قبل أيام، وجهت نداء من أجل وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم لتعزيز العمل الدبلوماسي، والمساعدة في تهيئة الظروف لإيصال المساعدات المنقذة للحياة وإحياء الأمل في الأماكن الأكثر تعرضا لوباء كوفيد-19.

كانت هذه دعوة الى اعتراف أساسي شامل: يجب أن تكون هناك معركة واحدة فقط في عالمنا اليوم -  معركتنا المشتركة ضد كوفيد-19.

إننا نعلم أن للوباء عواقب اجتماعية واقتصادية وسياسية عميقة، بما في ذلك ما يتصل بالسلم والأمن   ونرى ابعاده، على سبيل المثال، في تأجيل الانتخابات أو تشديد القيود على التصويت، وكذلك القيود المستمرة على الحركة، والبطالة المتصاعدة وغيرها من العوامل التي يمكن أن تسهم في تصاعد السخط والتوترات السياسية.

بالإضافة إلى ذلك، قد تستفيد الجماعات الإرهابية أو المتطرفة من حالة عدم اليقين الناجم عن انتشار الوباء.

ولهذا، تلقى دعوة وقف إطلاق النار العالمية تلقى صدى في جميع أنحاء العالم. وقد أيد النداء عدد متزايد من الدول الأعضاء، حوالي 70 دولة حتى الآن، وشركاء إقليميين وجهات فاعلة من غير الدول، وشبكات ومنظمات المجتمع المدني وجميع رسل الأمم المتحدة للسلام. كما أضاف الزعماء الدينيون - بمن فيهم البابا فرنسيس - صوتهم الأخلاقي لدعم وقف إطلاق النار العالمي، وكذلك المواطنين من خلال التعبئة الشعبية على الإنترنت.

فقط لذكر مثال واحد، فإن نداء أطلقته على موقع Avaaz قد جمع بالفعل أكثر من مليون داعم. وللجميع، أعرب عن امتناني العميق.

اليوم أصدرت تحديثًا حول تأثير النداء العالمي لوقف إطلاق النار. لقد عبر عدد كبير من أطراف النزاع عن قبولهم للدعوة. وتشمل تفاصيل التحديث هذه، أطراف النزاع في البلدان التالية: الكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى وكولومبيا وليبيا وميانمار والفلبين وجنوب السودان والسودان وسوريا وأوكرانيا واليمن.

ولكن هناك مسافة كبيرة بين التصريحات والأفعال - بين ترجمة الكلمات إلى سلام على الأرض وفي حياة الناس. هناك صعوبات هائلة في التنفيذ حيث أن الصراعات تفاقمت لسنوات، وانعدام الثقة عميق، والعديد من المفسدين والعديد من الشكوك.

نحن نعلم أن أي مكاسب أولية هشة ويمكن عكسها بسهولة. وفي العديد من الحالات الأكثر خطورة، لم نشهد أي توقف في القتال - بل ازدادت حدة الصراعات.

نحن بحاجة إلى جهود دبلوماسية قوية لمواجهة هذه التحديات. لإسكات الأسلحة، يجب أن نرفع أصوات السلام.

نحن بحاجة إلى القيام بكل ما هو ممكن لإيجاد السلام والوحدة التي يحتاجها عالمنا بشدة لمحاربة كوفيد-19. ففي كل هذه المواقف، يتفاعل الممثلون والمبعوثون الخاصون - وفي بعض البلدان، المنسقون المقيمون - بدعم كامل من المقر ومشاركتي الشخصية - مع الجهات الفاعلة في الصراع للمساعدة في تثبيت وقف إطلاق النار على الأرض كشرط مسبق للسلام.

اسمحوا لي أن أعطي أربعة أمثلة على هذا الدفع الدبلوماسي المكثف. 

في اليمن تصاعد النزاع، على الرغم من دعم الحكومة لوقف إطلاق النار من قبل الحكومة وأنصار الله والعديد من الأطراف الأخرى - بما في ذلك قيادة القوات المشتركة. ويعمل مبعوثي الخاص على الاستعدادات لمناقشة إدارة أزمة كوفيد-19 وآلية وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني. وإنني أدعو جميع الحكومات والحركات المعنية ومؤيديها إلى وضع حد لهذا النزاع الكارثي والكابوس الإنساني - والجلوس إلى طاولة المفاوضات.

في سوريا، حيث تم الإبلاغ عن أول حالة وفاة بالفيروس، دعا مبعوثي الخاص إلى وقف إطلاق نار "كامل وفوري" في ارجاء البلاد للسماح ببذل جهد شامل ضد كوفيد-19. فوقف إطلاق النار في إدلب الذي تم التفاوض عليه من قبل من قبل تركيا والاتحاد الروسي صامد. ولكن من الضروري أن يبدأ سريان وقف إطلاق نار دائم على الصعيد الوطني للسماح بتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع الذين يعانون في العقد الماضي.

وفي ليبيا، رحبت حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي التابع للجنرل خليفة حفتر، بدعوات لوقف القتال. ومع ذلك، تصاعدت الاشتباكات بشكل كبير على جميع الخطوط الأمامية، مما أعاق جهود الاستجابة الفعالة لـ كوفيد-19. وإني أحث كلا الطرفين - وجميع الأطراف الأخرى المشاركة بشكل مباشر وغير مباشر في هذا النزاع - على وقف الأعمال العدائية على الفور للسماح للسلطات بالتصدي بفعالية لتهديد كوفيد-19، وضمان الوصول دون عوائق إلى المساعدة الإنسانية وتحقيق وقف إطلاق النار الذي ناقشوه تحت رعاية الامم المتحدة.

وأخيرًا في أفغانستان، وبينما ازداد القتال، تم الإعلان عن تشكيل فريق من 21 عضوًا، يضم خمس نساء، لإجراء مفاوضات مباشرة مع طالبان. كما أقامت الحكومة وطالبان اتصالات فنية لإطلاق سراح بعض السجناء. وأعتقد أن الوقت قد حان لكي تتوقف الحكومة وطالبان عن الأعمال العدائية مع تغلغل كوفيد -19 في ارجاء البلاد. وأتعهد بدعمي الكامل في كل هذه الظروف الصعبة للغاية، كما هو الحال في دول أخرى.

أناشد نداء خاصًا إلى جميع البلدان التي لها تأثير على الأطراف التي تشن الحرب للقيام بكل ما هو ممكن حتى يصبح وقف إطلاق النار حقيقة. وأدعو جميع من يستطيعون إحداث فرق لإحداث هذا الفرق وحث المقاتلين والضغط عليهم لإلقاء أسلحتهم.

هناك فرصة للسلام، والحاجة ملحة، وعاصفة كوفيد-19 قادمة إلى جميع مسارح الصراع. وقد أظهر الفيروس مدى سرعة انتقاله عبر الحدود وتقويض الحياة. وربما الأسوأ لم يأت بعد.

نحن بحاجة إلى القيام بكل ما هو ممكن للعثور على السلام والوحدة التي يحتاجها عالمنا لمحاربة كوفيد-19. 


وشكرا.

 

نزيل نداء الأمين العام بوقف عالمي لإطلاق النار

وقعوا على عريضة على الإنترنت لدعم نداء الأمين العام لوقف إطلاق النار!