في هذه الذكرى المهيبة، دعونا نتعهد بأن نقف صفا واحدا ضد جميع أشكال الكراهية والتمييز.
احتفالية عام 2024 لإحياء الذكرى السنوية الثلاثين
رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994 ضد التوتسي في رواندا
في مثل هذا اليوم من عام 1994، وطيلة نحو من مائة يوم بعد ذلك، قُتل مليون من الأطفال والنساء والرجال من التوتسي على أيدي إخوانهم الروانديين.
فقد انقلبت العائلات بعضها ضد بعض، وصار الأصدقاء أعداء، ونزل على أمة بأكملها جو قاتم من العنف العمدي الوحشي.
ونحن لن ننسى أبدا ضحايا هذه الإبادة الجماعية. ولن ننسى أبدا صمود أولئك الذين بقوا على قيد الحياة ورباطة جأشهم، والذين لا تزال شجاعتهم واستعدادهم للتسامح بمثابة جذوة من النور والأمل في خضم هذا الفصل المظلم من تاريخ البشرية.
هذا العام، نذكّر أنفسنا بالجذر المتعفن الذي منه تخرج الإبادة الجماعية: الكراهية.
فهذه المذبحة الرعناء التي راح ضحيتها مليون من التوتسي - ومعهم بعض من الهوتو ومن غيرهم ممن عارضوا الإبادة الجماعية - يمكن ربطها بعلاقة سببية مباشرة بعقود سابقة من خطاب الكراهية الذي ألهبته التوترات العرقية وظلال الاستعمار التي لم تنجل.
وقد صارت اليوم أحلك النوازع البشرية تتحرك في كل ركن من أركان العالم، بعد أن أيقظتها مرة أخرى أصوات التطرف والانقسام والكراهية.
وهؤلاء الذين يسعون إلى تقسيمنا، يجب أن نوجه لهم على سبيل الاستعجال رسالة واضحة لا لبس فيها: أبدا لن يتكرر ما حدث.
في هذه الذكرى المهيبة، دعونا نتعهد بأن نقف صفا واحدا ضد جميع أشكال الكراهية والتمييز.
ولنحرص على أن الأعمال التي اندلعت في 7 نيسان/أبريل 1994 لن تُنسى البتة، ولن تتكرر أبدا، في أي مكان.

