أفغانستان، تلميذات في مدرسة في مزار الشريف بمقاطعة بلخ.
أفغانستان، تلميذات في مدرسة في مزار الشريف بمقاطعة بلخ.
Photo:© UNICEF/Mark Naftalin

عندما تُسكت بنادق الصراعات المسلحة الحق في التعليم

تشدد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة على أهمية التعليم كحق أساسي من حقوق الإنسان. فالتعليم لا يعني استمرارية التعلم فحسب، بل انه يوفر أيضًا إحساسًا بالحياة الطبيعية والمفتاح لمستقبل أفضل للأطفال والشباب العالقين في حالات الطوارئ.

فالمعرفة والمهارات والدعم المكتسب من خلال التعليم تساهم في نجاة الأجيال من الأزمات خصوصا الفئات الضعيفة بما في ذلك الفتيات والمهاجرين واللاجئين والأشخاص ذوي الإعاقة، فضلا عن تحقيق مستقبل مستدام..

يجب أن تكون أماكن التعليم ملاذاً آمناً للأطفال والطلبة والعاملين في التعليم. ولكن في كثير من الأحيان، يصبح الأطفال وأماكن تعليمهم إما أهدافًا مباشرة أو عرضة لأذى الصراع نفسه.

 وتؤدي الهجمات على التعليم إلى تداعيات جسدية ونفسية خطيرة وطويلة الأمد على الطلاب والمعلمين، منها تعليق التدريس والتعلم، وزيادة كبيرة في معدلات التسرب، وتمنع الطلاب من الحصول على حقهم في التعليم الجيد.

غياب الإجماع الدولي بشأن حماية الطفل

"إنه لأمر مقلق للغاية عندما تصبح المدارس أهدافا أو يتم استخدامها عسكريا باستمرار من قبل الأطراف المتحاربة، فغالبا ما يُترجم تجاهل حماية البنى التحتية المدنية كالمدارس والمستشفيات إلى عدم التمييز بين المدنيين والعسكريين"،  هذا ما اوضحته الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، فيرجينيا غامبا.

وشددت غامبا على أهمية اتخاذ إجراءات جريئة وحازمة، كوجود الإجماع الدولي بشأن حماية الأطفال، وحشد القوى والجهود على نطاق واسع خلف الصكوك التي تم الاتفاق عليها بالفعل، واحترام القانون الدول، وذلك، لأن السلام والحل السلمي للنزاعات يظل السبيل المستدام والوحيد للحد من الانتهاكات ضد الأطفال ومنعها.

إعادة تأهيل مدارس غزة

 

لقد تضرر ما مجموعه 141 مدرسة خلال تصعيد أيار/مايو عام 2021 في قطاع غزة. وبينما تعمل اليونيسف على إعادة تأهيل المدارس، تبقى حماية الخدمات التي يعتمد عليها الأطفال ضرورة ملحة.

معلومات أساسية

اُعلن هذا اليوم بموجب قرار الجمعية العامة 275/74 الذي اُعتمد بالاجماع، ودعت فيه الجمعية العامة إلى اليونسكو واليونيسف إلى إذكاء الوعي بشأن المحنة التي يمر بها ملايين الأطفال القاطنين في البلدان المتضررة بالنزاعات. وقد قدّمت دولة قطر مشروع قرار اعتماد هذا اليوم الدولي بالرعاية المشتركة مع 62 دولة أخرى.

ويؤكد قرار الجمعية العامة أن الحكومات تتحمل المسؤولية الأساسية لتوفير الحماية وضمان التعليم الجيد المنصف والشامل لكل المتعلمين وعلى جميع المستويات، وخاصة الذين يمرّون بظروف حرجة. ويشدد كذلك على ضرورة تكثيف الجهود المبذولة في هذا الصدد وزيادة التمويل المخصّص لتعزيز بيئة مدرسية آمنة ومحصّنة في حالات الطوارئ الإنسانية، وذلك من خلال اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدارس والمتعلمين والطواقم التربويّة من الهجمات، والامتناع عن الإجراءات التي تعوق وصول الأطفال إلى التعليم، وتيسير الوصول إلى التعليم في حالات النزاع المسلح.

وستتولّى يونسكو ويونيسف تهيئة الاحتفال السنوي بهذا اليوم الدولي بالتعاون الوثيق مع الشركاء داخل وخارج منظومة الأمم المتحدة. وإذ تعمل هيئات الأمم المتحدة على الخطوط الأمامية في البلدان المتضررة من النزاعات، فإنّها تساعد الدول الأعضاء منذ فترة طويلة في تعزيز قدرتها على توفير فرص التعليم الجيد للجميع في أوقات الأزمات.

حقائق وأرقام

  • ظل الاطفال في عام 2022 يتضررون بشكل غير متناسب من النزاعات المسلحة، وزاد عدد الأطفال الذين تم التحقق من تضررهم من الانتهاكات الجسيمة مقارنة مع عام 2021.
  • سُجلت زيادة بنسبة 112 في المائة في الهجمات التي تعرضت لها المدارس والمستشفيات، لا سيما في وأوكرانيا، وبوركينا فاسو، واسرائيل ودولة فلسطين، وميانمار، ومالي، وأفغانستان، في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير إلى كانون الأول/ديسمبر 2022.
  • تحققت الأمم المتحدة من وقوع 95 هجومًا على المدارس (72) على المدارس المستشفيات (23)، بما في ذلك على أشخاص مشمولين بالحماية ممن لهم صلة بالمدارس و أو المستشفبات،
  • بينما كانت الجماعات المسلحة من غير الدول مسؤولة عن 50 %  من الانتهاكات الجسيمة، كانت القوات الحكومية هي الفاعل الرئيسي في ارتكاب أعمال قتل الأطفال وتشويههم، وشن الهجمات على المدارس والمستشفيات، ومنع وصول المساعدات الإنسانية. 
  •  أٌستخدمت الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان منها غزة والجمهورية العربية السورية وأوكرانيا واليمن، حيث تسببت في وقوع المزيد من الضحايا بين الأطفال وإلحاق الأضرار بالمدارس والمستشفيات.

المصدر: تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الأطفال والصراعات المسلحة

موارد

girl in front of blackboard outdoors

افتُتح إعلان المدارس الآمنة لمصادقة الدول في العاصمة النرويجية، أوسلو، في أيار / مايو 2015. وهو التزام سياسي لتوفير حماية أفضل للطلاب والمعلمين والمدارس والجامعات أثناء النزاعات المسلحة، ولدعم مواصلة التعليم أثناء الحرب، ولوضع إجراءات ملموسة لردع الاستخدام العسكري للمدارس. وتتعهد البلدان التي صادقت على الإعلان باتخاذ خطوات تتضمن توفير مساعدة لضحايا الهجمات؛ والتحقيق في مزاعم انتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي وملاحقة مرتكبيها عندما يكون ذلك ملائماً؛ وبذل جهود لمواصلة التعليم بأمان أثناء النزاعات المسلحة ودعم مثل هذه الجهود.

school-aged boys in Syria

تعمل الممثلة الخاص للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح بوصفها المناصر الأممي الرئيس لحماية الأطفال المتضررين من النزاعات المسلحة ورفاههم. فالهجمات على المدارس هي واحدة من "الانتهاكات الجسيمة الست" التي تتطلب إدراج الحكومات أو الجماعات المسلحة في التقرير السنوي الذي يقدمه الأمين العام المقدم إلى مجلس الأمن بشأن الأطفال والنزاع المسلح. والانتهاكات الأخرى هي: قتل الأطفال أو تشوييهم؛ أوتجنيدهم واستخدامهم في القتال؛ أوممارسة العنف الجنسي معهم؛ أو اختطافهم ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم.

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.