اللوحة الجدارية "جبابرة" التي رسمها لومين مارتن وينتر، معلقة في مبنى الجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة.
Photo:©الأمم المتحدة/R Grunbaum

الفلسفة هي دراسة طبيعة الواقع والوجود، ودراسة ما يمكن معرفته والسلوك السوي من السلوك الخاطئ. ومفردة فلسفة مصدرها الإغريقية وتعني ’’حب الحكمة‘‘. وهي بالتالي، واحدة من أهم مجالات الفكر الإنساني في تطلعه للوصول إلى معنى الحياة.

واعتمدت يونسكو في 2002 اليوم العالمي للفلسفة على أمل تحقيق الغايات التالية:

  • تجديد الالتزام الوطني ودون الإقليمي والإقليمي والعالمي بدعم الفلسفة؛
  • تشجيع التحليلات والبحوث والدراسات الفلسفية لأهم القضايا المعاصرة من أجل الاستجابة على خير وجه للتحديات المطروحة اليوم على البشرية؛
  • توعية الرأي العام بأهمية الفلسفة وبأهمية استخدامها استخدامها نقديا لدى معالجة الخيارات التي تطرحها آثار العولمة أو دخول عصر الحداثة على العديد من المجتمعات؛
  • الوقوف على حالة تعليم الفلسفة في العالم، مع التركيز بوجه خاص على عدم تكافؤ فرص الانتفاع بهذا التعليم؛
  • التأكيد على أهمية تعميم تعليم الفلسفة في صفوف الأجيال المقبلة.

احتفالية عام 2021

يفتح اليوم العالمي للفلسفة في عام 2021 النقاش بشأن التفاعلات المختلفة للبشر مع بيئاتهم الاجتماعية والثقافية والجغرافية والسياسية، بهدف أساسي هو فهم أفضل لمساهمة الفلسفة في مجتمعاتنا المعاصرة والتحديات التي تواجهها، وبخاصة الجائحة. والوباء بوجه الخصوص . والفلسفة، وحتى الفلسفة متعددة الثقافات، تهتم بالسياق، وبالتالي فهي في جوهرها معنية بتحول المجتمع.

معلومات أساسية

في عام 2005 أعلن المؤتمر العام لليونسكو بأن اليوم العالمي للفلسفة سيتم الاحتفال به يوم الخميس الثالث من شهر نوفمبر.

استحدث المؤتمر العام لليونسكو اليوم العالمي للفلسفة في عام 2005 بهدف تعزيز ثقافة دولية بشأن النقاش الفلسفي مع الاحترام للتنوع ولكرامة الإنسان، وتشجع التبادل الأكاديمي وعلى تسليط الضوء على مساهمة المعرفة الفلسفية في معالجة القضايا العالمية.

أهمية يوم الفلسفة

كثير من المفكرين يعتقدون أن "الدهشة" تشكل أصل الفلسفة. والواقع أن الفلسفة تنبع من الميل البشري الطبيعي إلى أن يكون البشر مندهشين بأنفسهم والعالم من حولهم.

ان هذا المجال، الذي يعد نفسه نوعاً من "الحكمة"، يعلمنا التفكير في عملية التفكير ذاتها، عبر الاستمرار بالتساؤل عن ما يعتقد أنه حقائق راسخة، للتحقق من الفرضيات والتوصل إلى استنتاجات.

وعبر قرون، وضعت الفلسفة – في كل الثقافات - تصورات وأفكار وتحليلات، ومن خلالها، وضعت أساساً للفكر النقدي المستقل والخلاق.

أتاح يوم اليونسكو للفلسفة لهذه المؤسسة الاحتفال، على وجه الخصوص، بأهمية التفكير الفلسفي، وتشجيع الناس في جميع أنحاء العالم على تبادل التراث الفلسفي مع بعضهم البعض.

وبالنسبة لليونسكو، فأن الفلسفة توفر الأسس المفاهيمية للمبادئ والقيم التي يقوم عليها سلام العالم: الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة.

تساعد الفلسفة على توطيد هذه المفاهيم الأساسية للتعايش السلمي.

أكثر من سبعين بلداً، منها خمسة وعشرين في افريقيا، احتفلت بأول مناسبتين لأيام الفلسفة والتي منحت كل فرد، بغض النظر عن ثقافته، فرصة للتفكير في مسائل مختلفة مثل: "من نحن كأفراد وكمجتمع عالمي؟" إن الأمر متروك لنا للتفكير في حالة العالم، وتحديد ما إذا كانت تتطابق مع مصالحنا في العدالة والمساواة. والأمر متروك لنا أيضا لأن نسأل أنفسنا ما إذا كان مجتمعنا يعيش وفقا للمعايير الأخلاقية والأدبية كما وردت في المواثيق الكبرى.

لقد أتاح يوم الفلسفة لنا الفرصة لنطرح على أنفسنا الأسئلة التي غالبا ما تكون منسية: "ما هو الشيء الدي أهملنا التفكير به؟" "وما هي الحقائق المشينة التي اعتدنا عليها؟"

drawings of symbols and images of ancient Greece

تطرح الفلسفة — التي هي جزء من العلوم الإنسانية — أسئلة عن كل أبعاد الحياة البشرية. وما فتئت يونسكو مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالفلسفة، حيث عرفتها في إحدى إصداراتها بأنها "مدرسة الحرية". ومن خلال الأسئلة النقدية، تعطي الفلسفة معنى للحياة والعمل في السياق الدولي. فالصلة بين الفلسفة ويونسكو تنبع من الاستفسار عن احتمالات إحلال السلام والأمن على المدى الطويل في العالم والظروف اللازمة لذلك.

 

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.