقافية مع الشعوب المنحدرة من أصل إفريقي الأخرى في جميع أنحاء العالم». كما أعربت الدكتورة كورتيس عن تقديرها للطريقة التي تم بها عرض السكان المنحدرين من أصل إفريقي في الفيلم الوثائقي متعدد القارات الذي أعدته الدكتورة ووكر. وهي تعتقد أنه بالإضافة إلى الاستمرارية الثقافية «من المهم للغاية أن ننظر إلى أصحاب البشرة السمراء على أنهم أشخاص معاصرون متطورون في هذه المساحات في جميع أنحاء العالم. كما يجب أن ننظر لأنفسنا كمبدعين، وكحرفيين، وكمهندسين معماريين، وكمنتجين للثقافة. إن نظرتنا أمر بالغ الأهمية!»
وبوجه عام، ساعد الحدثان على زيادة الوعي بالمساهمات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للسكان المنحدرين من أصل إفريقي في تنمية المجتمعات في جميع أنحاء العالم؛ وشددا على أهمية إبراز عدد لا يحصى من المجتمعات الإفريقية المنحدرة من أصل إفريقي والاعتراف بها في أجزاء غير متوقعة من العالم؛ كما أعلما الجمهور المتابع بالكيفية التي تساعد بها منظمات مثل الأمم المتحدة ومنظمة الدول الأمريكية والمتحف الوطني للتاريخ والثقافة الإفريقية الأمريكية ورابطة دراسة الحياة والتاريخ الإفريقي الأمريكي في النهوض بجدول أعمال العقد الدولي للشعوب المنحدرة من أصل إفريقي (2015-2024). وعُرض في الحدثين معرض أنتجه قسم التوعية التعليمية التابع للإدارة بعنوان «تذكر الرق: الاعتراف والعدالة والتنمية للاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة للبرنامج وتسليط الضوء على أهداف العقد».
معرض «تذكر العبودية: الاعتراف والعدالة والتنمية»، الصورة: إدارة شؤون الإعلام
حدث جامعة جورج واشنطن، الصورة: إدارة شؤون الإعلام
معرض «تذكر العبودية: الاعتراف والعدالة والتنمية»، الصورة: إدارة شؤون الإعلام
حدث جامعة جورج واشنطن، الصورة: إدارة شؤون الإعلام
حدث جامعة جورج واشنطن، الصورة: إدارة شؤون الإعلام
الأمين العام المساعد نيستور منديز يدلي بخطابه الافتتاحي في حدث منظمة الدول الأمريكية،
الصورة: منظمة الدول الأمريكية
حلقة نقاش في حدث منظمة الدول الأمريكية، الصورة: منظمة الدول الأمريكية
الحضور في حدث منظمة الدول الأمريكية، الصورة: منظمة الدول الأمريكية
تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي والمساهمات الاجتماعية والاقتصادية للسكان المنحدرين من أصل إفريقي
30 مارس 2017— في حين أن الآثار الثقافية للسكان المنحدرين من أصل إفريقي تميل إلى تلقي التقدير الجيد بها في جميع أنحاء العالم، فإن مساهماتهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات، من زمن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي وحتى الوقت الحاضر، ينبغي أن تكون معروفة بشكل أفضل. ولهذا السبب استضافت إدارة شؤون الإعلام التابعة للأمم المتحدة جلسة إحاطة للمنظمات غير الحكومية في 30 مارس 2017 بعنوان "تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي والمساهمات الاجتماعية والاقتصادية للسكان المنحدرين من أصل إفريقي".
وقد نُظم هذا الحدث في قاعة المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالمقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، حيث نظمه برنامج «تذكر الرق» التابع لشعبة التوعية بالتعليم، بالاشتراك مع شعبة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية والدعم والأحداث الخاصة، وأدارته الأستاذة أبينا بي إيه بوسيا، من جامعة روتجرز. وكان من بين المتحدثين: د. جوزيف إي إنيكوري، وهو أستاذ ومؤرخ اقتصادي من جامعة روتشستر؛ والسيد سي ريتشاردسون، نائب الرئيس الأول لبرامج الاقتصاد والإسكان في الرابطة الحضرية الوطنية في نيويورك؛ والأستاذة فيرين إيه شيبرد من جامعة ويست إنديز، حرم مونا الجامعي في جامايكا؛ والدكتور بن فينسون الثالث، عميد الكلية الكولومبية للفنون والعلوم بجامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة.
وركز الدكتور فينسون على المساهمات التاريخية العديدة للسكان المنحدرين من أصل إفريقي عبر دول الأمريكتين الناطقة باللغة الإسبانية. ووصف أمريكا اللاتينية بأنها «حالة نجاح لذوي البشرة السمراء»، ووصف الدور المهم الذي لعبه المنحدرون من أصل إفريقي في تنمية العالم الاستعماري، والذي أصبح فيما بعد أساسًا لمجتمعات أمريكا اللاتينية الحديثة. وأحد المساهمات الأقل شهرة التي أبرزها هي الخدمة العسكرية. و قال إن الدور الذي قام به ذوو البشرة السمراء في احتلال العالم الجديد أدى إلى إرث من الخدمة العسكرية التي دامت طوال الفترة الاستعمارية. وقال: «قبل عام 1700، كان معظم القوات المسلحة في العالم الاسباني يعمل بها رجال ذوو بشرة سمراء، حيث استخدموا علاقتهم العسكرية الخاصة مع الملك للضغط للحصول على الامتيازات التي جعلت حياتهم أفضل، والتي حسنت أوضاع عائلاتهم».
واختارت البروفيسور شيبرد في العرض التقديمي الذي قدمته التركيز على الحالة المعاصرة في منطقة البحر الكاريبي. وقدمت أمثلة واضحة على كيفية قيام الناجين من تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي في منطقة البحر الكاريبي بتطوير المشاريع الاقتصادية، وكيف أسهموا في تنمية البلدان الأوروبية، وخلق الثروة، وزيادة التجارة الإقليمية. ومع ذلك، فإن الأرباح التي حققتها هذه البلدان من إنتاج المزارع أثرت المؤسسات الأوروبية مع إفقار منطقة البحر الكاريبي. وفي إطار تسليطها الضوء على المساهمات الاجتماعية في مجالات مثل العمارة والثقافة واللغة والأزياء والمطبخ والروحانيات والفلسفة وأسماء الأماكن والحكايات الشعبية، أكدت أن أهم الموروثات تكمن في مجالات المقاومة وإيديولوجية الحرية والبحث المستمر عن الاحترام والهوية والعدالة وحقوق العمل والمساواة بين الجنسين.
وقدم الدكتور إنيكوري عرضًا تقديميًأ عن المساهمات الاقتصادية للسكان المنحدرين من أصل إفريقي في البرازيل والولايات المتحدة. وقال إن توظيف الأفارقة المستعبدين في إنتاج السلع الأساسية على نطاق واسع في الأمريكتين من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر كان عنصرًا محوريًا لاقتصاد المحيط الأطلسي في القرن التاسع عشر وبالتبعية للاقتصاد العالمي. ولاحظ أنه على مر السنين، ظلت هذه المعرفة معروفة فقط بين دائرة من المؤرخين. وفي هذا الصدد، أدرج البيانات في عرضه التقديمي للمساعدة في خلق الحالة المقنعة التي مفادها أن الأفارقة المستعبدين وذرياتهم دفعوا تكلفة باهظة مقابل مساهماتهم.
وركز السيد ريتشاردسون في عرضه التقديمي على تركة حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة وعلى الكفاح المستمر من أجل التنمية العادلة. وقال ريتشاردسون إن «مُثل وممارسات وتكتيكات تلك الحركة تشكل مساهمةً هائلة من السكان المنحدرين من أصل إفريقي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى كونها مخططًا من نوع ما للنظام الإيكولوجي الدولي الأوسع نطاقًا للحقوق المدنية وحقوق الإنسان». وأشار إلى أن حركة الحقوق المدنية والنضال من أجل المساواة العرقية ساعدت، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة السياسية والمدنية، على التعجيل بزيادة تطوير القيم الرئيسية الأخرى للحياة الديمقراطية، مثل التسامح والاعتدال والتوفيق واحترام وجهات النظر المتعارضة. وأشار أيضًا إلى أن إحدى النتائج والعواقب الرئيسية للحركة تمثلت في انتخاب رئيس الولايات المتحدة السابق باراك أوباما، لكنه حذر من أن هذا لا يعني أننا نشهد «أمريكا ما بعد العنصرية». وقد أقر بأن الكفاح استمر، ومع تطور الحركة، انصب التركيز الآن على عدم المساواة الاقتصادية وتضييق فجوة الثروة العرقية.
وبالنظر إلى أهمية الشباب في المحادثة، عرضت واحدة من المشاركين في الحدث، وهي السيدة روث برينكلي، ممثلة الهيب هوب في إدارة شؤون الإعلام وشركة نيو فيوتشر فونديشن، منظورًا شبابيًا. وتحدثت عن التناقض بين المساهمات الكبيرة العديدة التي يقدمها المنحدرون من أصل إفريقي في تنمية المجتمعات في جميع أنحاء العالم والصراعات العديدة التي لا يزالون يعانون منها. وقالت إنها شعرت أنه ينبغي للمؤسسات التعليمية أن تركز ليس فقط على الأحداث المؤلمة لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، بل أيضًا على المساهمات الإيجابية للسكان المنحدرين من أصل إفريقي وقيادتهم.
وعقب العروض التقديمية، وجه مدير المناقشة الجمهور والمتحدثين إلى القسم الثري الخاص بالأسئلة والأجوبة، والذي سيطر عليه الشباب. وقد لقيت الإحاطة استقبالاً حسنًا من قبل الجمهور، والذي ضم ممثلي المنظمات غير الحكومية والطلاب والمعلمين وموظفي الأمم المتحدة ودبلوماسيين وأفراد من عامة الجمهور. شاهد البث الشبكي المحفوظ.
(من اليسار إلى اليمين) سعادة السيد كورتيناي راتراي، الممثل الدائم لجامايكا لدى الأمم المتحدة؛ وسعادة السيد خوسيه لويس فيالهو روشا، الممثل الدائم لكيب فيردي لدى الأمم المتحدة؛ والأستاذة فيرين شيبرد، جامعة جزر الهند الغربية؛ والسيدة أوميمة دافيد، إدارة شؤون الإعلام بالأمم المتحدة؛ والسيدة روث برينكلي، الهيب هوب في إدارة شؤون الإعلام ومؤسسة نيو فيوتشر فونديشن؛ وسعادة السيدة إيه ميسوري شيرمان - بيتر، المراقبة الدائمة للجماعة الكاريبية (CARICOM) لدى الأمم المتحدة؛ والأستاذة أبينا بي إيه بوسيا، من جامعة روتجرز؛ ووكيلة الأمين العام كريستينا غالاش، إدارة شؤون الإعلام بالأمم المتحدة؛ والسيد سي ريتشاردسون، الرابطة الحضرية الوطنية؛ والدكتور بن فينسون الثالث، جامعة جورج واشنطن؛ والدكتور جوزيف إنيكوري، جامعة روتشستر
مقاومة تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي وتأثيرها
31 أغسطس 2016 - على الرغم من إلغاء الرق رسميًا منذ فترة طويلة في الأمريكتين، إلا أنه لا يزال من الممكن الشعور ببقاياه اليوم. ومن أجل مكافحة الموروثات التي قد تكون ضارةً في بعض الأحيان، من المهم معرفة الطبيعة الحقيقية لما حدث، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وإجراء مناقشات صريحة بشأن كيفية المضي قدمًا. وكانت تلك بعض الأمور التي نوقشت اليوم في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك. واجتمع المشاركون في محاضرة بعنوان «مقاومة تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي وتأثيرها»، استضافها برنامج تذكر الرق التابع لإدارة شؤون الإعلام ومكتبة داغ همرشولد.
وأدلى رامو داموداران، الموظف المسؤول عن شعبة التوعية في الإدارة بخطاب افتتاحي قال فيه: «بينما نفكر في تأثير نظام الرق على المجتمع، يمكننا أن نرى أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتضميد الندوب». وسلط الضوء أيضًا على استمرار العنصرية وعدم المساواة التي يعاني منها الأشخاص من ذوي البشرة السمراء، فضلاً عن كفاحهم من أجل الاعتراف والعدالة.
وتحدثت أيضًا ماري بول روديل، مديرة مكتب الاتصال التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في نيويورك. وقد ذكرت إن مكافحة العنصرية والتمييز ينبغي أن تبدأ بتعليم الاحترام والتسامح. وأضافت أنه من الضروري تقاسم التاريخ المشترك للبشرية جمعاء - بما في ذلك أكثر فصولها مأساوية. وفي هذا الصدد، أبرزت الإمكانات الفريدة للسينما لتعزيز هذا الفهم.
وخلال العرض التقديمي الرئيسي الذي قدمته ناتاشا لايتفوت، أستاذة التاريخ المساعد في جامعة كولومبيا، لفتت الانتباه إلى العديد من الأمثلة على مقاومة الرق، مؤكدةً أن هذه الجهود «أشارت إلى رغبات لا تتزعزع في الحصول على الحرية» وساهمت في المناقشات المتعلقة بمكافحة الرق في الماضي. وفي هذا السياق، أكدت أن «العبيد هم من استطاعوا إلغاء الرق». وربطت أيضًا بين الثورة الهايتية والعبودية في الولايات المتحدة والظروف التي يواجهها الأشخاص ذوو البشرة السمراء في الأمريكتين اليوم.
وأثارت المحاضرة عددًا من الأسئلة. وردًا على سؤال بشأن التعويضات، أجابت البروفيسور لايتفوت بأن جميع جوانب الحياة العامة قد تأثرت بالعبودية، لذلك تعتقد أن هذا الخطأ ينبغي إصلاحه. وقالت «لقد مضى وقت طويل دون اعتراف». وعندما سُئلت عن قيمة اعتذار بلد متورط في الرق بدون تعويض، أشارت إلى أنه في حين أن هذا الاعتذار سيكون بالتأكيد موضع ترحيب، إلا إنه لن يكون كافيًا على وجه التقريب.
وردًا على سؤال آخر عن كيفية إلهام الشباب للتوعية بالطبيعة الحقيقية للرق وإرثه، شددت السيدة لايتفوت على أن الحديث عن هذه القضايا وتبادل القصص الحقيقية حوله أمر بالغ الأهمية. وشددت أيضًا على أهمية استخدام مصطلح «الأشخاص المستعبدين» بدلا من مجرد «العبيد» من أجل تذكر إنسانية الضحايا وعدم الوقوع في فخ التفكير فيهم كسلع كان يتم شراؤها وبيعها.
وكان هذا الحدث جزءًا من سلسلة محاضرات عقدت في جميع أنحاء الولايات المتحدة في الفترة من 21 أغسطس إلى 30 أكتوبر 2016. وتهدف مبادرة بناء المعرفة والمجتمعات - التي جمعت بين الأمم المتحدة ورابطة المكتبات الأمريكية وفوكس سيرشلايت بيكتشرز وبازان إي دي - إلى دراسة الآثار الدائمة لأوجه الظلم الناجمة عن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. وقد استوحيت من فيلم نيت باركر «ولادة أمة»، واحتفلت بفترة ثورة الرقيق التي غيرت التاريخ والتي أطلقها بطل الفيلم، نات تيرنر، في 21 أغسطس 1831. وبالإضافة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والخمسين لتمرد تيرنر، فقد رُبطت أيضًا باليوم الدولي لإحياء ذكرى تجارة الرقيق وإلغائها، والذي تحتفل به اليونسكو سنويًا في 23 أغسطس.
وقد تم إطلاق مشروع مسار الرقيق التابع لليونسكو في عام 1994 ويهدف إلى المساهمة في تحسين فهم أسباب الرق وأشكال عمله وعناصره الرئيسية وعواقبه في العالم؛ وتسليط الضوء على التحولات العالمية والتفاعلات الثقافية التي نجمت عن هذا التاريخ؛ والمساهمة في ثقافة السلام عن طريق تشجيع التفكير في التعددية الثقافية والحوار بين الثقافات و بناء هويات ومواطنات جديدة.
شاهد البث الشبكي المحفوظ للمحاضرة.
ناتاشا لايتفوت، أستاذ مشارك في التاريخ في جامعة كولومبيا؛ ورامو داموداران، الموظف المسؤول عن شعبة التوعية في إدارة شؤون الإعلام بالأمم المتحدة؛ وماري بول روديل، مديرة مكتب الاتصال التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في نيويورك
محاضرة بعنوان «مقاومة تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي وتأثيرها»، في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، 31 أغسطس 2016
الرحلة الموسيقية للشتات الأفريقي
البروفسور كريغ بويد، د. مليسا غونزاليس، د. مارتا مورينو فيغا، د. بيتر مانويل، و كمبرلي مان
حمل الرقيق معهم الكثير من المهارات القيمة والمعارف المفيدة التي ساعدت على بناء المجتمعات التي وجدوا أنفسهم فيها أثناء تجارة الرقيق عبر الأطلسي. وفي حالات كثيرة، كانت الإيقاعات والتقاليد الموسيقية التي جلبوها معهم من وطنهم ضرورية لبقائهم على قيد الحياة والحفاظ على هويتهم، طبقاً لما قاله خبراءٌ للمشاركين في مناسبة معنونة "الرحلة الموسيقية للشتات الأفريقي" عقدت في 14 نيسان/أبريل 2016 في المقر بنيويورك.
ومع ترحال المرء في أغوار الشتات الأفريقي، تحفل الموسيقى والرقصات التى تعتبر أصلية بذكريات القارة الأفريقية إلى حد كبير، غير أن هذه الحقيقة لا يدركها الجميع. والخطوة التالية في هذه الرحلة الموسيقى هي توثيق الأصول الأفريقية لهذه الأشكال الفنية. وهذه العملية لإحياء الذكرى ستساعد الناس على الاعتراف بإبداعات الأفريقيين ومساهماتهم، والتمتع في الوقت نفسه بالموسيقى التي يعزفونها في الوقت الحاضر بوصفها موسيقاهم.
وقالت د. مارتا مورينو فيغا، مديرة حلقة النقاش ومؤسِّسة ورئيسة معهد الشتات الأفريقي التابع للمركز الثقافي الكاريبي في مدينة نيويورك: "علينا أن نرى أحدنا الآخر في بعضنا البعض، وأن نتلمس الروابط في ما بيننا". وقالت د. فيغا إن دراسة أفريقيا والشتات الأفريقي مازالت في مرحلة وليدة، بسبب المعوقات الاستعمارية. "وبإمكان الأمم المتحدة أن تساعدنا في إقامة هذه الروابط."
وقالت إن حجم الإبداع والابتكار اللذين استخدمهما الرقيق الأفارقة في ظل ظروف لا تحتمل ليتذكروا موسيقاهم التقليدية كان معجزياً. وأضافت قولها "لقد كان ذلك روح الفهم." وقام قسم التوعية التثقيفية التابع لإدارة شؤون الإعلام بتنظيم الإحاطة الإعلامية في شراكة مع قسم الدعوة والعلاقات مع المنظمات غير الحكومية، في إطار الاحتفال السنوي باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر الأطلسي لعام 2016.
ورداً على ما أبداه جمهور المستمعين من انزعاج لعدم الاعتراف بالصلة القائمة بين أفريقيا والأنواع الكثيرة للموسيقى والرقص في العالم، أعرب البروفسور كريغ بويد بالجامعة الأهلية لمقاطعة سافولك، عن اعتقاده بأهمية تبادل هذه التقاليد على نطاق واسع. وقال: "يجب علينا أيضاً أن نثقف الطلاب بشأن مصدر النغمات التي أُدمِجَت في الموسيقى الإنجيلية والجاز والبلوز والروك وغيرها من الأساليب الموسيقية الشعبية في الولايات المتحدة."
وقالت د. مليسا غونزاليس، المدرِّسة بكلية هانتر وجامعة مونتكلير الحكومية، إن التكنولوجيا، بدون عوائق تمويلية وبيروقراطية، يمكن أن تُستَخدَم لإنشاء قوائم بالمقطوعات الموسيقية وغير ذلك من المعلومات لمساعدة الشباب على معرفة كيف تستمد الأغاني المعاصرة التي يسمعونها كل يوم جذورها من القارة الأفريقية. وقدمت د. غونزاليس عرضاً عاماً يبين كيف تتجسد الموسيقى والرقصات الأفريقية في السامبا بالبرازيل، والتانغو في الأرجنتين، والكومبيا في كولومبيا. أما د. بيتر مانويل، أستاذ موسيقى الشعوب في كلية جون جاي ومركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك، فشرح كيف أنشأ الأفريقيون آلات جديدة، من قبيل الطبلة الفولاذية في ترينيداد، في مواجهة ما أبداه المسؤولون الحكوميون من معارضة. وقد تتبَّع أيضاً الأنواع الكثيرة للإيقاعات والآلات التي تحظى بشعبية في منطقة البحر الكاريبي ولكنها ذات أصول أفريقية، مثل طبل الكونغو، وطبلة باتا المزدوجة، وآلة المبريا.
وللاطلاع على المزيد عن الرحلة الموسيقية للشتات الأفريقي، يرجى مشاهدة البث الشبكي وزيارة الموقع الشبكي "تذكُّر الرق" (Remember Slavery).
من جزيرة بانس إلى الأمريكتين
صورة جماعية لأعضاء فريق المناقشة والمتحدثين من الحدث الخاص اليوم بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى
ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي (صورة الأمم المتحدة / ريك باجورناس)
24 مارس 2016 — تم أسر عشرات الآلاف من العبيد الأفارقة ونقلهم إلى الأمريكتين من جزيرة بونس بسيراليون خلال تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. الحفاظ على الموقع هو المفتاح للحفاظ على الروابط والعلاقات الموجودة بين أحفاد هؤلاء العبيد ومنازل أجدادهم. وكان العديد من هؤلاء العبيد من عمال الأرز المهرة الذين ساعدوا في تشكيل اقتصاد وثقافة وتاريخ ولغة ثقافة غولا في الجزر البحرية في جورجيا وكارولاينا الجنوبية ونوفا سكوتيا وجامايكا.
وقد نظمت البعثة الدائمة لسيراليون حلقة نقاش وأداء في 24 مارس 2016 في مقر الأمم المتحدة في نيويورك احتفالًا باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي لدراسة هذا التاريخ. وشاركت في رعاية هذا الحدث البعثة الدائمة لجامايكا لدى الأمم المتحدة ولجنة الآثار والأطلال في سيراليون وبرنامج الأمم المتحدة لتذكر الرق، تحت عنوان «تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي: بناء جسور أميستاد الجديدة وجزيرة بونس وجزيرة غولا والمارون ونوفا سكوتيا».
وأوضح سعادة السيد فاندي شيدي ميناه، الممثل الدائم لسيراليون لدى الأمم المتحدة، أن بناء الجسور يمكن أن يساعد في إحياء ذكرى التحول من الاستعباد إلى التحرر الثقافي والسياسي الشامل للأشخاص ذوي البشرة السمراء. وقال السفير ميناه «اليوم يتعلق بالاحتفال والاحتفاء». «اليوم لا يتعلق فقط بالاعتراف بالماضي، ولكن بالبناء على الماضي لخلق المستقبل». وأدلى أيضًا بخطابات افتتاحية كل من السيدة كريستينا غالاش، وكيلة الأمين العام للاتصالات والإعلام، وسعادة السيدة ميس شورنا - كاي ريتشاردز، نائبة الممثل الدائم لجامايكا لدى الأمم المتحدة.
وقالت الدكتور سيلفيان إيه ضيوف مدير مركز لابيدوس للتحليل التاريخي للرق عبر المحيط الأطلسي في مركز شومبورغ لبحوث ثقافة ذوي البشرة السمراء بمكتبة نيويورك العامة للجمهور إن حوالي 400 ألف ضحية من ضحايا تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي كانوا من سيراليون. وتحتل الدولة الواقعة غرب إفريقيا مكانة فريدة في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي لأنها كانت تقع في نقطة التقاء العديد من حركات الهجرة. وقالت الدكتورة ضيوف التي أدارت الجلسة «لقد كانت مكانًا للمغادرة، ومكانًا للعودة، ومكانًا للمنفى، وملجأ».
وقالت الدكتورة ضيوف إن تذكر التاريخ يأتي منطويًا على مسؤولية تجاه الحاضر والمستقبل. وأضافت أنه من خلال الاعتراف بمعالم المعاناة والمقاومة والمرونة والإبداع، يمكن ربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
وكان من بين المشاركين في حلقة النقاش السيد المردر، رئيس لجنة أميستاد، في نيو هافن بولاية كونيتيكت؛ والدكتور برنارد باورز، أستاذ التاريخ في كلية تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية وعضو مجلس إدارة المتحف الدولي للبلدان الإفريقية الأمريكية (IAAM)؛ وتم تمثيل السيدة إيساتو سميث، رئيسة لجنة الآثار والأطلال في سيراليون من خلال السيد ملبورن غاربر؛ والدكتور كريستوفر ديكورس، أستاذ الأنثروبولوجيا في كلية ماكسويل، بجامعة سيراكيوز؛ والسيد روي أندرسون، مدير ومنتج فلمي أكوانتو: الرحلة والملكة ناني: زعيمة المارون الأسطورية. وقام رون دايس، المغني وكاتب الأغاني والرئيس السابق للجنة ممر التراث الثقافي الاتحادي في جولا/غيشي، بتقديم العديد من الأغاني. واضطلع الدكتور سيلفستر رو، نائب الممثل الدائم السابق لسيراليون لدى الأمم المتحدة، بدور رئيسي في تنظيم هذا الحدث.
الحقيقة: المرأة والإبداع ومناقشة ذكرى الرق
احتلت قوة الفنون البصرية والأدبية وفنون الأداء مركز الصدارة في مناقشة المائدة المستديرة التي عقدت يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 2015 حول الحقيقة: المرأة والإبداع وذكرى الرق في الحرم الجامعي لمركز لينكولن بجامعة فوردهام في نيويورك. ويمثل هذا الحدث، الذي نظمه برنامج ذكرى الرق التابع للأمم المتحدة في شراكة مع جامعة فوردهام، حلقة في سلسلة حول المرأة والرق، الموضوع الذي اختارته الأمم المتحدة لعام 2015 لتكريم نضال المرأة ضحية الرق خلال تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي وجهودها البطولية لمقاومة مؤسسة الرق ونقل تراثها الثقافي الغني من أفريقيا إلى أطفالها.
وقد جمعت ندوة الحقيقة: المرأة والإبداع وذكرى الرق فنانين وعلماء لمناقشة الأعمال الإبداعية للنساء اللاتي وقعن ضحية للرق في جميع أنحاء الشتات الأفريقي، وتناولت كيفية استخدامهن للفن للتعبير عن أنفسهن وعن مكابدتهن وبقائهن على قيد الحياة وتحرير أنفسهن وشعبهن على حد سواء. كما قام أعضاء الفريق من خلال العروض التي قدموها، بشرح مختلف الطرق التي استخدمتها الفنانات المعاصرات المنحدرات من أصل أفريقي بشكل إبداعي لتمثيل تجربة المرأة ضحية الرق واستكشاف ما يمكن أن يتعلمه عالم اليوم عن قوة التحرير التي يمتلكها الإبداع.
وقامت كيمبرلي مان، رئيسة قسم التوعية الثقافية التابع لإدارة شؤون الإعلام، في كلمتها الافتتاحية التي ألقتها في القاعة المكتظة، التي جمعت بين موظفي الأمم المتحدة والدبلوماسيين بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس والطلاب، بإبلاغ الحضور بالتزام برنامج الأمم المتحدة لذكرى الرق بمساعدة الشباب على التعلم من هذا التاريخ من أجل المساعدة على مكافحة العنصرية والتحيز في عالم اليوم. كما قامت السيدة مان بتذكير الجمهور بأنه لا تزال هناك قصص لا تحصى لم تعرف بعد عن بطولة المرأة ضحية الرق وبسالتها في مواجهة قسوة لا يمكن تصورها.
وقد أدارت النقاش الدكتورة ايمي ميريديث كوكس، الأخصائية في علم الإنسان الثقافي وأستاذة الدراسات الأفريقية والأفريقية الأمريكية بجامعة فوردهام. وشمل أعضاء الفريق: الدكتورة ديبورا ويليس - رئيسة قسم التصوير في كلية تيش للفنون في جامعة نيويورك؛ والدكتورة نيكول ر. فليتوود، الأستاذة المساعدة، بقسم الدراسات الأمريكية ومديرة معهد البحوث المتعلقة بالمرأة في جامعة روتغرز، في الحرم الجامعي لنيو برونزويك. ويولاندا أرويو بيزارو – الروائية الحائزة على جوائز وكاتبة قصص قصيرة ومقالات؛ وغابرييلا سالغادو أمينة المتحف المستقل للفن المعاصر، ومستشارة في أوروبا وأمريكا اللاتينية؛ وإينولو أوساغيال الأستاذة المساعدة للغة الإنكليزية في جامعة ولاية بنسلفانيا؛ والدكتورة يوكو ميكي الأستاذة المساعدة في التاريخ الإيبيري الأطلسي في جامعة فوردهام. وقد أكد جميع المتحدثين دور الفنون في المساعدة على كفالة زيادة توضيح وضع المرأة ضحية الرق في الروايات التاريخية التي تميل إلى التركيز فقط على الانتفاضات التي يقودها الرجال.
وقامت الجمعية العامة بإنشاء برنامج ذكرى الرق في عام 2007 لتكريم ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، ويهدف إلى توفير فهم لأسباب تجارة الرقيق ونتائجها والدروس المستفادة منها وللأنشطة التي تعقد والمواد التعليمية التي تُنتج على مدار العام. وللاطلاع على مزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ David Omyma، عن طريق البريد الإلكتروني david17@un.org أو زيارة موقع ذكرى الرق: rememberslavery.un.org.
حـلقة النـقاش الرفيعة المسـتوى تُـسلط الضـوء على مشروع التــاريخ العام لأفريقي
عقدت إدارة شؤون الإعلام واليونسكو حلقة نقاش رفيعة المستوى بشأن “التاريخ العام لأفريقيا: التعلم والتدريس فيما يتعلق بالتراث الأفريقي” في نيويورك في 10 تموز/يوليه 2015. والهدف من هذا المشروع التعليمي هو إعداد محتويات مشتركة لاستخدامها في المدارس الابتدائية والثانوية في أفريقيا وفي الشتات، ووضع مواد تعليمية لإدراجها في المناهج الدراسية الوطنية. وستشمل هذه المواد أيضا وحدات بشأن الرق وتجارة الرقيق.
وضم المشتركون في الحلقة الدراسية السيدة إيرينا بوكوفا، المدير العام لليونسكو، والسيد ماهر ناصر، الموظف المسؤول بإدارة شؤون الإعلام، والممثل الدائم لجمهورية كينيا، ونائب الممثل الدائم للبرازيل، والمستشار الأقدم لبعثة المراقبة الدائمة للاتحاد الأفريقي، وخبراء أعضاء في اللجنة العلمية المعنية باستخدام التاريخ العام لأفريقيا في التعليم. وكان الاشتراك في هذا الحدث متاحا للجميع، وعُقد بالتعاون مع برنامج إدارة شؤون الإعلام “لنتذكر الرق”.
وأشارت السيدة إيرينا بوكوفا، المدير العام لليونسكو، إلى أن أفريقيا هي مهد الإنسانية جمعاء. وقالت “إن تحسين المعرفة بالتاريخ الأفريقي أمر حاسم لتعزيز المواطنة العالمية في عالم اليوم” وأدار الحدث ماهر ناصر، الموظف المسؤول بإدارة شؤون الإعلام، وأكد على أنه لا ينبغي تدريس تاريخ تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي بمعزل عن الإسهامات الهامة التي يُقدمها الأفريقيون للإنسانية.
وأكد سعادة السيد مشاريا كاماو، الممثل الدائم لكينيا لدى الأمم المتحدة بعبارات بليغة على الكيفية التي سيظل بها هذا المشروع أساسيا للتصدي للمنظور الغربي السائد بشأن تاريخ أفريقيا. وأكد للمشاركين أن من الحتمي أن يواصل هذا المشروع الحصول على دعم قوي.
وأشار سعادة السيد غيلهيرمي باتريوتا، نائب الممثل الدائم للبرازيل لدى الأمم المتحدة إلى أن هذا المشروع يتسم بأهمية خاصة للبرازيل حيث أنها البلد الذي يضم أكبر عدد من المنحدرين من أصل أفريقي الموجودين خارج أفريقيا. وقال إنه يرى أن هذا المشروع يُعد خطوة حاسمة في تكوين مستوى جديد من الوعي والمعرفة بشأن عنصر أساسي في هوية البرازيل كمجتمع وكأمة. وأبرز السيد أدونيا آيباري، المستشار الأقدم لبعثة المراقبة الدائمة للاتحاد الأفريقي أهمية تدريس صيغة أفريقية للتاريخ تؤكد على التضامن والتكامل السياسي والاقتصادي، فضلا عن الإسهامات الأفريقية الهامة المقدمة للإنسانية.
وفي إطار التأمل في مشروع التاريخ العام لأفريقيا، قدم أعضاء حلقة النقاش آراءهم بشأن النجاحات التي حققها والتحديات التي واجهها مشروع امتد على مدى أكثر من 35 عاما، وضم أكثر من 230 مؤرِّخا والأربعة وخمسين بلدا في أفريقيا.
وأشار السيد على موسى آيي، رئيس قسم تاريخ وذاكرة الحوار، اليونسكو، إلى أن المشروع “يُقدم منظورا أفريقيا لهذا التاريخ”. وفي معرض إشارته إلى التحديات التي يمثلها إدراج محتويات مشتركة في جميع المناهج الدراسية الأفريقية وإعداد المجلد التاسع الذي سيُسهم في تجديد المعرفة بالتاريخ الأفريقي، قال إن “الأمل معقود على أن يُقدم هذا المشروع إسهاما كبيرا في العقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي، وأن يكون موردا سهل الاستخدام”.
وقال السيد جان- ميشيل مابيكو - تايي، أستاذ التاريخ بجامعة هاوارد، أن الهدف من المشروع يتعلق حقيقة بتقديم منظور للأطفال الأفريقيين مفاده أنهم مواطنو أفريقيا الموحدة في المستقبل. وأكد على ملاءمة هذا المشروع وأهميته.
وتكلمت الأستاذة ليلي مافيلا، من جامعة بوتسوانا في غابوروني، وهي عضوة ومقررة اللجنة العلمية المعنية باستخدام التاريخ العام لأفريقيا في التعليم، فقالت إن المشروع يُروج لمنظور إيجابي، ويتناول السلبية المتعلقة بماضي أفريقيا، مما سيُساعد على تعزيز شعور النشء بالاعتزاز بتاريخه. وأشارت الأستاذة مافيلا إلى أن المشروع، من خلال العمل على نحو وثيق مع اليونسكو، سيُقيم جسورا تربط بين الأفريقيين عبر العالم.
وردّد الأستاذ مامادو ضيوف، عضو فريق تحرير الكتاب الثاني للمجلد التاسع من التاريخ العام لأفريقيا المعنون: ما وراء تجارة الرقيق والرق: إعادة الوصل بالتاريخ الأفريقي، الرسالة التي عرضها المشاركون الآخرون في الحلقة بشأن أهمية تقديم منظور أشمل عن التاريخ الأفريقي، فأبرز أهمية تدريب الجيل القادم من المعلمين على ضمان فهم التعقد الذي يتسم به تاريخ أفريقيا. وعقب الإدلاء ببيانات، أجرى أعضاء الحلقة مناقشة تفاعلية حية مع الجمهور بشأن قضايا شتى. وحضر المناقشة أكثر من 125 مشاركا، من بينهم دبلوماسيون وخبراء أكاديميون ومعلمون ومجموعات من المجتمع المدني وموظفون.
وكانت اليونسكو قد أطلقت مشروع التاريخ العام لأفريقيا في عام 1964، بهدف علاج الجهل العام بشأن تاريخ أفريقيا. وتضمن هذا التحدي إعادة تشكيل تاريخ أفريقيا، وتحريره من التحيزات العنصرية الناشئة عن تجارة الرقيق والاستعمار، والعمل على الترويج لمنظور أفريقي. ويمكن مشاهدة فيديو هذا الحدث على الموقع الشبكي لتليفزيون الأمم المتحدة. والصور الفوتوغرافية لهذا الحدث متاحة على صفحة “Facebook” لبرنامج “لنتذكر الرق”.
البث الشبكي للنقاش