في وقت سابق من هذا العام، استضفت فعالية تسمى (plogging).
لا، ليس الانسداد (clogging) أو كتابة المدونات (blogging) هو المقصود، ولكن أعني كلمة (plogging) -- وهي تعني جمع القمامة أثناء الركض. إنه شيء أقوم به بشكل غير مخطط له في كثير من الأحيان. أغلفة حلوى الهالوين وأكواب بلاستيكية مع بقايا مشروب الفرابتشينو المثلجة لا تزال بداخلها والصحف. الكثير من الصحف الأسبوعية، جميعها ملفوفة بالبلاستيك.
أثناء الركض، غالباً ما تنجذب عيني إلى الأغلفة الحمراء الزاهية حول الصحف المنتشرة في كل مكان. لقد راودتني أحلام اليقظة حول تنظيم فعالية للركض وجمع القمامة هنا ولكنني تساءلت، هل سينضم إليّ أي شخص؟ وهل لهذا الأمر أية أهمية؟ وإذا كانت مهمتي هي أن أعيش حياة أتبع فيها قلبي بينما أفعل ما بوسعي لأترك العالم مكاناً أفضل مما وجدته، فمن المؤكد أنه لا يهم إذا لم يظهر أي شخص آخر للانضمام لهذه الفعالية.
فكرت كيف يمكنني، لوجستياً، نقل جميع الصحف بعيداً. في غضون بضع دقائق سيكون ذراعي ممتلئين للغاية. هل يمكنني إحضار حقيبة للركض؟ حتى تلك ستكون ممتلئة بالصحف في أقل من خمس دقائق. هل يمكنني أن آخذ عربة أطفال، وأصبح تلك المرأة التي تجري وتدفع عربة أطفال لا يشغلها طفل ولكنها مليئة بالقمامة؟ هل كنت مستعدة للقيام بمهمة المساعدة في تنظيف مجتمعي؟ بالتأكيد. هل كنت على استعداد لملء عربة أطفالي بالقمامة المتسربة (كنت قد اختبرت للتو مدى سهولة حدوث ذلك عندما كنت في نيويورك قبل بضعة أسابيع)؟ لا، الأمر ليس كذلك.
تذكرت كلمة رئيسية حضرتها وضمت مؤسسي منظمة 5 Gyres، وهي مجموعة غير ربحية تعمل على اتخاذ إجراءات ضد الأزمة الصحية العالمية الناجمة عن التلوث البلاستيكي. ولقد سألتنا آنا كامينز وماركوس إريكسن، "لمن هذه القمامة على أية حال؟". كان سؤال جيد: إلى من تنتمي القمامة؟ لقد قيل لنا أن نعتقد بأن التخلص الصحيح من القمامة يقع على عاتقنا بعد أن نستهلك شيئاً تنتج عنه نفايات. ونحن نعتقد أن المساءلة الفردية هي السبيل إلى التعامل مع النفايات ولكن هذه ليست الصورة الكاملة. ماذا يحدث للنفايات بمجرد أن تترك أيدينا؟
إذا رمى مراهق كوباً بلاستيكياً من المقهى على الأرض، فهل هذا خطأ الأبوين في عدم تعليمه آداب السلوك الصحيحة للتخلص من النفايات؟ وإذا طار غلاف الحلوى من جيبنا، هل نحن أشخاص بشعين لأننا لم نلاحظه؟ وإذا حصلنا على زجاجة مياه بلاستيكية في مؤتمر ولم تتم إعادة تدويرها، فهل تقع مسؤولية ذلك على عاتقنا؟
تنفق الشركات ملايين الدولارات على "التمويه الأخضر" - التسويق الذي يهدف إلى إقناع الجمهور بأن منتجاتها لها تأثير بيئي ضئيل وتحفيز المحادثات حول البصمات الكربونية الفردية.
ماذا لو تخلصنا من زجاجة الماء هذه بشكل صحيح، ولكن في يوم عاصف، انفتح غطاء حاوية إعادة التدوير وانتهى الأمر بالزجاجة في فناء منزل امرأة مسنة. من الذي تنتمي إليه هذه النفايات الآن؟ بلدية مدينتنا، لالتقاط القمامة؟ أم المرأة المسنة؟ أم يمكن أن تكون الشركة التي صنعته ورعت الفعالية وطلبت أن يحصل كل شخص على زجاجة من زجاجاتها. هل كان بإمكانهم الاستثمار أكثر في بدائل البلاستيك التي لا تضر بكوكبنا؟ بالتأكيد.
وفقاً للتدقيق الأخير الذي أجرته حركة التخلص من البلاستيك (Break Free From Plastic)، فإن شركات كوكا كولا وبيبسيكو ونستلة هي أكبر الملوثين بالبلاستيك في العالم، واحتلت هذه الشركات هذا المركز لخمس سنوات متتالية. وقد جمعت حركة التدقيق وحللت 429,994 قطعة من التلوث البلاستيكي، شملت 14,760 متطوعاً يعملون في 44 بلداً. تم إجراء ما مجموعه 397 عملية تدقيق للعلامات التجارية عبر ست قارات في عام 2022. وقد وجدت الحركة نحو 31,000 من المنتجات التي تحمل العلامة التجارية لكوكا كولا، مما يمثل زيادة بنسبة 63 في المئة عن عام 2021.
تنفق الشركات ملايين الدولارات على "التمويه الأخضر" - التسويق الذي يهدف إلى إقناع الجمهور بأن منتجاتها لها تأثير بيئي ضئيل وتحفيز المحادثات حول البصمات الكربونية الفردية. في رحلة جوية حديثة، تمت ترقية تذكرتي إلى الدرجة الأولى. وتلقيت وجبة فطور كاملة في وعاء خزفي على مفرش طاولة مع أواني معدنية ومنديل من القماش. ولم يكن هناك أي نفايات يمكن التخلص منها أمامي في المشهد. فكرت في كيفية إعطاء كل شخص آخر في المقصورة الرئيسية أكواب بلاستيكية ووجبات خفيفة مغلفة بشكل فردي. ومع ذلك، فإن الغالبية (بما فيهم أنا عادةً!) هُم من يُطلب منهم تقليل بصمتهم الكربونية حتى لو كانت تذكرتهم تخلق جزءاً بسيطاً من انبعاثات مقاعد الدرجة الأولى في حين يتمكن الأثرياء من اتخاذ اختيارات أفضل لأنهم يتم منحهم الفرصة للقيام بذلك. مرة أخرى، ألا ينبغي أن تقع مسؤولية تقديم خيارات أفضل في أعلى السلسلة؟ كان من الأسهل التصرف بطرق أقل ضرراً بالبيئة عندما عُرضت عليّ مواد قابلة لإعادة الاستخدام.

ماذا لو وصلت الزجاجة البلاستيكية إلى سلة المهملات لتسقط كما لو أنه تم إلقاؤها في الوعاء الرئيسي؟
أو إذا كانت الزجاجة قد وجدت طريقها من خلال مرفق إعادة التدوير حيث تم فرزها وتم شحنها إلى بلد على الجانب الآخر من العالم لكي يقوم الآخرون بفرزها. إذن، هل تقع على عاتق أولئك الموجودين في بلد المقصد مسؤولية تنظيف مواد إعادة التدوير الملوثة؟
كنت أفكر في الصحف غير المقروءة التي يتم تجاهلها. ومن هو المسؤول عنها في نهاية المطاف؟
هل يقع على عاتق السكان التقاط الصحف الدعائية التي تمس ممتلكاتهم؟ هل من العدل أن نقوم برحلة إضافية إلى متجر البقالة لإعادة تدوير الغلاف البلاستيكي الذي لا يمكن وضعه في سلة إعادة التدوير الرئيسية عندما لم نكن مشتركين لاستلام تلك الصحف في المقام الأول؟ هل الشخص الذي سلم الأوراق مسؤول لأنه لم يرمِ الصحيفة بدقة إلى الباب الأمامي؟ هل يتقاضون ما يكفي للاهتمام بدقة عملهم؟ وهل ينبغي عليهم أن يكونوا هم الذين يقومون بجمع الصحف التي لا يلتقطها أحد؟
أم هي مسؤولية شركات الصحف؟ إنهم يسلمون هذه الصحف بدون اشتراك، فهل يجب عليهم استعادة أي صحف لا تزال على الأرض بعد أسبوع؟ أم أن الشركة التي تصنع الأكياس البلاستيكية تتحمل المسؤولية؟ وإذا جاءت الصحف في مغلف قابل للتحويل إلى سماد في الفناء الخلفي حتى ولو لم يتم التقاطها فإنها لن تكون ضارة بكوكبنا.
وفي الوقت الذي أرى فيه مئات من هذه الصحف غير المجمعة. أرى طبقات من البلاستيك الدقيق تشق طريقها إلى التربة حيث يلعب أطفالي. العديد من المنازل ليس لديها صحيفة واحدة لكن ما يعادل خمسة أو ستة أو سبعة أو حتى ثمانية أسابيع من الصحف المتراكمة. يوجد المزيد في الشارع وتجد هذه الصحف طريقها باتجاه أقرب مصرف. هل يجب أن يحاول شخص ما منع جميع هذه الصحف من دخول المصرف؟ هل هذه مهمتي؟ لقد لاحظت ذلك. عندما أركض، ألقي بمغلفات الصحف هذه في أقرب فناء، ولكن مرة أخرى، هذا يعيدها إلى الأفراد الذين لم يطلبوا الحصول على هذه الصحف على الإطلاق.
نعيش في الوقت الحالي في عالم نقبل فيه الأشياء كما هي. ونحن نعتقد أننا نتحمل المسؤولية "كأشخاص طيبين" لالتقاط القمامة وتقليل تأثيرنا الفردي على الأرض. يمكنني التقاط القمامة. يمكنني تنظيم فعاليات للركض وجمع القمامة وإلهام الآخرين لفعل الشيء نفسه ولكن حتى نتحدث عن هذا الأمر بما يكفي لإحداث التغيير في القمة، بدءاً من مستوى أولئك الذين يتخذون القرارات لإحداثه، فإن بصمتنا البيئية ستستمر في النمو.
إننا نقوم بنقل المسؤولية إلى الشخص التالي لأننا ننتج المزيد من النفايات، وندخل المزيد من اللدائن البلاستيكية الدقيقة إلى أجسامنا ونواجه ضغوطاً أكبر للحد من أثر النفايات لدينا.
إن الأشخاص الذين يصنعون معظم هذه القمامة، العبوات التي لم نطلبها، هم من نفس الشركات البالغ عددها 100 شركة المسؤولة عن 71 في المئة من الانبعاثات العالمية. عندما نقوم بشراء منتج، نحن ندفع ثمنه وليس مواد التغليف، فلماذا علينا أن نخفض من نفايات التغليف؟ إننا نقوم بنقل المسؤولية إلى الشخص التالي لأننا ننتج المزيد من النفايات، وندخل المزيد من اللدائن البلاستيكية الدقيقة إلى أجسامنا ونواجه ضغوطاً أكبر للحد من أثر النفايات لدينا. سيظل البلاستيك الذي نصنعه اليوم في مكب النفايات عندما يولد أحفاد أحفادنا.
إن العيش من خلال القبول يرفع الأعين عن المسؤولين أو الذين يجب أن يكونوا على الأقل تحت ضغط لإيجاد طريقة أفضل. وبدلاً من ذلك، فإنهم يعيدون الانتباه إلينا. ماذا يتعين علينا أن نفعل؟
يتعين علينا أن نعيد النظر في الطريقة التي نرى بها النفايات. وبدلاً من استخدام طاقتنا الذهنية والبدنية في تعويض النقص لدى الآخرين، فيتعين علينا أن نستخدم هذه اللحظات لعرض أصواتنا وأن نسأل هؤلاء الذين في مواقع المال والسلطة عما يقومون به لإصلاح المشكلة. وليس من خلال العثور على ثغرات ليبدو الأمر وكأنهم يفعلون شيئاً مثل "الحياد الكربوني"، ولكن بدلاً من ذلك يقومون بالعمل لتقليل الضغط على الأفراد.
ويتعين علينا أن نطلب من زعمائنا أن يظهروا الشجاعة من خلال قبول مسؤولياتهم عن تغيّر المناخ أو على الأقل الاستعداد للعمل معاً من أجل التوصل إلى كيفية تحسين الموقف. إن الإنسانية على المحك. وكما تقول نبوءة كري الهندية "لن يتسنى لنا أن ندرك أننا لا نستطيع أن نأكل المال إلا بعد أن يتم قطع الشجرة الأخيرة وصيد أخر سمكة وتسمم آخر جدول مائي". الحقيقة أن الكلمات الأكثر واقعية لم تنطق قط.
لذا، فسواء كنت تقرأ صحيفتك المحلية أو تنظر إلى قمامتك لبضع لحظات في المرة القادمة التي تستعد فيها لرميها، اسأل نفسك السؤال: لمنْ هذه القمامة على أية حال؟
لقد دفعني هذا السؤال إلى التفكير. ربما يفعل نفس الشيء لك.
وقائع الأمم المتحدة ليست سجلاً رسمياً. إنها تتشرف باستضافة كبار مسؤولي الأمم المتحدة وكذلك المساهمين البارزين من خارج منظومة الأمم المتحدة الذين لا تعبر آراءهم بالضرورة عن آراء الأمم المتحدة. وبالمثل، الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في الخرائط أو المقالات، لا تعني بالضرورة موافقة أو قبول من قِبل الأمم المتحدة.