12 شباط/ فبراير 2021

يحتفل اليوم العالمي للإذاعة بمساهمة الإذاعة في مجتمعنا وقدرة الإذاعة على التأثير في الحياة. نحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة لهذا اليوم العالمي. يُحتفل باليوم العالمي للإذاعة في 13 شباط/ فبراير سنوياً، وهو فرصة لزيادة الوعي بأهمية البث الإذاعي ودعم الوصول إلى المعلومات وتحسين التواصل والتعاون الدولي في مجال الاتصالات الراديوية.

الاحتفال هذا العام مهم بشكل خاص نظراً للدور الذي يلعبه مقدمو البرامج الإذاعية في المعركة ضد جائحة كوفيد-19. مع استمرار مكافحة الجائحة، كانت الإذاعة رفيقاً وثيقاً للكثيرين في جميع أنحاء العالم، حيث يقوم المذيعون بتنسيق بث معلومات جديرة بالثقة، ومواجهة المعلومات الخاطئة، وتوفير الترفيه الذي تشتد الحاجة إليه أثناء عمليات الإغلاق. ولعل الأهم من ذلك كله، أن البث الإذاعي مكّن الأطفال والكبار على حد سواء من الوصول إلى التعلّم عن بُعد، وبالتالي مواصلة تعليمهم دون انقطاع.

منذ بداية الجائحة، نما استهلاك وسائل الإعلام بشكل كبير. لاحظ مقدمو البرامج الإذاعية زيادة في وقت الاستماع بالإضافة إلى التوسع في الاستماع بين جمهور الشباب. في حين أن عدداً أقل من الأشخاص يستمعون إلى الإذاعة في سياراتهم أو على الطريق فإن المزيد منهم يتابعون الاستماع من المنزل ومن أجهزتهم المحمولة.

يهدف الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) إلى تحسين الاتصالات والوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، بما في ذلك البث الإذاعي، من خلال التطوير المتناسق لأدوات الاتصالات السلكية واللاسلكية والاتصالات الراديوية. هذه العمليات هي في صميم عمل الاتحاد الدولي للاتصالات. طوال تاريخنا البالغ 156 عاماً، لعب الاتحاد الدولي للاتصالات دوراً حاسماً في النهوض بالإذاعة من خلال إنشاء وتحديث اللوائح والمعايير الدولية بشأن استخدام طيف الترددات الراديوية ومدارات السواتل. الاتحاد الدولي للاتصالات هو راعي المعاهدة العالمية لإدارة الطيف، المعروفة باسم لوائح الراديو للاتحاد الدولي للاتصالات، والتي تسهل الوصول العادل إلى الطيف واستخدامه الرشيد وتعزز العمليات الخالية من التداخل لأنظمة الاتصالات الراديوية. تغطي اللوائح خدمات الراديو الثابتة والمتنقلة، وأنظمة الأقمار الصناعية، والبث الإذاعي والتلفزيوني، والملاحة اللاسلكية، ومراقبة الأرصاد الجوية، وأبحاث الفضاء، واستكشاف الأرض، بالإضافة إلى خدمات راديو الهواة. كما تصف تلك اللوائح كيف يجب أن تعمل المعدات والأنظمة الراديوية لضمان التعايش بكفاءة وفاعلية واستخدام موجات الهواء المزدحمة بشكل متزايد اليوم.

مع احتفالنا باليوم العالمي العاشر للإذاعة، دعونا نلقي نظرة فاحصة على مساهمة الاتحاد الدولي للاتصالات في مجال الإذاعة، مع وضع موضوع "إذاعة متجددة، لعالم متجدد" في الاعتبار.

التطور: أرسل ألكسندر بوبوف واستقبل إشارة لاسلكية عبر مسافة 600 متر في عام 1895. وفي عام 1901، أرسل غوغليلمو ماركوني أول إشارة راديو عبر المحيط الأطلسي. وفي عام 1906، قام أوبري فيسيندين بأول بث صوتي وموسيقى في العالم. تطور البث الإذاعي إلى شكل فريد من أشكال وسائل الإعلام منذ نشأته مع الدور الاجتماعي المهم المتمثل في نشر المعلومات والمواد الترفيهية والتعليمية لجمهور واسع. لأكثر من قرن، كان البث الإذاعي مصدراً موثوقاً للمعلومات في أوقات الأزمات. تكيّف البث الإذاعي أيضاً مع المشهد التكنولوجي سريع التطور، ولا يزال أحد أكثر الوسائط ديناميكية واستجابةً وتفاعلاً. يوفر الاتحاد الدولي للاتصالات منصة يمكن من خلالها لخبراء الاتصالات الراديوية وضع توصيات تمكن البلدان من تشغيل أنظمة البث الإذاعي الخاصة بها بكفاءة. وتشمل هذه التوصيات معايير الإرسال للإذاعة الصوتية الرقمية الأرضية إلى أجهزة الاستقبال المتحركة والمحمولة والثابتة فضلاً عن متطلبات خدمات الوسائط المتعددة المحسنة ونماذج تعريف الصوت.

برج اتصالات. الصورة مقدمة من Republica من منصة Pixabay

الابتكار: تقدم مجموعة متنوعة من تقنيات السواتل المبتكرة حدوداً جديدة لتوسيع نطاق الإذاعة. توفر الاتصالات الساتلية بالفعل اتصالاً ميسور التكلفة للأشخاص في المناطق الريفية والنائية. يجتمع مندوبون من الدول الأعضاء في الاتحاد كل أربع سنوات لحضور اجتماع المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية للتداول والاتفاق على طرق لتوسيع الوصول إلى الطيف الراديوي. تعتبر القرارات المتخذة في المؤتمر أساسية لتمكين البلدان من الاستفادة من تغطية واسعة النطاق والموثوقية والقدرة على الصمود التي توفرها التقنيات الناشئة. شهدت السنوات الأخيرة قيام التقنيات الجديدة لتوسيع نطاق الوصول للخدمات الإذاعية. في حين كان راديو الأمس مجرد جهاز ترانزستور على طاولات مطبخنا، أصبح الراديو في الوقت الحاضر من الكماليات الأساسية في سياراتنا ومضمناً في هواتفنا الذكية.

الاتصال: تتمثل إحدى المهام الأساسية للاتحاد الدولي للاتصالات في ضمان التشغيل الخالي من التداخل لأنظمة الاتصالات الراديوية في جميع أنحاء العالم. في هذه الأوقات الصعبة، يعد البث الإذاعي أحد أكثر الطرق فعالية لتقديم المعلومات المناسبة والعملية في الوقت المناسب للأشخاص المتأثرين بجائحة كوفيد-19. يعد البث مفيداً بشكل خاص في المواقف التي يكون فيها الوصول المادي صعباً وقد يستغرق المستجيبون العاملين في مجال الإغاثة عدة أيام أو أسابيع للوصول إلى المجتمعات المتضررة. يمكن أن تساعد المعلومات والمشورة المناسبة، التي يتم تقديمها بطريقة سهلة الاستخدام، الأشخاص على التعامل مع الأزمة والتخفيف من التهديدات المباشرة لرفاههم. يمكن أن يساعد الاتصال المباشر عبر الإذاعة أيضاً في تقليل الشعور بالعزلة والعجز الذي يعاني منه الأفراد والمجتمعات المتأثرة بالأزمات في كثير من الأحيان.

يعد البث الإذاعي من أكثر وسائل الاتصال التي يسهل الوصول إليها والتي تتمتع بالشمولية لنشر المعلومات. تسمح الأجهزة اللاسلكية منخفضة التكلفة جنباً إلى جنب مع التغطية الواسعة للإشارات الراديوية التي تشمل حوالي 75 في المئة من الأسر المعيشية في جميع أنحاء العالم بالوصول إلى السكان بغض النظر عن مستويات معرفة القراءة والكتابة.

مع تغير العالم والإذاعة، سيستمر الاتحاد الدولي للاتصالات في العمل كمسؤول أساسي عن موجات الأثير العالمية مما يضمن قدرتنا على الاتصال ببعضنا البعض بشكل آمن ومستدام ومبتكر لقرون قادمة.

 

انقر هنا لمشاهدة فيديو رسمي يبرز موضوعات اليوم العالمي للإذاعة لعام 2021.

وقائع الأمم المتحدة ليست سجلاً رسمياً. إنها تتشرف باستضافة كبار مسؤولي الأمم المتحدة وكذلك المساهمين البارزين من خارج منظومة الأمم المتحدة الذين لا تعبر آراءهم بالضرورة عن آراء الأمم المتحدة. وبالمثل، الحدود والأسماء المعروضة والتسميات المستخدمة في الخرائط أو المقالات، لا تعني بالضرورة موافقة أو قبول من قِبل الأمم المتحدة.