"بالنسبة للعديد من النساء والفتيات، يصبح التهديد أكبر بينمايجب أن يكونوا أكثر أمانًا في منازلهم ...  إننا نعلم أن أوامر عدم الخروج والحجر الصحي ضروريان لكبح جماح جائحة كوفيد-19. ولكن في ظل هذه الظروف، قد تجد النساء أنفسهن حبيسات المنازل مع شركاء مسيئين." - الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس

12 حزيران/يونيه 2020 - ت.س *، امرأة فلسطينية في مخيم البريج، وهو واحد من أفقر المخيمات وأكثرها اكتظاظاً في قطاع غزة، تعرضت منذ فترة طويلة لإيذاء لفظي وجسدي من قبل زوجها. أخذ الوضع منعطفًا نحو الأسوأ في ظل جائحة كورونا، حيث أصبحت الإساءة أمرًا يوميًا.

وقالت لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "أشعر أحيانًا أن كل هذا عبارة عن كابوس سأستيقظ منه في نهاية المطاف، لكنه لا ينتهي أبدًا ولا أعرف إلى أي مدى يمكنني تحمل هذا الأمر".

تقول أوليكساندرا * أنها شعرت أن هذه الحرب الهادئة التي شنها زوجها السابق ضدها قد تصاعدت تحت الحجر الصحي. وشعرت كذلك أنها لن تتمكن من الهروب من إساءة معاملته لها،حيث يعيش كلاهما في نفس الشقة مع طفليهما في كييف، أوكرانيا، وكانت تخشى أن تطلب المساعدة، لأنه من الممكن أن يكون يتنصت على مكالماتها الهاتفية.

ت.س و أوليكساندرا هم من بين مئات الملايين من ضحايا العنف ضد النساء والفتيات، والذي اشتدت حدته منذ اندلاع جائحة كوفيد-19.

تقول هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة أن العنف المنزلي كان بالفعل أحد أكبر انتهاكات حقوق الإنسان، وكتب المدير التنفيذي فومزيل ملامبو نجوكا في 6 نيسان /أبريل، أن حوالي 243 مليون امرأة وفتاة (تتراوح أعمارهن بين 15 و 49 عامًا) تعرضن للعنف الجنسي أو الجسدي من قبل شركائهم أو أزواجهم خلال الاثني عشر شهرًا الماضية.

وتقول: "مع استمرار تفشي جائحة كوفيد-19، من المرجح أن يزداد هذا العدد". (انظر أيضًا موجز هيئة الأمم المتحدة للمرأة حول هذه القضية).

 

International Day of Peace Poster

ازدياد العنف بين الأشخاص في أوقات الأزمات

إن الزيادة في العنف بين الأشخاص خلال أوقات الأزمات موثقة جيدًا، لكن نقص الإبلاغ على نطاق واسع جعل الاستجابة وجمع البيانات صعبا، حيث أقل من 40 في المائة من النساء اللواتي يتعرضن للعنف يطلبن أي مساعدة أو الإبلاغ عن الجريمة، ويذهب أقل من 10 في المائة من بين النساء اللواتي يطلبن المساعدة  إلى الشرطة.

ومع ذلك ، تشير البيانات المبكرة إلى أن خطوط المساعدة في سنغافورة وقبرص قد سجلت زيادة في المكالمات بنسبة تزيد عن 30 في المائة، وأبلغ في أستراليا 40 في المائة من عمال الخطوط الأمامية في نيو ساوث ويلز عن طلبات أكثر للمساعدة ضد العنف. وزادت حالات العنف المنزلي في فرنسا بنسبة 30 في المائة منذ الإغلاق في 17 آذار/مارس، وازدادت نداءات الطوارئ للعنف المنزلي بنسبة 25 في المائة في الأرجنتين منذ الإغلاق في 20 آذار/مارس.

يقول المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا: " لسوء الحظ، فإن كل دولة في المنطقة على دراية كاملة بكارثة العنف بين الأشخاص".

 

في المملكة المتحدة، زادت المكالمات والرسائل الإلكترونية وزيارات الموقع الإلكتروني لمنظمة ريسبكت، المؤسسة الخيرية الوطنية المعنية بالعنف المنزلي، بنسبة 97 في المائة و 185 في المائة و 581 في المائة على التوالي. وقُتلت 14 امرأة وطفلين في البلاد في الأسابيع الثلاثة الأولى من عمليات الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19.

تقول السيدة ملامبو-نغوكا إن الحبس بموجب أوامر البقاء في المنزل "عاصفة مثالية" للسلوك العنيف وراء الأبواب المغلقة، لأنه يزيد من حدة التوترات بشأن الأمن والصحة والمال.

 

 

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في رسالته أنه بالنسبة للعديد من النساء والفتيات، فإن تهديد كوفيد-19 يلوح في الأفق حيث يجب أن يكونوا أكثر أمانًا في منازلهم. وقال: " إننا نعلم أن أوامر عدم الخروج والحجر الصحي ضروريان لكبح جماح كوفيد-19. ولكن في ظل هذه الظروف،  تجد النساء أنفسهن حبيسات المنازل مع شركاء مسيئين."

وحث جميع الحكومات على جعل منع العنف ضد المرأة وتعويضه جزءًا رئيسيًا من خطط الاستجابة الوطنية، ودعمت أكثر من 140 حكومة هذا النداء.

 

 

الحاجة إلى خدمات سرية وآمنة

بالإضافة إلى تفاقم الخوف والقلق والضغط المالي واستهلاك الكحول، تحدت جائحة كورونا قدرة الخدمات الصحية والاجتماعية على التواصل مع ضحايا العنف ودعمهم. واستجابة لذلك، تضع البلدان حلولاً لتوفير السلامة.

وتقدم العالمة النفسية تاتيانا فرانشك، التي تعمل ضمن فريق نفسي اجتماعي متنقل مدعوم من صندوق الأمم المتحدة للسكان في منطقة فيشنيف الواقعة بالقرب نت كييف في أوكرانيا، خدمات عبر الهاتف وسكايب وفايبر وزوم منذ بدء الحجر الصحي. وأصبحت هذه المنصات الجديدة شائعة الاستخدام.

وتقول: " يخبرنا بعض العملاء الآن أن طريقة العمل هذه مناسبة لهم أكثر من زيارتهم، ويريدون الاستمرار بهذه الطريقة حتى بعد انتهاء الحجر الصحي".

ففي النرويج كذلك، انتقل المعلمون وغيرهم من العاملين في خدمة رعاية الأطفال إلى الأجهزة المحمولة، الأمر الذي أدى الى المزيد من إجراءات المتابعة المباشرة مع الأطفال المعرضين للخطر.

أصبحت الصيدليات ومحلات السوبر ماركت في كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والنرويج وإسبانيا، مساحات "آمنة"  حيث تشير كلمة ("MASK 19") وهي كلمة سر تدل على طلب عاجل للحماية من المسيئين المحليين، وغالبًا ما تكون هذه المواقع هي متاجر التجزئة الوحيدة المفتوحة، ويعتبر التسوق لشراء البقالة الأساسية هو السبب الوحيد المقبول للأشخاص لمغادرة منازلهم.

ونظرًا لأن الملاجئ في ذروة طاقتها في العديد من هذه البلدان، تم إعادة تكليف الفنادق بسد النقص في أماكن الإقامة الطارئة.

*غيرت الأسماء للخصوصية والحماية.

ملاحظة: بالنسبة لموظفي الأمم المتحدة، يرجى زيارة صفحة "العنف المنزلي".