برنامج التوعية المعني بالإبادة الجماعية ضد
التوتسي لعام 1994 في رواندا والأمم المتحدة

Portrait of Secretary-General António Guterres
في هذه الذكرى المهيبة، دعونا نتعهد بأن نقف صفا واحدا ضدلنجدد الالتزام ونحن نحيي ذكرى هذه المناسبة الأليمة بأن نبقى متيقظين وأن نتكاتف من أجل إقامة عالم ينعم فيه الناس كافة بالكرامة والعدل، إكراما لجميع من قضوا في الإبادة الجماعية في رواندا وجميع من نجوا من أهوالها.

في هذا اليوم نتذكر بمشاعر الحزن والألم المجزرة التي قضى فيها مليون طفل وامرأة ورجل في الإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994 ضد التوتسي في رواندا.

ولم تكن هذه الصفحة المروّعة من تاريخ البشرية عملا عفويا أهوج من أعمال العنف الرهيب. بل كانت تلك الأعمال مقصودة ومتعمدة ومزمَعة، اتُّخِذ فيها خطاب الكراهية وسيلة عمقت شروخ الانقسام وبثت الأكاذيب وامتهنت الكرامة البشرية. وقد كانت الأغلبية الساحقة من الضحايا من أفراد التوتسي، ولكن كان من بين الضحايا أيضا أفراد من الهوتو وغيرهم ممن عارضوا أعمال الإبادة الجماعية.

ويجب علينا ونحن نستحضر العوامل التي أفضت إلى تلك الجرائم أن نفكر أيضا في مظاهر الشبه بينها وبين سمات عصرنا الحالي.

فالعصر الذي نعيش فيه هو عصر انقسام، أخَذَ يتصاعد فيه الخطاب الذي يروج لثنائية ”نحن“ مقابل ”هُمْ“ ويُحدث الاستقطاب داخل المجتمعات. وأصبحت التكنولوجيات الرقمية تتخذ وسيلة لتأجيج مشاعر الكراهية وإثارة نعرة الانقسام وترويج الأكاذيب.

ويجب علينا أن نأخذ العبرة من واقعة الإبادة الجماعية الرهيبة في رواندا، وأن نعمل على وقف مدّ خطاب الكراهية والحيلولة دون أن يتحول الانقسام والسخط إلى عنف، والتشبث بحقوق الإنسان، وضمان المساءلة. [… النص الكامل للرسالة]