رسالة الأمين العام إلى الحلقة الدراسية الإقليمية لمنطقة البحر الكاريبي بشأن إنهاء الاستعمار والاحتفال بأسبوع التضامن مع شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، ألقتها السيدة فريدا ماكاي، رئيسة وحدة إنهاء الاستعمار، إدارة الشؤون السياسية

 

في هذا الأسبوع المكرس للتضامن مع شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، يسعدني كثيرا أن أبعث بتحياتي إلى جميع الذين اجتمعوا في غرينادا لحضور الحلقة الدراسية الإقليمية لمنطقة البحر الكاريبي بشأن إنهاء الاستعمار، وهي أول رسالة لي أوجهها إلى اجتماع تعقده لجنة الأربعة والعشرين الخاصة. وأود أن أعرب عن تقديري لحكومة غرينادا وشعبها على كرم ضيافتهما لاستضافة هذا التجمع.
لطالما كان هدف تحقيق الحكم الذاتي لشعوب العالم أحد الأهداف الأساسية للأمم المتحدة منذ إنشائها. فتحت رعاية المنظمة، استفاد ما يقرب من 750 مليون شخص من ممارسة الحق في تقرير المصير، لذلك يمكن حقا اعتبار إنهاء الاستعمار قصة نجاح للأمم المتحدة.
واليوم، هناك 16 من الأقاليم غير متمتعة بالحكم الذاتي لا تزال مدرجة في جدول أعمال الأمم المتحدة. لذلك، تنظم اللجنة الخاصة، بوصفها جهازا مكلفا بتيسير إنهاء الاستعمار، حلقات دراسية من هذا القبيل لتوفير منبر للمليوني شخص الذين يعيشون في هذه الأقاليم للإعراب عن آرائهم بشأن المشاكل الفريدة التي يواجهونها، وتعزيز الاتصال المباشر فيما بين اللجنة الخاصة وممثلي الأقاليم والدول القائمة بالإدارة. وكما نعلم جميعا، فإن التعاون بين الدول القائمة بالإدارة والأقاليم والأمم المتحدة ضروري لإحراز تقدم في الاضطلاع بولاية اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار.
وفي وقت لاحق من هذا العام، وفي إجراء هام لتقرير المصير، ستجري توكيلاو استفتاء ثانيا بشأن خيار الحكم الذاتي في ارتباط حر مع نيوزيلندا. ويشكل الطريق الذي يسلكه هذا الإقليم الصغير بالمحيط الهادئ، بالتعاون الوثيق مع الدولة القائمة بالإدارة، مثالا على ما يمكن تحقيقه عندما تتوفر الإرادة السياسية البناءة. والتعاون الوثيق الذي أبداه الطرفان إزاء اللجنة يبرز بوصفه سلوكا مثاليا.
وهناك أقاليم أخرى، ولا سيما في منطقة البحر الكاريبي، أحرزت هي الأخرى تقدما كبيرا في تنميتها الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقطعت شوطا طويلا نحو تحقيق الحكم الذاتي. وإني أحثكم جميعا على مواصلة العمل معا للتوصل إلى الشكل والتوقيت المناسبين لإكمال عملية إنهاء الاستعمار في كل إقليم.
وأتمنى لكم حلقة دراسية مثمرة وناجحة.