اعتبر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) صناعة الأزياء ثاني أكثر الصناعات تلويثاً في العالم، وتستخدم الصناعة سنويًا حوالي 93 مليار متر مكعب من المياه وتكفي لتلبية احتياجات خمسة ملايين شخص، ويتم إلقاء كمية من الألياف الدقيقة تعادل 3 ملايين برميل من النفط في المحيط كل عام، كما أن صناعة الأزياء مسؤولة عن انبعاث الكربون أكثر من جميع الرحلات الجوية الدولية والشحن البحري مجتمعين.

أسبوع الموضة 2020 في مدينة نيويورك هي مبادرة تهدف إلى خلق الوعي بالأثر البيئي لصناعة الأزياء وتشجيع الناس على أن يكونوا مستهلكين أكثر وعياً، وللسنة الثانية على التوالي، عمل المنظمون والمتعاونون معهم من خلال سلسلة من الأحداث لإشراك المجتمع المحلي وتثقيفه بشأن الطرق المسؤولة لتحديث خزانات الملابس الخاصة بهم وخلق أسلوب فريد خالٍ من الأزياء المستعملة والمستدامة، وتقام أحداث أسبوع الأزياء بالتوازي مع أسبوع الأزياء في نيويورك في شهر فبراير، وهو الوقت الذي يعرض فيه مصممو الأزياء مجموعاتهم الجديدة للمشترين والصحافة والجمهور.

قال مدير التجهيز والنقل والإنقاذ في أعمال الإسكان، وهي منظمة غير ربحية تدير سلسلة من متاجر التوفير لدعم الجهود المبذولة لإنهاء الإيدز والتشرد  دانييل رودريغيز: "الموضة المستدامة لها أهمية قصوى"، و"بينما يذهب الكثير إلى مكب النفايات ويهدر، يمكن تحويل" نفايات الرجال الآخرين "إلى شيء جميل".

تم تخصيص العديد من فعاليات أسبوع الأزياء لتعليم الحاضرين كيفية إصلاح وترقيع وإعادة تصميم الملابس الموجودة، ووفرت لهم أماكن لهم لمبادلة الملابس والأحذية والإكسسوارات التي يمكن إعادة استخدامها، وكان لهذه الممارسات صدى قوي لدى المجتمعات المحلية التي كانت تبحث عن طرق لتكون مستدامة في اختياراتها المتعلقة للأزياء.

قالت مصممة الجرافيك والحاضرة في إحدى فعاليات متجر التوفير إليسا شتاين: "إنه لأمر رائع أن ترى قطعة ملابس قد لا يرغب شخص ما في اكتسابها ثانية أو ثالثة أو رابعة أو عاشرة وتجعل شخصًا آخر سعيدًا!"

بالنسبة للعديد من الفنانين المبدعين في الأزياء المستدامة، بدأت الرحلة بمشاهدة أفراد الأسرة وهم يتسوقون لشراء الملابس القديمة ويصممون لأنفسهم بالقطع الفريدة، وعندما كبروا أصبحوا على دراية بالتكلفة البيئية للبقاء بأحدث مظهر للموضة، وما يوحد خبراء الأزياء المستدامين والمصممين ومصممي الأزياء هو هدف الكفاح من أجل الاستدامة من خلال الأزياء، ومحاربة الأساطير المتعلقة بالأزياء المستدامة، بما في ذلك التصور بأنها باهظة الثمن وتفتقر إلى الاختيار والجماليات.

قالت كيت فالز، المديرة الإبداعية لـ كانفانز Canvas من خلال Querencia وهي منظمة أزياء متعددة الأوجه مكرسة لمعالجة القضايا الاجتماعية والبيئية التي تواجه صناعة الأزياء. "الأمر بسيط جدًا، لا تتخلص من ملابسك القديمة، تبرع بها، أو استبدلها، أو أصلحها، يمكنك جعلها جميلة ومثيرة للاهتمام مرة أخرى عن طريق إضافة أسلوبك الخاص وتصميمك، وقد تصبح مرغوبة مرة أخرى ليس فقط لك ، ولكن أيضا لشخص آخر".

من خلال حلقات النقاش وورش العمل وأحداث التصميم والمبادلة، يقرّب أسبوع الأزياء الموضة المستدامة من أولئك الذين يرغبون في معرفة المزيد عن الاستهلاك المسؤول، على أمل أن يواصل المشاركون نشر الرسالة وأفضل الممارسات على مجتمعاتهم المحلية وخارجها.

خارج أسبوع الأزياء، انضمت 32 شركة تمثل 150 علامة تجارية إلى ميثاق الموضة في عام 2019، والتزمت جميعها بجوهر مشترك من الأهداف البيئية الرئيسية في ثلاثة مجالات: وقف الاحتباس الحراري ، واستعادة التنوع البيولوجي، وحماية المحيطات، ويوفر مجلس مصممي الأزياء في أمريكا (CFDA) إرشادات وموارد تأخذ فكرة الاستدامة المعقدة وتبسطها إلى موارد وإجراءات واضحة وسهلة الهضم ومتاحة للجميع.

ترتبط هذه الرؤى ارتباطًا وثيقاً بتحالف الأمم المتحدة للأزياء المستدامة، وهي مبادرة مصممة لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات المتحالفة معها للمساهمة في أهداف التنمية المستدامة من خلال العمل المنسق في قطاع الأزياء، وهذه المبادرات هي سبب ونتيجة لزيادة الوعي العام حول الأثر الاجتماعي والبيئي للأزياء على العالم، يمكن أن تبدأ الإجراءات التي تعالج تغير المناخ وتخلق عالمًا أفضل للجميع باختيار المرء لما يرتديه كل يوم.

مصادر إضافية

 

ReFashion Week NYC 2020: Fashion and the Sustainable Development Goals