يواجه العالم اليوم الكثير من التحديات تتراوح بين أزمات صحية وتغير مناخي واضرابات سياسية واجتماعية واكتظاظ السكان، وتلك كلها قضايا حاسمة تتطلب المعرفة والموارد التي يمكن أن تقدمها مؤسسات التعليم العالي لدعم التغيير المجتمعي وتعزيز الابتكار الاجتماعي.

وأشارت ورقة مناقشة أصدرها المركز العالمي لتميز الخدمة العامة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي أن الابتكارات الاجتماعية "هي حلول جديدة، علي هيئة منتجات وخدمات ونماذج وأسواق وعمليّات، تستجيب لاحتياجات المجتمع استجابة أكثر فاعلية مقارنة بالحلول المتوفرة وتؤدي إلى بزوغ قدرات وعلاقات جديدة أو تحسينها واستخدام أفضل للأصول والموارد."

إن جامعة فيرن، وهي مؤسسة عضو في برنامج الأمم المتحدة للأثر الأكاديمي في كرواتيا، عضو في مشروع الابتكار الاجتماعي من خلال تبادل المعرفة (سيك) الذي يهدف إلى إظهار قدرة الجامعات والكليات في التأثير على التغيير الاجتماعي بطريقة مباشرة وذات مغزى، وذلك من خلال استحداث وسائل جديدة لتبادل المعرفة تركز على الابتكار الاجتماعي وتشجيع المشاريع الاجتماعية وتقديم دعم أكثر فعالية للمجتمعات المحلية.

ويدعم مشروع سيك الابتكار الاجتماعي من خلال تبادل المعرفة عن طريق تشكيل تحالفات بين الأطراف المعنية من الأعمال التجارية والحكومات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والمجموعات المحلية ومن خلال وحدات سيك التي تسعى إلى تطوير أدوات وعمليات التبادل المعرفي وتهيئتها لتلبية احتياجات المبتكرين الاجتماعيين. ويدعم المشروع أيضا المهارات الاجتماعية المتعلقة بتطوير الأعمال داخل الجامعة من خلال توفير مرافق لاحتضان الابتكار.

ويربط المشروع أيضا أصحاب المشاريع الاجتماعية والمجموعات المحلية بقاعدة المعارف بالجامعة ويوفر موارد وخبرات لتقييم قيمة الابتكار الاجتماعي وتوضيحها لصانعي السياسات. ويقدم المشروع تحليل عميق حول الاحتياجات ورصد لدراسات حالة، ودعم رحلة المبتكرين من خلال عملية الابتكار الاجتماعي، وتدريب تأهيلي، وتنمية القدرات باستخدام الأدوات والدورات التدريبية وورش العمل عبر الإنترنت.

وأشار مدير المشروع بجامعة فيرن، تي جاجرو هيلد، أن "الابتكارات الاجتماعية هي وسيلة فعالة لخلق قيم جديدة لتعزيز الاقتصاد والتنافسية في المجتمع، وهذا ما يجعل المشروع مميز للغاية بالنسبة لنا." وأضافت ماريا سليجيبسيفيتش، أستاذة بالجامعة، أنه "أحيانا يكون هناك مبتكرون اجتماعيون لديهم أفكار ابداعية ولكن بدون معرفة ومهارات لتطوير عمل تجاري، ولهذا تدعم مثل تلك المشاريع هؤلاء المبدعين و تمدهم بالقيمة الحقيقية."

وإن الابتكار الاجتماعي أساسي لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وكما أوضح مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أنه من المرجح أن الابتكار الاجتماعي يمكن أن يتناول جوانب من أهداف التنمية المستدامة تؤكد على الإدماج وتعزيز المساواة، لا سيما في مجالات مثل التعليم والصحة والعمل والحد من الفقر وذلك نظرا للتركيز بصورة واضحة علي معالجة الاحتياجات البشرية غير الملباة من خلال ممارسات اجتماعية جديدة ومؤسسات."