
مكتبة صور الأمم المتحدة/بيير غالينيي
الإدلاء بالتعليقات بطريقة إيجابية!
يمكن في كثير من الأحيان أن يشكل العمل ضمن فريق ما تحديا تواجهونه، إذ يمكن لأساليب العمل والآراء والشخصية المختلفة أن تجعل هذه التجربة إما مفيدة للغاية أو محبطة للغاية. وفي حين أن الاختلافات يمكن أن تثري العمل الجماعي، فأنها يمكن أن تؤدي أيضا إلى توترات بين أعضاء الفريق. وإذا لم توجه الخلافات عبر أساليب للاتصال بصورة بناءة وباحترام، فإنها قد تؤدي إلى منازعات وقد تحول أي عمل جماعي إلى جهود مضنية.
أما الإدلاء بتعليقات بناءةٍ، فهو مهارةٌ يمكن تعلمها. وينبغي ألا يقصد بالتعليقات ازدراء الطرف الآخر، بل ينبغي أن تشجعه على التطور واتباع أساليب لتصحيح الوضع. ومن ثم فإن ما يلي قد يكون مفيدا:
1- التفكر
اسألوا نفسكم: ما هو سبب إدلائكم بتعليقاتكم؟ ما هي دوافعكم؟ هل تناسب تعليقاتكم الوضع القائم وهل سيساعد الإدلاء بها على تغيير سلوك معين؟ هل تعبرون عن انتقاداتكم بدافع المنافسة أو الإحباط العابر؟ إذا كان الأمر كذلك، أعيدوا النظر في الأمر: هل هناك حقا ما يدعو إلى تناوله؟
2- الاتفاق على موعد محدد
ابحثوا عن فترة مناسبة من حيث توقيتها، يمكن فيها تفادي صرف نظرائكم عن متطلبات العمل اليومية، وتكون خلالها لهم قابلية الاستماع للتعليقات. اسألوا الشخص الآخر إذا كان من الممكن أن تجروا معه محادثة سرية للإدلاء له ببعض التعليقات. وإذا كان ذلك مناسبا، غادروا مكان العمل واعقدوا لقاءكم في مكان أكثر هدوءا.
3- الوصف والشرح
أبلغوا الشخص بما لاحظتموه. وقدموا وصفا لسلوك أو فعل ما في إطار حالة ملموسة. واحرصوا على الدقة والصراحة مع الصدق والاحترام. ولا تذكروا أي افتراضات بشأن نوايا الشخص الآخر أو شيمه.
واشرحوا الأثر المباشر الذي أحدثه سلوك الشخص الآخر أو فعلُه عليكم أو على عمل فريقكم. وتوخوا التحديد وأعربوا عن أفكاركم ومشاعركم. وتحدثوا بصيغة المتكلم، مستخدمين الضمير ”أنا“، لا بصيغة المخاطَب، مستخدمين الضمير ”أنتَ/أنتِ“، فذلك سيحول دون تطور الحديث إلى مجادلة ملؤها الاتهامات المتبادلة.
4- تمهلوا
امنحوا الشخص الآخر مهلة للتفكير في كلامكم وطرح الأسئلة وتقديم الشروح. واستعدوا بنفسكم كذلك لتلقي التعليقات. وستكون النتيجة المثالية هي أن ينشأ عن مبادرتكم حوار للتعلم والتفاهم المتبادلين.
5- اعملوا على إشراك الغير
بدلا من اقتراح الحل الذي تفضلونه، حاولوا إشراك الطرف الآخر في البحث معا عن وسائل يقبلها الجانبان من أجل تحسين الوضع. ولا تتوقعوا أن الحديث سيغير ذلك الشخص، ولكن يمكنكم استخدامه لبدء مناقشة مستمرة ولتحديد نمط علاقة عمل بناءة وموجهة نحو المستقبل.