إعادة إحياء الاقتصاد العالمي لتحقيق التنمية المستدامة

المائدة المستديرة الثانية: رؤى من الاقتصاديات الشابات حول الوظائف والعمل المناخي

3 أيلول/سبتمبر 2020 من الساعة 8-10 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة

في 1 تموز/يوليه 2020، أطلق الأمين العام سلسلة من الموائد المستديرة للاقتصاديين المشهورين لمعالجة القضايا الحرجة في أعقاب جائحة كوفيد-19.وركزت المائدة المستديرة الأولى على ثلاثة مجالات ملحة تأثرت بشدة بالأزمة وهم: الديون الخارجية، والتمويل الخارجي، والتجارة الدولية.

تغير المائدة المستديرة الثانية النظر في القضيتين المحددتين في عصرنا، خاصة بالنسبة للأجيال الشابة، حيث الوظائف وطبيعتها المتغيرة والافتقار إليها بعد كوفيد-19، وتغير المناخ في سياق التعافي والانتقال العادل إلى خلق عمل لائق وعالي الجودة، وتقوم الشابات بصياغة أفكار وحلول سياسية جريئة ومبتكرة وتحتاج أصواتهن، مثل أصوات نشطاء المناخ، إلى التعزيز.

مستقبل مجهول: لا يوجد وظائف ووظائف محفوفة بالمخاطر

حتى قبل تفشي مرض فيروس كوفيد-19، كان العمل في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء يتسم بعدم الوضوح، وفي البلدان النامية، يعمل الغالبية العظمى في القطاع غير الرسمي. أما في البلدان المتقدمة، كانت بطالة الشباب مرتفعة في كثير من الأحيان وتتوسع لأشكال العمل الجديدة، مثل الاقتصاد التشاركي والعمل المؤقت، بدون الفوائد والحماية التي توفرها الأشكال "القياسية" للتوظيف. وكانت المخاوف بشأن تأثيرات التشغيل الآلي في أذهان الكثيرين، بينما أتاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) فرصًا جديدة في هذه المجالات، ولا يزال الافتقار إلى الحماية الوظيفية مصدر مقلق.

وفي هذا السياق، فإن الأضرار الاقتصادية للوباء مأساوية، وفقد مئات الملايين من الناس وظائفهم ويمكن إضافة المزيد إذا استمرت الأزمة الصحية العالمية، وكان الشباب من بين أكثر الفئات تضرراً، حيث تضاعفت نسبة العاطلبن عن العمل لفئة الشباب أكثر بثلاث مرات من البالغين في جميع أنحاء العالم، مما يفسح المجال أمام الندب الاقتصادي، ويقضي ذلك على التقدم المحرز في مجال الفقر (الهدف 1) والحد من عدم المساواة (الهدف 10).ومع تباطؤ القطاعات المعتمدة على الوقود الاحفوري، وبالتزامن مع تراجع مسيرة التعليم والتدريب بسبب الوباء، فإن جيلًا كاملا من الشباب يواجه الغموض في اسواق العمل اكثر من اي وقت مضى. وأصبح البعض يشير اليهم ب "جيل الضياع" أو "الجيل الذي يعايش الحجر الصحي".

... وأزمة مناخ

حدثت هذه التحولات في عالم العمل على خلفية أزمة المناخ المستمرة، وكان عام 2019 ثاني أكثر الأعوام دفئًا على الإطلاق، وقد ينافس عام 2020 درجات الحرارة عن العام الماضي، وأثرت آثار تغير درجات الحرارة وزيادة مخاطر الكوارث الطبيعية سلبًا على سبل عيش الكثيرين، ويمكن أن تحفز الهجرة الداخلية الجماعية. وعلاوة على ذلك، فإن تغير المناخ يهدد بتفاقم عدم المساواة لأن الفئات الاجتماعية التي تعيش في أوضاع هشة، بما في ذلك الفقراء والشباب والنساء وكبار السن والأطفال، هم الأكثر تضررا. ودون إجراء تخفيضات كبيرة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن هذه الاتجاهات تتسارع. ومع ذلك، فإن العالم بعيد عن المسار الصحيح حاليًا لتحقيق أهداف اتفاقية باريس.

تعافي أفضل للوظائف وكوكب الأرض

تقدم جائحة كوفيد-19 بيئة عالية المخاطر وعالية الفرص لإعادة التفكير في نماذج التنمية نحو نمو منخفض بسبب تباطؤ الوقود الأحفوري، وتكمن الفرص وسط التحديات، وانخفضت أسعار الطاقة المتجددة في السنوات الأخيرة، وشددت منظمة العمل الدولية قبل اندلاع الجائحة على إمكانات العمل المناخي لخلق وظائف خضراء حيث يمكن أن تساعد إزالة الكربون عن قطاع الطاقة في خلق 24 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030. وتتماشى الاستثمارات الخضراء مع هدف باريس البالغ 1.5 درجة مئوية والذي يخلق الوظائف وله آثار اقتصادية مضاعفة وعالية وتأثير مناخي بحاجة إلى التوسع، بما في ذلك من خلال أدوات التمويل الخضراء مثل السندات الخضراء، التي ارتفعت بشكل كبير لتصل إلى 465 مليار دولار عالميًا في عام 2019، بزيادة 78٪ عن عام 2018. ومع ذلك، لن تتبع الأسواق المسار الأخضر بأنفسهم، وسيتعين على الحكومات التي يعيش العديد منها في ظل ظروف مالية ضيقة، التدخل بإجراءات سياسية لمواجهة التقلبات الدورية 1 التي  تساهم في تعزيز نمو الناتج المحلي الإجمالي وخلق المزيد من الوظائف الأفضل التي تحمي المجتمعات. علاوة على ذلك، فإن ضمان أن المرأة يمكن أن تستفيد من الفرص المتنوعة على طول سلسلة القيمة في انتقال الطاقة، وعلى نطاق أوسع في تخضير الاقتصاد، يتطلب دعمها في استخدام مهاراتها ومواهبها، وان الركيزة الأساسية للانتعاش الأخضر هي ضمان أن الفرص التي يخلقها يمكن الوصول إليها بالمساواة، ووتوزيع الفوائد التي يمنحها بشكل منصف.

وبالتالي سيحتاج صانعو القرار إلى إدارة انتقال عادل بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وعدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب، لتجنب الصدمات السلبية المستقبلية على الوظائف والأصول، ويواجه السياسيون التحدي المتمثل في تصميم مزيج من السياسات لخلق فرص عمل ونمو اقتصادي مرن ويحتوي على نسب منخفضة من مخلفات الكربون. وستؤدي تنفيذ سياسات متكاملة لمواجهة التحديات البيئية وتعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر وخلق وظائف أكثر وأفضل.

وتعد خطط التعافي استجابة لأزمة كوفيد-19 فرصة للاستفادة من هذه الاتجاهات، واقترح الأمين العام ستة إجراءات إيجابية للمناخ لتشكيل الانتعاش، من بينها، شدد على أن الاستثمارات في التعافي يجب أن توفر وظائف وأعمالًا خضراء من خلال انتقال نظيف، علاوة على ذلك، عندما تُستخدم أموال دافعي الضرائب لإنقاذ الأعمال التجارية، يجب أن تكون مرتبطة بتحقيق وظائف ونمو مستدام. وعلى سبيل المثال، تُظهِر خطط التعافي من جمهورية كوريا بقيمة(35 مليار دولار) والاتحاد الأوروبي بقيمة(750 مليار يورو) مع الاستثمارات الخضراء وبرامج المناخ في جوهرها، وإمكانية ربط الاستجابات بالمقتضيات قصيرة الأمد للصحة والبيئة. ومع ذلك، لا يزال يتعين القيام بالمزيد لضمان قصر الاحترار العالمي على 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن لتجنب الآثار الكارثية التي لا رجعة فيها لأزمة المناخ.

المائدة المستديرة

يسر الأمين العام أن يعلن عن المائدة الثانية من سلسلة الموائد المستديرة مع اقتصاديات مشهورات ومفكرات جدد ومبتكرات لتوليد أفكار وحلول جريئة لمعالجة هذه القضايا الملحة. وان المشاركين في هذه المائدة المستديرة الثانية سيكونون شابات اقتصاديات استثنائيات وممارسات وصانعات سياسات وأكاديميات ويبرزن كقادة في مجالهن.

ستسعى المناقشة إلى تحديد الحلول والاستثمارات المبتكرة ومعالجة الإجراءات التي يمكن اتخاذها اليوم في أعقاب أزمة كوفيد-19 التي يمكن أن تشكل العالم للأجيال القادمة في وضع طبيعي جديد. وسوف يستخلص التبادل أفكارًا وحلولًا "خارجة عن المألوف" للتغلب على البطالة الهائلة التي سببتها الأزمة ووضع الأساس لنماذج تنمية مستدامة وعالية الجودة وطويلة الأمد.

ستتناول المناقشة الحلول السياسية التي يمكن أن تعالج بعض الثغرات التي ظهرت في أشكال العمل الجديدة والمخاطر التي تهدد الأمن الوظيفي وتمنح الشباب المرونة المهنية التي يرغبون فيها مع ضمان الحقوق والحماية، وسيتم رفع تأثيرات التقنيات الجديدة على مستقبل العمل، وكيفية الاستفادة منها، بالإضافة إلى ذلك، سيناقش المشاركون مكونات استراتيجيات التعافي التي يمكن أن تخلق فرص عمل مع ضمان المرونة المناخية لضمان عدم عكس التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهداف اتفاقية باريس.

1 مثل تعزيز البنية التحتية المستدامة، ومصادر الطاقة المتجددة، وإزالة الكربون عن النقل والمباني وسلاسل التوريد الصناعية والأنظمة الغذائية