Maleni Chaitoo ، ممثلة التحالف الدولي للإعاقة ، تخاطب الاجتماع باستخدام لغة الإشارة خلال الحدث الخاص للاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة (2015).
Maleni Chaitoo ، ممثلة التحالف الدولي للإعاقة ، تخاطب الاجتماع باستخدام لغة الإشارة خلال الحدث الخاص للاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة (2015).
Photo:صور الأمم المتحدة /Amanda Voisard

لا توجد حقوق إنسان دون الحق بلغة الإشارة

شعار الأسبوع الدولي للصمّ 2025يُعدّ اليومُ الدوليُّ لِلُغاتِ الإشارة مناسبةً فريدةً لصونِ الهويةِ اللغوية وتعزيزِ التنوعِ الثقافيّ لكافةِ الأشخاصِ الصمّ وغيرِهم من مستخدمي لغات الإشارة. والناسُ جميعًا يولدون بحقوقٍ أصيلةٍ لا تنفصل عن كيانهم. وللأشخاصِ الصمّ، تُعدّ حقوقُهم في لغاتِ الإشارة أساسًا لتمتّعِهم الكاملِ بحقوقِ الإنسان، على النحو الوارد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ونحن إذ نحيي هذا اليوم، نُقرُّ بما تحقق من تقدم، وبما لم يزل قائمًا من تحدياتٍ في سبيل بلوغ المساواة للجميع. وهذه الإنجازات تمهّد السبيلَ إلى عالمٍ يتمكّنُ فيه الأشخاصُ الصمّ أينما كانوا من الإشارة في أيّ مكان.

تشيرُ بياناتُ الاتحاد العالمي للصمّ إلى وجودِ أكثرَ من 70 مليونَ شخصٍ أصمّ في العالم، يقيمُ أكثرُ من 80% منهم في البلدان النامية، ويستخدمون مجتمعينَ أكثرَ من 300 لغةِ إشارةٍ مختلفة.

لغاتُ الإشارةِ لغاتٌ طبيعيةٌ مكتملةُ البنيان، متميزةٌ في تراكيبِها عن اللغات المنطوقة. وهناك كذلك لغةُ إشارةٍ دوليةٌ يستخدمُها الأشخاصُ الصمّ في الاجتماعات الدولية، وكذلك على نحوٍ غيرِ رسميّ أثناءَ السفر والتواصل الاجتماعي. ويُنظرُ إلى هذه اللغة بوصفِها صيغةً مُبسّطةً من لغات الإشارة، فهي ليست بالدرجةِ نفسها من التعقيد، ومفرداتُها محدودة.

وتعترفُ اتفاقيةُ حقوقِ الأشخاصِ ذوي الإعاقة باستخدامِ لغاتِ الإشارة وتُعنى بتشجيعها، وتؤكدُ مساواتَها في المكانةِ باللغاتِ المنطوقة، وتُلزمُ الدولَ الأطراف بتنفيذِ تدابيرَ تُيسّرُ تعلّمَها وتُعزّزُ الهويةَ اللغويةَ لمجتمعِ الصمّ.

وقد أعلنت الجمعيةُ العامةُ للأمم المتحدة يومَ 23 أيلول/سبتمبر اليومَ الدوليَّ للغاتِ الإشارة، لإذكاءِ الوعي بأهميةِ هذه اللغات في الإعمالِ الكاملِ لحقوقِ الإنسان للأشخاصِ الصمّ. (القرار A/RES/72/161 بالعربية)

ويُبرزُ القرار أن الإتاحةَ المبكرةَ لِلُغاتِ الإشارة والخدماتِ المقدّمةِ بها — بما في ذلك التعليمُ الجيدُ المُتاحُ بلغةِ الإشارة — أمرٌ حاسمٌ في نموِّ الفردِ الأصمّ وتطوّره، وضروريٌّ لبلوغِ الأهدافِ الإنمائيةِ المتفقِ عليها دوليًّا. كما يؤكد أهميةَ صونِ لغاتِ الإشارة بوصفِها جزءًا من التنوعِ اللغويّ والثقافيّ، ويشدّد على مبدأ «لا شيء يخصّنا دون مشاركتِنا» لدى العملِ مع مجتمعاتِ الصمّ.

لمحة تاريخية

انبثق مقترحُ هذا اليوم من الاتحاد العالمي للصمّ، وهو اتحادٌ يضمّ 135 جمعيةً وطنيةً تمثّل نحو 70 مليونَ شخصٍ أصمّ في العالم وتضطلعُ بالدفاعِ عن حقوقِهم. وقد رعت البعثةُ الدائمةُ لأنتيغوا وبربودا لدى الأمم المتحدة القرار A/RES/72/161، وشاركت في رعايتِه 97 دولةً عضوًا، واعتمدته الجمعيةُ العامةُ بتوافقِ الآراء في 19 كانون الأول/ديسمبر 2017.

واختيرَ يومُ 23 أيلول/سبتمبر إحياءً لتاريخِ إنشاءِ الاتحادِ العالميِّ للصمّ في عامِ 1951، وهو تاريخُ ميلادِ منظمةٍ مناصرةٍ جعلت من بين أهدافِها الرئيسة صونَ لغاتِ الإشارة وثقافةَ الصمّ بوصفِهما شرطًا مُسبقًا لإعمالِ حقوقِ الإنسان للأشخاصِ الصمّ.

ويُحتفى باليومِ الدوليِّ للغاتِ الإشارة منذ عامِ 2018، في إطار الأسبوعِ الدوليِّ للصمّ.

ودُشّن الأسبوعُ الدوليُّ للصمّ في أيلول/سبتمبر 1958، وتطوّر منذئذٍ إلى حركةٍ عالميةٍ تُجسّدُ وحدةَ مجتمعِ الصمّ وتنهضُ بمرافعةٍ متواصلةٍ لإذكاءِ الوعي بالقضايا التي يواجهُها الأشخاصُ الصمّ في حياتِهم اليومية.

students using sign language

تمكّن الاستراتيجية منظومة الأمم المتحدة من دعم تنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرها من الصكوك الدولية لحقوق الإنسان، فضلاً عن تحقيق أهداف التنمية المستدامةوجدول أعمال الإنسانية وإطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث

 

Four young people communicating using sign language

يعرف محمد بن سميدع وسلمى سعيد وإياد بن مرابط المصاعب العديدة التي يعاني منها الصم والفقراء في إحدى ضواحي العاصمة التونسية. ويواجه الأشخاص ذوو الإعاقة الذين يعيشون في تونس، التمييز والحواجز التي تقيّد مشاركتهم اليومية في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين. لنكتشف كيف تعمل مفوضيّة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بالتعاون مع الحكومة التونسية والمجتمع المدني من أجل إزالة العوائق وتعزيز الإدماج الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك من خلال الاعتراف بلغة الإشارة للصم.

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.