23 آذار/مارس 2022

يحذر أحدث تقريرٍ صادرٍ عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عن التأثير والتكيف والضعف من أن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان يسبب بدوره اضطرابًا خطيرًا وواسع النطاق في الطبيعة ويؤثر على حياة مليارات الأشخاص حول العالم، على الرغم من الجهود المبذولة للحد من المخاطر.

تحدثنا إلى الدكتور كريستوفر تريسوس، المؤلف الرئيسي المنسق للتقرير، بشأن النتائج الرئيسية للتقييم. يدير الدكتور تريسوس مختبر المخاطر المناخية في مبادرة المناخ والتنمية الأفريقية التابعة لجامعة كيب تاون، وهو مسؤولٌ عن الفصل الخاص بأفريقيا في التقرير الجديد.

س: وصف رئيس الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ، الدكتور هوسونغ لي، دورةَ التقييم السادسة، والتي يعد هذا التقرير جزءًا منها، بأنها "الأكثر طموحًا في تاريخ الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ"، ويكمن سبب ذلك ببساطة في أن "المخاطر لم تكن في أي وقتٍ مضى أعلى مما هي عليه الآن". ما هي بعض الفوائد الرئيسية الجاهزة؟ 

دكتور تريسوس: يتسبب تغير المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان في خسائر وأضرار واسعة النطاق للأشخاص والنظم البيئية - مع حدوث ذلك في مناطق في جميع أنحاء العالم. و الأدلة على ذلك أصبحت أقوى بكثير منذ إعداد التقرير الأخير.

يؤكد هذا التقرير حقًا أن الأمر لا يتعلق فقط بخفض الانبعاثات - وهذا أساسٌ مهم، خفض الانبعاثات - ما نؤكده في هذا التقرير هو أنه يتعين علينا أيضًا التكيف وعلينا أن نفعل ما هو أفضل.

التقريرُ واضحٌ جدًا فيما يتعلق بأننا مطالبون باتخاذ إجراءات وليس فقط الإدلاء ببيانات طموحة حول أشياء مثل التكيف، والتمويل، والحوكمة الشاملة للتكيف، وحماية النظم البيئية، [و] تأمين سبل العيش للفئات الأكثر ضعفًا.

وانطلاقًا مما يقوله العلم، فإن أي تأخيرات أخرى في العمل العالمي تخاطر بفقدان نافذةٍ سريعةٍ لتأمين مستقبلٍ آمنٍ وقابلٍ للعيش للناس والطبيعة على هذا الكوكب.

تعرفوا بمزيد الرسائل الرئيسة للتقرير هنا .

 

س: تغير المناخ واسع الانتشار ويؤثر على حياة مليارات البشر حول العالم. هل نحن جميعًا عرضة لتغير المناخ؟ 

دكتور تريسوس: مع تزايد الاحتباس الحراري، تتأثر جميع مناطق العالم سلبًا بالظواهر المناخية المتطرفة. ونعلم من تقييم الفريق العامل الأول أنه من المتوقع أن تزداد الظواهر المناخية المتطرفة على المدى القريب.

إن مخاطر المناخ تتعاقب عبر القطاعات وعبر المناطق. ونظرًا لأن لدينا المزيد من الأحداث المتطرفة النسبية، وبما أن الاقتصاد العالمي أصبح أكثر ترابطًا، فإن تأثيرات المناخ التي تحدث في مكانٍ واحد يمكن أن تنتقل عبر سلاسل النقل والإمداد، على سبيل المثال، لتؤثر على أجزاء بعيدة جدًا من العالم.

أود أن أقول لمن قد لا يعتقد أنه يجلس في مكانٍ قابل للتأثر، أقول له إن التأثر أمرٌ نسبي. لذلك فالأمر ليس كما لو أن قابلية التأثر ضعيفة. ربما تكون أقل قابليةً للتأثر من شخصٍ يجلس في منطقةٍ ناميةٍ استوائية، لكن هذا لا يعني أن قابلية تأثرك ضعيفة، بل يعني أنك أقل عرضةً للخطر. أنت لست محصنًا من مخاطر المناخ على الإطلاق.

يمكن الرجوع إلى أطلس التقرير العالمي والإقليمي هناللاطلاع على التأثر والمخاطر حول العالم. 

س: لقد حذر التقرير من أن الأحداث المناخية مثل موجات الحر والجفاف والفيضانات تتجاوز بالفعل عتبات التسامح. كيف يؤثر ذلك على قدرة الناس على التكيف؟

دكتور تريسوس: في العديد من النُظُم البيئية على وجه الخصوص، بدأ الوصول إلى حدود القدرة على التكيف. لذلك، وعلى الرغم من جهود التكيف التي تحدث، ما زلنا نشهد خسائر وأضرارًا. فبتجاوز 1.5 درجة مئوية [من الاحترار] سيتم الوصول إلى المزيد منحدود القدرة على التكيف لدى المزيد من النُظُم البيئية والمزيد من الأماكن على هذا الكوكب، وهذا أمرٌ مقلقٌ للغاية.

تعرفوا بمزيد عن التأثير والمخاطر على المستوطنات البشرية هنا .

 

س: يقول التقرير إن التقدم في القدرة على التكيف غير متوازن. هناك فجوات متزايدة بين المخاطر الحالية وتمويل القدرة على التكيف. ما مدى اتساع هذه الفجوة، وخاصةً في الدول الأفريقية؟ 

دكتور تريسوس: يتمثل أحد التحديات التي يقف عليها هذا التقرير في زيادة تمويل القطاع الخاص للقدرة على التكيف. يبين التقرير أن الجزء الأكبر من التكيف المالي جاء من مصادر عامة. وهناك فجوة معرفية حقيقية حول تمويل القطاع الخاص للتكيف، ولكن حيثما تم التتبع، لا يوجد الكثير من التمويل للتكيف. وهذه فرصةٌ كبيرة إذا أردنا تقليل مخاطر تغير المناخ في المستقبل.    

في سياق إفريقيا، نحن على ثقةٍ تامة من أن التمويل الحالي المخصص للتكيف أقل حتى من أقل تقديرات تكلفة التكيف التي قمنا بتقييمها في هذا التقرير.

يمكن العثور على مزيدٍ من المعلومات حول أفريقيا هنا .

 

س: تساهم إفريقيا بما نسبته 2 إلى 3 بالمائة من الانبعاثات العالمية، لكن تغير المناخ يهدد بتعريض ما يصل إلى 118 مليون من أفقر الأفارقة للجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة بحلول عام 2030. هل يمكنك شرح النتائج المتعلقة بالتأثير والمخاطر في إفريقيا؟

دكتور تريسوس: تباطأ النمو الزراعي على مستوى العالم بسبب تغير المناخ وكانت إفريقيا الأكثر تضررًا - [مع] انخفاض بنسبة 34 في المئة في نمو الإنتاج الزراعي. وبتجاوز 2 درجة مئوية [من الاحترار]، هناك زيادة سريعة في الأضرار التي لحقت بالزراعة الأفريقية حتى مع جهود التكيف. لذا توجد أشياء مثل الأنواع الجينية الجديدة من الذرة، والقدرة على التكيف من خلال الري في ظروف تجاوزِ درجتين مئويتين - هناك نتائج لهذا التقرير، مع بعض الثقة الشديدة، بأن تلك التكيفات في أفريقيا لن تكون كافية.

من المتوقع أن تواجه العديد من الدول الأفريقية مخاطر متداخلة، حيث ستقلل من إنتاج المواد الغذائية من المحاصيل، فضلاً عن انخفاض إنتاج مصايد الأسماك، بالإضافة إلى زيادة الوفيات المرتبطة بالحرارة، والانخفاض في إنتاجية العمالة المرتبط بالحرارة، والفيضانات الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر. هذه هي الحال خاصةً في غرب أفريقيا.

من المتوقع أن يؤدي الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية إلى الحد بشكلٍ كبير من الأضرار التي تلحق بالاقتصادات الأفريقية، والصحة والنُظُم البيئية.

يمكن العثور على التقرير الكامل هنا .