أحصت منظمة الأمم المتحدة للتربية، والعلم، والثقافة، "اليونسكو"، أن أكثر من 1.5 مليار طالب في 165 دولة اضطروا للانقطاع عن الذهاب للمدارس والجامعات جراء جائحة فيروس كورونا المستجد. وأجبرت الجائحة الهيئات الأكاديمية حول العالم على اكتشاف أنماط جديدة للتعلم والتعليم، ومنها التعليم الإلكتروني، والتعليم عن بعد.

وتعتبر هذه التجربة بمثابة تحدي للطلاب والمعلمين، الذين صاروا مضطرين للتعامل مع الصعوبات العاطفية، والجسدية، والاقتصادية، التي فرضتها الجائحة، مع التزامهم بدورهم للحد من انتشار الفيروس.

ويبقى المستقبل غير واضح أمام الجميع، وخاصة لملايين الطلاب الذين تخرجوا هذه السنة، فيما ينتظرهم عالم شُلت حركته اقتصادياً إثر الجائحة.

وضمن سلسلة جائحة فيروس كورونا والتعليم العالي، تتواصل "الأمم المتحدة للأثر الأكاديمي" مع الطلاب، والمعلمين، والباحثين، في مختلف أنحاء العالم لمعرفة أثر كورونا المستجد عليهم، وكيفية تأقلمهم مع التغيرات التي طرأت على العالم. وتسلط السلسلة الضوء أيضاً على الدروس المستنبطة والنتائج الإيجابية المحتملة للحظر العالمي على التعاليم العالي.

مع بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، تغيرت الحياة اليومية بشكل مفاجئ وسريع، ومصحوب بالقلق والريبة، في محاولة من قبل الناس للتأقلم مع الوضع الجديد. وفي سياق التأقلم مع الفيروس والحد من انتشاره، كرّست جامعة "الأحفاد للبنات" في السودان، مواردها وقدراتها الفكرية والبشرية العاملة في الجامعة للتصدي للجائحة التي ضربت العالم.

وتعتبر جامعة "الأحفاد للبنات" في السودان، مؤسسة عضو بـ "الأمم المتحدة للأثر الأكاديمي"، كما تم اختيارها كمركز "هدف تنمية مستدام" خاص بهدف ٥: تحقيق المساواة بين الجنسين.

وتعاون طلاب كليتي الصيدلة والعلوم الصحية مع الدكتور محجوب أحمد محجوب، من مركز الأحفاد للعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة لمساعدات من قبل مبادرات مجتمعية ومؤسسات محلية، لإنتاج معقمات اليدين، خاصة مع ارتفاع أسعارها والنقص بكمياتها في الأسواق. وأجريت العديد من التجارب العلمية لضمان فاعلية المعقمات، وتطابقها مع المعايير الصحية.

وتم توزيع معقمات اليدين التي نتجت عن التجارب بشكل مجاني، من خلال حملات توعوية نظمتها جامعة "الأحفاد للبنات"، استهدفت المجتمعات المحلية في مدينة أم درمان ومناطق شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، كما تم توزيع المعقمات في مختلف سجون المدن السودانية الخرطوم، وكسلا، والجزيرة. وأدت الجهود التي بذلتها الجامعة، والمبادرات المحلية لتوزيع المعقمات إلى تأسيس مبادرة تطوعية باسم "أيدينا للبلد"، لدعم المشاريع السودانية المحلية المختصة بالرعاية الصحية، والتي تستخدم المنهج العلمي في تجاربها، بمساعدة طلاب جامعة "الأحفاد للبنات"، وآخرين مختصين في هذا المجال.   

ولم تكتف جامعة "الأحفاد للبنات" بمبادرة تصنيع معقمات اليدين وتوزيعها على المدن السودانية، إذ شارك طلاب كلية علم النفس ورياض الأطفال في مبادرة الحد من انتشار فيروس كورونا عن طريق تصوير فيديوهات توعية بلغة الإشارة، تتضمن التعليمات والإرشادات الجديدة التي أصدرتها الحكومة كتدابير وقائية للتصدي للفيروس. وأنتج الفيديو طلاب متخصصون بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، لتوسيع نطاق وصول التوعية الصحية والمعلومات المتعلقة بالسلامة إلى جميع أفراد المجتمع.

وتعمل الهيئة التعليمية في جامعة "الأحفاد للبنات" أيضاً على نشر معلومات حول كيفية تخطي عواقب التأقلم مع الوضع الجديد، والحرص على التباعد الاجتماعي في ظل انتشار كوفيد-19. واستعان الطبيبان، الدكتورة هند بشرى، من كلية العلوم الصحية، والدكتور سعيد نصر الدين، من كلية الطب، بوسائل الإعلام المحلية، والمجتمعات الدينية لشرح ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية التي تم تبنيها من "منظمة الصحة العالمية" من أجل الحد من انشار فيروس كورونا.

ومن أجل تسليط الضوء على التحديات النفسية التي نتجت عن كورونا، شارك مركز "الأحفاد للإرشاد وعلاج الصدمة النفسية"، في مبادرة التوعية عن الفيروس من خلال ترجمة ورقة المعلومات التي تنشرها "منظمة الصحة العالمية" عن كيفية التعامل مع الضغط والقلق خلال فترة انتشار الفيروس. وحرص المركز على مشاركة ورقة المعلومات ومعلومات مفيدة أخرى تساعد الأفراد نفسياً خلال هذه الفترة الصعبة عن طريق منصات التواصل الاجتماعي.

يمكنكم الاطلاع على معلومات أكثر تخص أعمال جامعة الأحفاد هنا، ولمعرفة المزيد حول مراكز أهداف التنمية المستدامة هنا.