التهديدات الجديدة والناشئة

يعد التطور السريع للتكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي، والتزايد المستمر في عدد مستخدمي الإنترنت، والتقدم في التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو، والتطور الكبير  في استكشاف الفضاء، من أعظم إنجازات العالم في العقود الأخيرة. كما ساهم التقدم التكنولوجي بشكل كبير في جهود السلام والأمن. وتساعد صور الأقمار الصناعية الآن على مراقبة وقف إطلاق النار والمناطق العازلة. وتسهل منصات التواصل الحوار لمنع تصاعد الأعمال العدائية.

ومع ذلك، فإن  التكنولوجيات الجديدة والناشئة تنطوي أيضاً تنطوي أيضاً على مخاطر إذا تم استخدامها بشكل غير مسؤول وغير أخلاقي. على سبيل المثال، أصبحت الهجمات السيبرانية  أكثر انتشارًا، كما تقوم المزيد من البلدان بنشر الذكاء الاصطناعي لتطوير أسلحة ذاتية التشغيل. وتشكل عسكرة الفضاء الخارجي  تحدياً متزايداً.

إن هذه المخاوف وغيرها تغير مشهد السلام والأمن. فهي تزيد من التهديدات القائمة، مثل الجريمة المنظمة والإرهاب. كما يؤدي تزايد انعدام الأمن المرتبط بتغير المناخ والتدهور البيئي إلى تفاقم النزاعات، مما يؤثر على المجتمعات الضعيفة التي تواجه أصلاً الانقسامات والعنف والنزوح.

ومع ظهور تهديدات جديدة، تعمل الأمم المتحدة والدول  الأعضاء فيها باستمرار على تطوير وسائل لحماية الأفراد . وقد شمل ذلك التفاوض على قواعد ومعايير دولية بشأن الأمن السيبراني، واعتماد تدابير لمكافحة الإرهاب. وتعمل الجهود الجارية  على تعزيز الاتفاق بشأن الاستخدام الآمن للفضاء الخارجي وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ.

وكما هو الحال مع التهديدات والنزاعات التقليدية، فإن الاستجابة للتهديدات والنزاعات الجديدة والناشئة تتطلب عملاً جماعياً. وتتعاون الأمم المتحدة بنشاط مع الحكومات وشركات التكنولوجيا وخبراء الصناعة والأوساط العلمية والعديد من الجهات الأخرى - لبناء في نهاية المطاف آلية أمن جماعي أقوى تكون قادرة على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.