الرئيسة المنتخبة للدورة الـ80 للجمعية العامة

"افتتحت الدورة الثمانون للجمعية العامة للأمم المتحدة جدول أعمالها يوم الثلاثاء 9 أيلول/سبتمبر 2025، تحت عنوان: "بالعمل معا نحقق نتائج أفضل: ثمانون عاماً وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان".

أنالينا بيربوك في مؤتمر صحفي
صاحبة السعادة السيدة أنالينا بيربوك تدلي بإحاطة للصحفيين بعد انتخابها رئيسة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة. صورة من الأمم المتحدة

انتخاب رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة

انتُخبت معالي السيدة أنالينا بيربوك، وزيرة الشؤون الخارجية الاتحادية في ألمانيا، لتتولى منصب رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة. وقد جرى الانتخاب في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 2 حزيران/يونيه 2025.

وفي قرارها المعنون «تنشيط أعمال الجمعية العامة» (A/RES/71/323)، قررت الجمعية أن يقدّم المرشحون لرئاسة الجمعية العامة بيانات رؤاهم ويعقدوا حوارات تفاعلية غير رسمية مع الدول الأعضاء، بما يسهم في تعزيز شفافية العملية وشمولها.

وخلال حوار تفاعلي غير رسمي عُقد في 15 أيار/مايو 2025، عرضت المرشحة لمنصب رئيسة الدورة الثمانين للجمعية العامة بيان رؤيتها وأجابت عن أسئلة الدول الأعضاء وممثلي المجتمع المدني ومختلف الجهات المعنية.

  • أخبار الأمم المتحدة: انتخاب وزيرة الخارجية الألمانية السابقة رئيسة للجمعية العامة في دورتها الـ 80
  • البيان الصحفي: الجمعية العامة تنتخب أنالينا بيربوك من ألمانيا رئيسة للدورة الثمانين وتختار مكاتب اللجان الرئيسية [GA/12685]
  • مقاطع الفيديو:

    حوار تفاعلي غير رسمي (15 أيار/مايو 2025؛ 3 ساعات و17 دقيقة)

    انتخاب معالي السيدة أنالينا بيربوك (2 حزيران/يونيه 2025؛ 14 دقيقة)

    إحاطة إعلامية (2 حزيران/يونيه 2025؛ 10 دقائق)

صاحبة السعادة السيدة أنالينا بيربوك
رئيسة الجمعية العامة في دورتها الثمانين

Portrait of Annalena Baerbock
UN Photo/Eskinder Debebe

شغلت السفيرة أنالينا بيربوك منصب وزيرة الشؤون الخارجية الاتحادية في ألمانيا إبان الفترة من كانون الأول/ديسمبر 2021 إلى أيار/مايو 2025. وقد دافعت أثناء أدائها هذا الدور دفاعا قويا عن تعددية الأطراف كنظام تكون الأمم المتحدة دعامته الأساسية.

وفي عام 2018، انتُخبت رئيسةً مشاركة لتحالف 90/حزب الخضر، وشغلت منصب زعيمة الحزب حتى عام 2022. وكانت عضوة منتخبة في البرلمان الألماني من عام 2013 حتى حزيران/يونيه 2025.

وقبل ذلك، شغلت منصب رئيسة حزبها في ولاية براندنبورغ الفيدرالية. وقبل انتخاب أنالينا بيربوك في البرلمان الألماني، كانت مستشارةً لدى الفريق البرلماني لحزبها في البرلمان الألماني في مسائل السياسة الخارجية والسياسات الأمنية. وكانت في الفترة من 2005 إلى 2008 رئيسة لمكتب عضوة البرلمان الأوروبي إليزابيث شرودر، كما عملت موظفة فيه. ووُلدت أنالينا بيربوك في هانوفر في 15 كانون الأول/ديسمبر 1980.

وهي حاصلة على درجة الماجستير في القانون من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية كما حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة هامبورغ.

 للأعلى
Annalena Baerbock at the interactive meeting, presenting her vision
UN Photo/Loey Felipe

بيان الرؤية

بالعمل معا نحقق نتائج أفضل - الأمم المتحدة في ذكراها السنوية الثمانين

توحيد الجهود من أجل مستقبل أفضل للجميع

أنشئت الأمم المتحدة قبل ثمانين عاما لتأليف العالم حول رؤية مشتركة يتحقق بفضلها السلام ويسود بواسطتها التعاون.

وهذه المدة، أي الثمانون عاما، أطول من متوسط عمر الإنسان.

إن كل شخص في هذا الكوكب، حتى وإن اختلفنا في أساليب عيشنا، يطمح في حياته إلى بلوغ نفس الغايات التي ننشدها جميعا ألا وهي أن يعيش في مأمن من الفقر وأن يصون أسرته من ويلات النزاع والعنف، كائنا ما كان منشؤه. وما ذلك إلا لأن الإنسانية غير قابلة للتجزؤ.

والأمم المتحدة هي وجه هذه الإنسانية في أنحاء العالم قاطبة. فهي تنقذ الأرواح، وتمنع وقوع النزاعات وتساعد على إنهاء العنف، وترسي دعائم الحرية والتنمية وحقوق الإنسان، وتسعى إلى الحفاظ على سلامة الكوكب.

وبهذه الروح، تؤكد ديباجة ميثاق الأمم المتحدة على ”المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها“ - وهذه المساواة هي الركيزة التي يقوم عليها النظام الدولي.

ومع ذلك، في الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس النظام المتعدد الأطراف المتمحور في صميمه حول الأمم المتحدة،

يتعرض هذا النظام لضغوط هائلة، سياسية ومالية. ولا يمكن للجمعية العامة، وهي قلب هذا النظام، أن تقف مكتوفة اليد. وليس في مقدورنا أن نتحمل عواقب التشرذم الناجم عن تضارب المصالح الذاتية وانعدام الثقة. وأعتقد أن من الضروري أن نكيف طريقة معالجتنا لتحديات عصرنا مع حقائق الوقت الحاضر، مع الحرص على أن نقوم بذلك معا.

إننا بحاجة إلى توحيد جهودنا في سبيل إقامة مستقبل أفضل للجميع. ويجب أن نحرص في سعينا هذا على أن يظل ميثاق الأمم المتحدة مرتكز مطامحنا الجماعية وعملنا المشترك.

ولأن الجمعية العامة هي الهيئة الأكثر تمثيلاً في العالم، فإننا نتحمل فيها مسؤولية مشتركة عن حماية إنجازاتنا السابقة ومعالجة القضايا العالمية الراهنة والتكيف مع تحديات المستقبل. وإذا ما انتخبت رئيسة للجمعية العامة، فإنني ألتزم في إطار هذا المسعى بأن أعمل، أثناء فترة ولايتي، كوسيط نزيه هنا في نيويورك، حريصة في ذلك الشفافية وإشراك الجميع. وسوف أنخرط في حوارات مبنية على الثقة مع الدول الأعضاء كافة من أجل التوصل إلى توافق الرأي الذي يمكن الأمم المتحدة من الوفاء بوعودها تجاه الأجيال الحاضرة والمقبلة.

بالعمل معا نحقق نتائج أفضل: التركيز والإصلاح والشفافية في الأمم المتحدة

لقد آن الأوان لأن نتخذ ما يلزم من إجراءات في مواجهة التحديات غير المسبوقة الماثلة أمامنا.

وأعتقد بكل تواضع أن الدول الأعضاء أصبحت على نحو متزايد تتفق في الرأي على ضرورة تركيز عمل الأمم المتحدة وتنفيذ القرارات والولايات المهمة العديدة التي أنيطت بنا بالفعل.

ولهذا الغرض، تحتاج الأمم المتحدة إلى تمويل كافٍ وإلى هياكل فعالة وكفؤة تحسن التنسيق فيما بينها وتتجنب الازدواجية. وسوف أركز في عملي بقوة على توطيد الإصلاحات، بالتنسيق الوثيق مع مبادرة الأمين العام المعنونة ”مبادرة الأمم المتحدة 80“، وبالشراكة مع جميع الدول الأعضاء. وينبغي للجمعية العامة، التي يتمتع فيها الدول الأعضاء قاطبة بمقعد واحد وصوت واحد، أن تتناول في مداولاتها أفضل السبل التي تتيح للمنظمة أن تتخذ عبرها القرارات التي تعود بالنفع على الجميع.

وينبغي ألا نستنكف في مؤسسات منظومة الأمم المتحدة قاطبة عن التفكير الجريء الذي يجعل عمل المنظمة مركَّزا ويبقيها مهيأة للنهوض بمهمتها وقادرة على بلوغ أهدافها، طبقا لمبادئها التأسيسية. وفي هذا الإطار، فإن ميثاق المستقبل هو مخطط للإجراءات التي يتعين علينا اتخاذها من أجل إعداد مستقبل أفضل للبشرية جمعاء. وسوف يكون تنفيذه محور رئاستي، مستندة في ذلك إلى الخطة التي رسمها أسلافي.

ولا بد من وجود قيادة متفانية لتكون الأمم المتحدة منظمة قوية في مواجهة هذه الأوقات الصعبة المليئة بالتحديات.

وسوف يتعين على الجمعية العامة في دورتها الثمانين أن تختار أمينها العام المقبل. وسوف يكون من منتهى الأهمية بالنسبة إلي أن أنظم عملية الاختيار وفق أحكام قرارات الجمعية العامة واستنادا إلى أفضل الممارسات السابقة. وسوف تكون الشفافية وإشراك الجميع المبدأين اللذين أستنير بهما في ذلك.

بالعمل معا نحقق نتائج أفضل: وفاء الأمم المتحدة بأهدافها في تحقيق السلام والتنمية والعدل

يمنح ميثاق الأمم المتحدة الجمعية العامة دورا مركزيا في السعي إلى بناء السلام الدائم والحفاظ عليه. فهذه أولوية أساسية وسوف تظل كذلك.

وأرى أنه من منتهى الأهمية زيادة تعزيز هذا الدور عن طريق توثيق التعاون مع مجلس الأمن ولجنة بناء السلام، والانكباب في الوقت ذاته على تشجيع الشراكات المبتكرة من أجل السلام. ولا يمكن بتاتا تحقيق السلام المستدام إلا بمشاركة الجميع. والإنسانية غير قابلة للتجزؤ.

لذا فسوف أولي اهتماماً خاصاً لمشاركة النساء والشباب في جميع جهود السلام مشاركة كاملة ومتساوية وآمنة ومجدية. وتتيح الذكرى السنوية الخامسة والعشرون لاتخاذ قرار مجلس الأمن 1325 (2000) فرصة مناسبة لتعزيز تنفيذ الخطة المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن. لأنه حيثما لم تأمن المرأة على نفسها، كذل لا يمكن لأحد أن يأمن على نفسه.

وفي هذا السياق فإن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ركيزة مهمة لبناء عالم أوفر عدلا وأكثر استدامة. وإنني على استعداد للمساعدة في تيسير التقدم صوب بلوغ أهداف التنمية المستدامة ومنها النهوض بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والقضاء على الفقر، وهما هدفان شهدا انتكاسات كبيرة إبان جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19). وسوف يكون مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية فرصة تتيح لقادة العالم أن يدعموا التنمية الاجتماعية التي لا يستثنى منها أحد.

وسوف أبذل قصاراي للمساعدة في تحريك عجلة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة عن طريق توثيق التعاون مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والأطراف الأخرى المعنية. كذلك، فإن توصل المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية إلى نتائج قوية ومتابعة تنفيذها، ومنها دعم إصلاح الهيكل المالي الدولي، سيكونان عاملا رئيسيا في بلوغ هذا الهدف. وذلك لأن من واجب مؤسساتنا المالية أن تعكس حقائق القرن الحادي والعشرين.

ولكي نجعل عالمنا أوفر عدلا وأمانا، لا بد من تقوية تصميمنا على مكافحة أزمة المناخ. وذلك لأن أزمة المناخ لا تعرف حدودا. ولا يمكن لأي بلد أن يحتمي من عواقبها. فكلما ازدادت درجات الحرارة بعُشر درجة واحدة، ازداد عالمنا خطورة، وخصوصا على الدول الأكثر هشاشة، وسوف يضطر المزيد من الناس إلى مغادرة أوطانهم. وإذا لم نتحرك الآن، فسوف تكون العواقب التي سنتحملها مستقبلا أدهى وأمر. غير أن العكس صحيح أيضا. فإذا نحن وحدنا قوانا لاحتواء أكبر أزمة أمنية في هذا القرن، يمكننا أيضا أن نُنْعش النمو والتنمية في أنحاء العالم قاطبة. وبالعمل معا نحقق نتائج أفضل.

وسوف أحرص أثناء رئاستي للجمعية العامة على أن تحتفظ الجمعية العامة بدورها كهيئة يجري في إطارها النهوض بقضيتيْ التنمية المستدامة والعدالة المناخية سواء بسواء.

ونعلم أن الأمن والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان مسائل مترابط بعضها ببعض. ولا مناص من احترام القانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني لإقامة عالم يستطيع فيه كل إنسان أن يعيش في سلام ورخاء وكرامة. لذا ينبغي أن يظل توطيد دعائم العدل والمساءلة من أولويات عمل الجمعية العامة.

على أن التكنولوجيات الرقمية والناشئة أضحت تغير حياتنا جذريا. فمن الواجب أن نستفيد من إمكاناتها في الركائز الثلاث لعمل الأمم المتحدة والحرص في ذلك على أن تكون تلك التكنولوجيات سليمة ومأمونة وجديرة بالثقة. وسوف أسعى جاهدة باتجاه سد الفجوات الرقمية بوسائل منها دعم مبادرات بناء القدرات في مجال الاتصال الإلكتروني وتعميم الاستفادة منه حتى يتمكن جميع الأفراد من المشاركة في الفضاء الرقمي.

بالعمل معا نحقق نتائج أفضل: في منظمة تحتضن الجميع

إن الجمعية العامة هي المكان الذي تأتلف فيه الأمم قاطبة ويحظى فيه كل بلد بمقعد وصوت. فهذا التنوع في المنظورات هو مصدر قوتنا. ولقد رأينا مرارا وتكرارا أن عمل الجمعية العامة يتحسن عندما تستند القرارات إلى مجموعة واسعة من المساهمات والمشاورات الواسعة. وسوف أتخذ من هذا النهج - رغم كونه شاقا في بعض الأحيان - النجم الذي أهتدي به، آخذة بعين الاعتبار الدور الحاسم الذي تؤديه هيئات المجتمع المدني والعلوم والبحوث والجهات الأخرى المعنية. وسوف أولي عناية خاصة لأصوات الشباب واهتماماتهم، لأن بناء مستقبل أفضل لا يمكن أن يتحقق إلا بالتفاعل مع الأجيال المقبلة.

ولكي تكون الجمعية العامة منتدى عالميا بحق، سيبقى موضوع تعدد اللغات اهتماما أساسيا خلال فترة ولايتي.

وإنني ألتزم بإقامة محفل يجد كل واحد فيه مقعدا له لأن منظمتنا، وهذا أمر لا بد من التذكير به، لا يمكنها الاستمرار في الإيفاء بوعودها إلا بالسعي إلى إشراك الكافة في المساعي جميعها.

وإذ نحتفل بحلول الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، أتعهد بالعمل مع الدول الأعضاء قاطبة من أجل أن تكون الأمم المتحدة منظمة قوية تركز على أهداف محددة ولا يستثنى فيها أحد. كل ذلك على ضوء الاسترشاد بميثاقنا الذي ينص على ”المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها“، ومن خلال السعي معا إلى إقامة مستقبل أفضل للجميع.

أنالينا بيربوك - ترشيحي لمنصب رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين

أشكر أعضاء مجموعة دول أوروبا الغربية ودول أخرى على دعمهم لترشيحي. وأعرب عن امتناني لجميع - وأؤكد هنا لفظ الجميع - من أصغوا إلي وشاطروني وجهات نظرهم في إعداد هذه الرؤية لرئاستي.

وسوف تكون الدورة الثمانون للجمعية العامة دورة بارزة. فهذه الذكرى السنوية تحيي في ذاكرتنا رؤية مؤسسي الأمم المتحدة، أمهات وآباء، ألا وهي الاعتقاد بوجوب انتصار سيادة القانون على إرادة القوة؛ والاعتقاد بأن التكاتف أفضل من التنافس على الموارد المحدودة؛ والاعتقاد بأن جميع البشر متساوون وجميع الدول ذات سيادة.

إن طموحي في هذه الرئاسة هو بناء الجسور التي تمكننا من تجاوز الفجوات التي تفرقنا. والاستماع إلى جميع الأصوات في الجمعية العامة. وإعادة بناء ما نحتاج إليه من الثقة وتوافق الرأي للنهوض بخطتنا المشتركة.

لقد كرست حياتي السياسية للعمل عبر الخنادق السياسية لإيجاد حلول للتحديات العالمية - بدءا من منع النزاعات والعنف وانتهاء بأزمة المناخ.

ولقد حرصت دائما على أن يكون الناس محور ما أبذله من مساع. وإنني مقتنعة اقتناعا عميقا بأن الدبلوماسية تتطلب القدرة على أن ننظر إلى الأشياء من منظور الآخرين، وأن نعي دوافع محاورينا وطموحاتهم ومخاوفهم. ولن يكون باستطاعتنا أن نعمل معا من أجل تحسين حياة الناس إلا بالسير على ذلك النهج.

وقد كنت، بصفتي الوزيرة الاتحادية للشؤون الخارجية في ألمانيا، من المناصرين الأقوياء للتعاون الدولي والدبلوماسية المتعددة الأطراف وتوسيع نطاق الشراكات لتحقيق الأهداف المشتركة.

كذلك، وعلى امتداد أكثر من 10 سنوات وأنا عضوة منتخبة في البرلمان الألماني، انصب عملي على مجموعة واسعة من القضايا السياساتية، من السياسة الخارجية إلى أمن الطاقة والعدالة الاجتماعية. وكنت، طوال حياتي المهنية، متحمسة لإيجاد حلول عالمية لأزمة المناخ، سواء على الصعيد الوطني أم في سياق المفاوضات الدولية بشأن المناخ في مؤتمرات الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ.

وإنني أتطلع إلى العمل بتفان في خدمة الجمعية العامة وجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والإسهام في ذلك بخبرتي من أجل النهوض بقضايا السلام والتنمية وحقوق الإنسان في العالم.

نزّلوا بيان الرؤية PDF

 للأعلى

تلقيه صاحبة السعادة السيدة أنالينا بيربوك
لدى انتخابها رئيسة للجمعية العامة للدورة الثمانين

يمكنكم مشاهدة الكلمة على تلفزيون الأمم المتحدة عبر الشبكة أو قراءتها بصيغة PDF قريبًا.

نسحة لخطاب القبول.  PDF

السيد الأمين العام،
أصحاب المعالي والسعادة،
حضرات السيدات والسادة،

أود بادئ ذي بدء أن أعرب عن امتناني الخاص لسعادتكم، الرئيس فيليمون يانغ، على كلماتكم الطيبة وتوجيهاتكم. فقيادتكم الحكيمة والملهمة والموحِّدة للجمعية العامة ستكون نبراسا أهتدي به خلال فترة ولايتي.

أصحاب المعالي والسعادة، زميلاتي، زملائي،

أشكركم على دعمكم الكبير وثقتكم الغامرة.

إنني أشعر ببالغ الامتنان والتواضع لما منحتموني من شرف العمل في خدمتهم جميعا وتقلد رئاسة الجمعية العامة في دورتها الثمانين.

وكما أكدت في الحوار التفاعلي غير الرسمي، فإنني سأخدم جميع الدول الأعضاء الـ 193 معتمدة في ذلك على النزاهة في دور الوساطة والحرص على توحيد الصفوف.

وسوف أنخرط وأنا على رأس الجمعية العامة في حوار مبني على الثقة مع جميع الدول الأعضاء. وسيكون بابي أبدا مفتوحاً في وجه الجميع.

بالعمل معا نحقق نتائج أفضل.

هذا هو شعار رئاستي الذي سيوجه عملي كرئيسة للجمعية العامة. وأعرب عن امتناني لما أبداه العديد منكم من دعم في هذا الصدد.

إن من الواضح أن الزوار الوافدين إلى الجمعية العامة لا يدخلون من هذه الأبواب الزجاجية. بل يسلكون رواقاً ضيقاً في الطابق الثالث، ويصادفون هنالك مقولة مقتبسة من داغ همرشولد، الأمين العام الثاني للأمم المتحدة:

”لم تُنشأ الأمم المتحدة لتقود البشرية إلى الجنة، بل لتنقذها من الجحيم“.

فهذه المقولة تذكير قوي.

لقد نهضت هذه المنظمة على رماد الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك، كان الرد على أهوال الحرب رؤيةٌ مشتركة - لا وعداً بعالم مثالي وإنما رؤية مفعمة بالأمل. رؤية تقوم على إعمال حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي والتعايش السلمي والتعاون الدولي لصالح الشعوب كافة.

إننا نعيش اليوم أوقاتاً عصيبة ونواجه وضعاً دقيقاً يسوده الغموض. ولكن نشأة الأمم المتحدة قبل 80 عاماً تذكرنا بأننا عشنا أوقاتاً صعبة من قبل. ويتعين علينا أن نواجه هذه التحديات.

ربما ننتمي إلى مناطق مختلفة ونأتي من مشارب مختلفة. وربما نرى العالم بشكل مختلف. بل وربما نختلف في الرأي أحيانا.

ولكن عندما يلتئم بعضنا ببعض في الأمم المتحدة، فتلك الرؤية المشتركة هي التي تجمعنا وتوحدنا المبادئ التي قامت على أساسها الأمم المتحدة.

والميثاق هو الأساس الذي لا رجعة فيه لعملنا، وسيظل كذلك.

وسوف ألتزم أثناء رئاستي للجمعية العامة بتدعيم ميثاقنا وتوطيد ما هو مكرس ضمنه من مقاصد ومبادئ.

وسوف أصرف اهتمامي إلى التركيز على ما يمكننا القيام به معا بدلاً من التساؤل عما يفرقنا، لأننا بالعمل معا نحقق نتائج أفضل.

وسوف تكون الدورة الثمانون للجمعية العامة منعطفا حاسما في حياة منظمتنا.

فالأمم المتحدة، وهي مركز النظام المتعدد الأطراف، تتعرض لضغوط هائلة من الناحيتين السياسية والمالية.

وتذكرنا النزاعات المسلحة التي يفوق عددها 120 نزاعا بأن المهمة الرئيسية المنوطة بالأمم المتحدة، وهي ”إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب“، لم تنجز بعد.

وسوف يبقى بلوغ أهداف التنمية المستدامة بعيد المنال ما لم نتخذ ”إجراءات جريئة وطموحة وسريعة وعادلة وتحويلية“، على نحو ما التزمنا به في ميثاق المستقبل. ومع ذلك، لن يكون هناك شيء أفضل من دون الأمم المتحدة.

فقد حققنا الكثير معاً على مدار الثمانين عاماً الماضية.

وكما أن الآباء المؤسسين للمنظمة ومعهم أيضا زمرة من الأمهات المؤسِّسات، قد عقدوا العزم على توحيد جهودهم - كذلك نحن اليوم بحاجة إلى أن نوحد جهودنا للمحافظة على ما حققته الأمم المتحدة منذ تأسيسها في عام 1945، والتصدي للأزمات العالمية الراهنة، والتكيف مع التحديات الناشئة والقادمة.

وسوف يكون هدفي الأول على رأس الجمعية العامة أن أدعم الدول الأعضاء في السعي إلى تجديد منظمتنا وإعادة تركيز عملها وتهييئها للقيام بالدور الملقى على عاتقها وإكسابها القدرة على الإيفاء بمتطلبات القرن الحادي والعشرين.

إن هذه المنظمة تتطلب تمويلاً كافياً يمكن التعويل عليه. ونحتاج في الوقت نفسه إلى زيادة كفاءة المنظومة بأسرها وفعاليتها.

السيد الأمين العام، أود أن أشكركم على قيادتكم في هذا الصدد وعلى مبادرة الأمم المتحدة 80 التي وضعتموها والتي تشكل فرصة مهمة لإكساب الأمم المتحدة المزيد من القوة والفعالية.

إنني على غرار وفود عديدة لأرحب بالتزامكم بالتشاور الوثيق مع الدول الأعضاء خلال هذه العملية.

وسوف أركز في رئاستي للجمعية العامة تركيزا قويا على ضمان مراعاة وجهات نظر جميع الدول الأعضاء ومصالحها. وهذا يعني أن علينا، كجمعية عامة، أن نعمل أيضاً من أجل إنجاز ما هو مطلوب منا.

ولئن كان علينا أن نتحلّى بالجرأة والطموح والاستعداد لاتخاذ قرارات صعبة، فإن مبادرة الأمم المتحدة 80 لا ينبغي أن تتحول إلى مجرد عملية لخفض التكاليف.

فهدفنا المشترك هو أن تكون مؤسستنا قوية ومركزة ومرنة ومهيأة لأداء الرسالة المنوطة بها، وقادرة على بلوغ أهدافها الأساسية.

إننا نحتاج إلى أن تكون الأمم المتحدة قادرة على تحقيق السلام والتنمية والعدل.

وهذا يقودني إلى المهمة الرئيسية الثانية للدورة المقبلة.

إن ميثاق المستقبل هو مخططنا للإجراءات التي يتعين علينا اتخاذها من أجل إعداد مستقبل أفضل للجميع.

ومن الواجب أن يشعر الناس في قاطبة أنحاء العالم بأن عملنا له وقع إيجابي حقيقي في حياتهم اليومية.

والجمعية العامة هي الهيئة الأكثر تمثيلا في الأمم المتحدة وهي هيئتها الرئيسية للتداول وتقرير السياسات. وبمقدورنا أن نستثمر هذا الدور بكل ما ينطوي عليه من إمكانات.

ومن الأهمية بمكان أن نعزز دور الجمعية العامة في قضايا السلام والأمن، بالتعاون الوثيق مع مجلس الأمن ولجنة بناء السلام. غير أن السلام الدائم لن يتحقق أبداً من دون تنمية مستدامة.

ومع ذلك، فإن عدد غايات أهداف التنمية المستدامة الماضية في مسارها نحو التحقق لا يكاد يبلغ خُمس تلك الغايات.

لذا فإن أحد المحاور الرئيسية التي ستركز عليها الدورة الثمانون هو النهوض بخطة التنمية المستدامة لعام 2030، بالعمل الوثيق مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي وغيره من الجهات الشريكة المعنية.

والركائز الثلاث التي يقوم عليها ميثاق الأمم المتحدة - السلام والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان - مترابطة فيما بينها ترابطا متينا.

واحترام القانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ضروري لإقامة عالم يستطيع فيه كل إنسان أن يعيش في سلام ورخاء وكرامة.

إن شعار ”بالعمل معا نحقق نتائج أفضل“ مرادف للروح الجماعية التي يحتاج إليها الفريق الرياضي للفوز، وفي هذا الإطار بالذات تندرج أولويتي الثالثة ألا وهي أن تكون الأمم المتحدة هيئة تحتضن الجميع.

وإنني لأجد في تنوع الجمعية العامة عامل قوة لنا. فهذه هي الهيأة التي تلتئم فيها الأمم قاطبة وهي التي يتمتع فيها كل بلد بمقعد وصوت.

فسوف أسعى وأنا على رأس الجمعية العامة إلى ضمان أن يؤخذ بالاعتبار هذا التعدد في وجهات النظر، بالإصغاء إلى رأي كل دولة وكل منطقة وكل مجموعة، وتحويل الجمعية العامة إلى منتدى شامل حقا بطرق منها، مثلا، تفعيل مكتب الجمعية والاستفادة من مختلف الأشكال التفاعلية التي اتبعها أسلافي.

ويشمل ذلك عملية التنشيط، فضلاً عن عملية اختيار الأمين العام المقبل، والتي ستكون في صميم أعمال الدورة الثمانين.

وستكون الشفافية وشمول الجميع عنصرين رئيسيين.

وسوف أقوم بتنظيم عملية الاختيار وفق قرارات الجمعية العامة وبالاعتماد على الممارسات الفضلى التي اتبعت في السابق.

ومع ذلك، فأنا معتمدة على دعمكم والتزامكم. لأن الجمعية العامة لن تكون قوية إلا بقدر التزام أعضائها.

وبصفتي المرأة الخامسة فقط التي تشغل هذا المنصب على مدى 80 عاماً، فإنني أدرك تماما أن الحفاظ على السلام واطراد التنمية لا يمكن أن يتحققا إلا عندما يكون لنصف سكان العالم، أي النساء، مقاعد على قدم المساواة حول الطاولة.

على أن تعددية الأطراف الشاملة للجميع تعني أيضاً العمل مع المجتمع المدني وخاصة مع الشباب. فالنتائج والمشروعية كلاهما يتحسن عندما تكون قرارات الجمعية العامة مستندة إلى مجموعة واسعة من المساهمات والمشاورات الواسعة.

وسيكون التواصل الفعال وتحسين فهم دور الأمم المتحدة من الأمور الحيوية خلال الدورة الثمانين، وبخاصة في هذه الأوقات التي تنتشر فيها المعلومات المضللة.

ولضمان تعزيز تفاهمنا والاستماع إلى جميع الأصوات، ألتزم بتمتين تعدد اللغات الذي هو قيمة جوهرية من قيم الأمم المتحدة.

وسوف أرسّخ هذا المبدأ في العمل اليومي لمكتبي، مستفيدة من العمل الجليل الذي قام به سلفي، ومن خلال العمل على أن يكون فريق مكتب رئيسة الجمعية العامة متنوعا ومتعدد اللغات حقاً تمثل فيه كل المجموعات الإقليمية. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بمساهماتكم السخية في الصندوق الاستئماني وبواسطة العمليات القيمة لانتداب الأفراد للعمل ضمن فريقي من كافة المجموعات الإقليمية المختلفة، وأنا شاكرة لكم على ذلك.

السيد الرئيس، أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة، بعد مرور 80 عاما، لا يبدو العالم مثل الجنة. ولكنه عالمنا. وهذه هي مهمة عصرنا:

أن نجعل الأمم المتحدة مهيأة للنهوض بالدور الملقى على عاتقها وقادرة على مواكبة المستقبل، والتمسك بالميثاق، وتحقيق نتائج ملموسة لصالح الكافة.

ويشرفني أن أعمل معكم جميعًا في هذا المسعى الصعب.

وبالعمل معا سوف نحقق نتائج أفضل.

وشكرا.