عاملة في مجال الرعاية الطبية
يقل كسب النساء في قطاع الصحة والرعاية في المتوسط بنسبة 24% من نظرائهن من الرجال، ويواجهن فجوة أكبر في الأجور بين الجنسين مقارنة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى.
Photo:©منظمة العمل الدولية

اقتصاد الرعاية

تُعدّ أعمال الرعاية، سواء كانت مدفوعة الأجر أو غير مدفوعة، أساسية لمستقبل العمل اللائق. فالنمو السكاني، وشيخوخة المجتمعات، وتغيّر بنية الأسر، والمكانة الثانوية للنساء في أسواق العمل، ونقص السياسات الاجتماعية، جميعها عوامل تستدعي تحركاً عاجلاً من الحكومات وأصحاب العمل والنقابات والمواطنين لتنظيم أعمال الرعاية. وإذا لم تُعالج هذه التحديات معالجة كافية، فإن النقص الحالي في خدمات الرعاية وجودتها سيؤدي إلى أزمة عالمية حادة وغير مستدامة في مجال الرعاية، وسيزيد من تفاقم أوجه عدم المساواة بين الجنسين في العمل.

تشمل أعمال الرعاية نشاطين متداخلين: أعمال الرعاية المباشرة، الشخصية والعلاقية، مثل إطعام طفل أو تمريض شريك مريض؛ وأعمال الرعاية غير المباشرة، مثل الطبخ والتنظيف. وتشير الرعاية غير المدفوعة إلى الرعاية التي يقدمها أشخاص من دون مقابل مالي، وتُعد شكلاً من أشكال العمل وبالتالي جزءاً جوهرياً من عالم العمل. أما الرعاية المدفوعة الأجر فتُقدَّم لقاء أجر من قِبل العاملين في مجال الرعاية، وتشمل طيفاً واسعاً من العاملين في الخدمات الشخصية مثل الممرضين والمعلمين والأطباء ومقدمي الرعاية الشخصية. ويُعد العاملون المنزليون، الذين يقدمون الرعاية المباشرة وغير المباشرة في المنازل، جزءاً لا يتجزأ من القوى العاملة في هذا القطاع.

يشهد اقتصاد الرعاية نمواً متزايداً مع تزايد الطلب على رعاية الأطفال وكبار السن في جميع المناطق، ومن المتوقع أن يخلق عدداً كبيراً من فرص العمل في السنوات المقبلة. غير أن أعمال الرعاية في مختلف أنحاء العالم ما زالت تتسم بانعدام المزايا والحماية، وانخفاض الأجور أو غياب التعويضات، والتعرض لمخاطر بدنية ونفسية، وأحياناً جنسية. ومن الواضح أن العالم بحاجة إلى حلول جديدة على صعيدين: طبيعة سياسات وخدمات الرعاية وتوفيرها، وشروط وأوضاع العمل في هذا القطاع.

ومع توقع تزايد الطلب العالمي على العمالة المنزلية، تكثّف منظمة العمل الدولية جهودها لضمان حصول العاملين في هذا المجال على عمل لائق.

رسم توضيحي

الرعاية والدعم للجميع: إعمال حقوق الإنسان لكل من يقدم الرعاية والدعم أو يتلقاهما

يهدف احتفال هذا العام إلى تعزيز التقدم والزخم في الخطابات والعمل على الصعيدين العالمي والإقليمي. وستسلط الحملة الضوء على: المناقشات العالمية الرئيسة حول الرعاية والدعم التي تُعقد في عام 2025 في جنيف ونيويورك ومناطق أخرى؛ ورؤى مختلف أصحاب المصلحة، بمن فيهم أصحاب الحقوق وأرباب العمل والعمال، سواء ممن يقدمون الرعاية والدعم أو ممن يحتاجون إليهما، بشأن ما أُحرز وما بقي من ثغرات في عام 2025 للمضي قدماً نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وضمان عدم ترك أحد خلف الركب في التنمية المستدامة؛ فضلاً عن التقدم الكبير الذي أحرزته الدول الأعضاء في مناطق مختلفة لإحداث تحوّل في نُظم الرعاية والدعم.

اليوم الدولي للرعاية والدعم

إدراكاً للحاجة إلى الاستثمار في اقتصاد الرعاية وإنشاء نُظم رعاية ودعم قوية وقادرة على الصمود ومراعية للفوارق بين الجنسين، وشاملة لذوي الإعاقة، ومراعية للعمر، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، من أجل الاعتراف بعمل الرعاية غير المدفوع وتقليصه وتقديره وإعادة توزيعه، قررت الجمعية العامة إعلان يوم 29 تشرين الأول/أكتوبر يوماً دولياً للرعاية والدعم.

كما شددت الجمعية على ضرورة الاعتراف بعمل الرعاية المدفوعة الأجر وتقديره، وعلى أن العاملين في هذا المجال من فئة العاملين الأساسيين، وعلى أهمية اعتماد تدابير لمكافحة الصور النمطية الجنسانية المرتبطة بالرعاية والدعم، وكذلك تلك المرتبطة بالعِرق أو الأصل الإثني أو العمر أو حالة الهجرة، للحد من الفصل المهني في قطاع الرعاية، وتيسير الانتقال من العمل غير الرسمي إلى العمل النظامي واللائق، بما في ذلك ما يتعلق بعمل الرعاية والعمل المنزلي المدفوع الأجر، وخلق فرص عمل نوعية في اقتصاد الرعاية، وزيادة المكاسب والتمثيل للعاملين المنزليين، بمن فيهم مقدمو الرعاية. كما أكدت ضرورة إعمال حق النساء في العمل وحقوقهن في أماكن العمل، ولا سيما للواتي يتحملن مسؤوليات الرعاية، بما في ذلك المساواة في الأجر لقاء العمل المتكافئ في القيمة.

ودعت الجمعية العامة جميع الشركاء إلى إحياء اليوم الدولي للرعاية والدعم سنوياً بالأسلوب المناسب، من أجل إذكاء الوعي بأهمية الرعاية والدعم، وبالدور الأساسي الذي يضطلعان به في تحقيق المساواة بين الجنسين واستدامة المجتمعات والاقتصادات، فضلاً عن ضرورة الاستثمار في اقتصاد رعاية شامل وقادر على الصمود، بما في ذلك تطوير نُظم رعاية ودعم قوية ومستدامة.

فعاليات

احتفال الأمم المتحدة باليوم الدولي للرعاية والدعم لعام 2025، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025، جنيف، سويسرا

تنظم المفوضية السامية لحقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية هذه الفعالية لربط الجهود المبذولة على الصعيد العالمي والإقليمي والوطني، ولمناقشتها من وجهات نظر مختلف أصحاب الحقوق، سواء ممن يقدمون الرعاية والدعم أو ممن يحتاجون إليهما.

 

حقائق وأرقام

  • يضم قطاع الرعاية العالمي 249 مليون امرأة و132 مليون رجل.
  • من المتوقع أن يصل عدد متلقي الرعاية بحلول عام 2030 إلى 2.3 مليار شخص، نتيجة لزيادة عدد المسنين بمقدار 0.1 مليار وعدد الأطفال بين 6 و14 عاماً بمقدار 0.1 مليار.
  • تنجز النساء 76.2 في المائة من إجمالي أعمال الرعاية غير المدفوعة، أي ما يعادل 3.2 أضعاف الوقت الذي يقضيه الرجال.

رعاية القائمين بالرعاية

جعل العمل اللائق واقعاً للعاملين المنزليين

موارد

وثائق

منشورات

مواقع إلكترونية

ولا يمكن تحقيق التنمية المستدامة بدون العمل اللائق، والعكس صحيح. ومن ثم، فإن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وخطة العمل اللائق مرتبطتان ببعضهما بعضا ويعزز كل منهما الآخرى.

A woman wearing a hardhat works at a construction site.

يتطلب تحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة تغييرًا تحويليًا بحيث يتم تقاسم الازدهار بشكل منصف، ولقد قطع المجتمع الدولي هذا الالتزام في خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويجب أن تتمتع كل امرأة بحقها في العمل اللائق. وبصفتنا نصيرًا عالميًا لتمكين المرأة، تتساءل هيئة الأمم المتحدة للمرأة: ما الذي نحتاجه لتحقيق ذلك؟

illustration of people with clock, calendar, to-do list and decorations

تٌعد المناسبات الدولية والعالمية فرصًا مواتية لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا ذات الاهتمام، ولحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وللاحتفال بإنجازات الإنسانية ولتعزيزها. واحتُفل ببعض هذه المناسبات الدولية قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة احتضنت تلك المناسبات واعتمدت مزيدا منها بوصفها جميعا أدوات قوية للدعوة.