قام الموجز السياساتي الأخير للأمين العام الذي صدر تحت عنوان "تأثير جائحة كوفيد-19 على النساء"، بتحليل تأثيرات جائحة كوفيد-19 على كل قطاعات حياة المرأة ومعظم تجاربها المعيشية. وركز على البيئات الحضرية في البلدان المتقدمة النمو والبلدان الأقل تقدماً أكثر من تركيزه على المناطق الريفية وحالات الكوارث الطبيعية.
سيسلط هذا التعليق الضوء على التدابير التي يمكن أن تتخذها الأمم المتحدة لمساعدة النساء في البلدان النامية للتغلب على التأثيرات السلبية العديدة المترتبة على جائحة كوفيد-19. قد لا ترتبط بعض التوصيات الواردة أدناه بالضرورة بجائحة كوفيد-19، حيث إننا نراجع علاقاتنا واقتصادنا العالميين بهدف تحقيق المزيد من العدالة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
توصيات حول جائحة كوفيد-19 والاقتصاد
يمكن للأمم المتحدة أن توفر مدخلات زراعية للمرأة في المناطق الريفية لتعزيز الإنتاج وخفض عبء العمل من خلال استخدام التكنولوجيات الملائمة على امتداد سلسلة الإنتاج الزراعي بالعمل مع الحكومات الوطنية، وبوسع المنظمة أن تنشر معلومات حول الكيفية التي يمكن بها تعزيز حصانة المرأة وقدرتها على مكافحة مرض كوفيد-19 من خلال تبني أنظمة غذائية صحية تتضمن منتجات ريفية مغذية.
وبوسع الأمم المتحدة أن تساعد في إنشاء "تعاونيات متعددة الأغراض للنساء المساهمات" في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء. يمكن أن تعمل هذه التعاونيات كقنوات لنشر المعلومات ولتقديم المساعدة في التعامل مع جائحة كوفيد-19. وبوسع البنك الدولي أن يساعد الحكومات في تبني أنظمة التحويلات النقدية بالاستعانة بآليات مصرفية متنقلة للوصول إلى النساء الفقيرات في المناطق الريفية والحضرية. وسيلزم ذلك بناء قدرات المرأة في مجالات الخدمة المدنية والمصارف والتعاونيات.
وينبغي للبنوك المركزية والتجارية أن تضع نظاماً خاصاً للرصد يراعي الجوانب الجنسانية وأن تعتمده لضمان أن تستهدف القروض والتحويلات النقدية النساء الضعيفات وأن تصل إليهن. ويمكن أن يضمن هذا النظام أيضاً ألا تقع التحويلات النقدية في أيدي الرجال والأقل احتياجاً. يمكن للأمم المتحدة وضع قوائم رصد تراعي الجوانب الجنسانية وقوائم مرجعية لرصد الأثر لمساعدة البلدان على متابعة وتقييم إنجازاتها في جميع القطاعات خلال جائحة كوفيد-19.
توصيات حول جائحة كوفيد-19 والقطاع الصحي
بوسع الأمم المتحدة أن تساعد البلدان النامية في تزويد النساء بتغطيات التأمين الصحي لأن قدرة النساء على الوصول إلى الخدمات الصحية محدودة غالباً. ويمكن وضع رسائل لتعزيز الصحة والرعاية الذاتية، تراعي المستويات الثقافية والتعليمية، وتتلاءم مع احتياجات المرأة، مع التأكيد في الوقت نفسه على أهمية المساواة في الحقوق في مجال الرعاية الصحية.

توصيات حول جائحة كوفيد-19 وأعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر
يمكن للحكومات الوطنية أن تضع مجموعات من المعلومات عن إزالة القوالب النمطية المتصلة بالنوع الاجتماعي وأدوار الإنجاب، مع عرض صور للأنماط الجديدة للعائلات التي تقضي وقتها سوياً وتتقاسم أعباء العمل خلال هذه الجائحة. يمكن توثيق أنشطة المنظمات غير الحكومية التي تقودها المرأة في برامج وسائط الإعلام الاجتماعية، مع تسليط الضوء على نشاطها ومشاركتها. يمكن تخصيص أموال خاصة لبرامج وسائط الإعلام التي تزيد من أصوات المرأة وتؤكد أهمية تمثيلها في ميادين العلم والسياسة، ضمن مجالات أخرى، أثناء انتشار الجائحة.
العنف القائم على النوع الاجتماعي أثناء جائحة كوفيد-19
ينبغي على الأمم المتحدة أن تساعد الحكومات في البلدان النامية على ضمان عدم تسرب الفتيات من المدارس بسبب إغلاق المدارس لفترات طويلة وحمايتهن من الزواج المبكر. قد يؤدي تأثير جائحة كوفيد-19 إلى زيادة حدوث الزواج المبكر بسبب الفقر، حيث قد تميل الأسر الفقيرة إلى الحد من عبء رعاية بناتها الصغيرة. ينبغي استهداف الطالبات وأسرهن بحزم الدعم المالي والزيارات المنزلية والمراقبة لضمان حمايتهم. بوسع الأمم المتحدة أن تقنع البلدان التي تسمح بزواج الفتيات في سن 10 أعوام بتجريم مثل هذه الزيجات.
ينبغي على الأمم المتحدة أن تغتنم الفرصة التي تتيحها هذه الجائحة لحماية الفتيات من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (FGM) باستخدام نهجاً شاملاً للحماية الصحية من الجائحة ومن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. ويمكن أن يكفل قيام الحكومات المحلية بدعم سبل الوصول إلى الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية والصحية العقلية والإحالة للناجيات من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ولا سيما في البلدان المتأثرة بالصراعات.
تأثير جائحة كوفيد-19 في الإعدادات الإنسانية والهشة
ينبغي على الأمم المتحدة أن تتصدى لأثر الكوارث الطبيعية أثناء الجائحة. وفي مثل هذه الحالات، يجب تنفيذ تدابير خاصة للوصول إلى النساء اللائي ربما فقدن أفراد الأسرة المعيشية والممتلكات والحقول والحيوانات، حيث قد لا تتمكن المرأة من الاجتماع بفرق الإنقاذ والمنظمات الإنسانية على أرض الواقع. وهناك حاجة إلى تحسين استخدام النساء للتطبيقات المتنقلة في البيئات الهشة للإبلاغ والوصول للخدمات من خلال الأجهزة المحمولة.
ويتعين على الأمم المتحدة أن تساعد في تصميم أدوات اجتماعية اقتصادية تراعي الجوانب الجنسانية، بما في ذلك قوائم مرجعية لتخطيط ومراقبة وتقييم التأثيرات من خلال استخدام تكنولوجيات الإعلام الحديثة لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. يتعين على المجتمع الدولي أن يسعى جاهداً إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة حتى خلال جائحة كوفيد-19.
وقائع الأمم المتحدة ليست سجلاً رسمياً. إنها تتشرف باستضافة كبار مسؤولي الأمم المتحدة وكذلك المساهمين البارزين من خارج منظومة الأمم المتحدة الذين لا تعبر آراءهم بالضرورة عن آراء الأمم المتحدة. وبالمثل، الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في الخرائط أو المقالات، لا تعني بالضرورة موافقة أو قبول من قِبل الأمم المتحدة.