21/05/2021

رسالة بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية

كتبها: أنطونيو غوتيريش

الثقافة هي زهرة الإنسان – إنها ثمرة عقولنا، ونتاج تقاليدنا، وتعبير عن تطلعاتنا. وهي مدهشة في تنوّعها الذي يشكّل جزءا من نسيج الحضارة الغني. 

والثقافة أيضا مركز قوة عظيم التأثير – فهي توفر فرص عملٍ للملايين، وهي محرك يدفع عجلة التقدم الاقتصادي، وقوة لتحقيق التماسك الاجتماعي.

واليوم العالمي للتنوع الثقافي يعترف بهذه القوة العظمى.

ويعترف بها كذلك إعلان عام 2021 السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة.

غير أن الاحتفال بهذه المناسبات يتم في وقت صعب بالنسبة للثقافة. فقد قلبت جائحة كوفيد-19 العالم رأسا على عقب، وهزت قطاع الثقافة. وفي جميع أنحاء العالم، أغلقت المتاحف أبوابها، وسكتت قاعات الموسيقى، وعمّ الظلام المسارح، وهُجرت المواقع السياحية، وجُمِّدت الفعاليات الثقافية الأخرى في وقت خيم فيه شبح الموت على المجتمعات وتعطّلت فيها مظاهر الحياة العادية.

وبينما اللقاحات تبعث فينا الأمل، يجب على العالم أن يكفل أن تلبي حزم التعافي من الجائحة احتياجات المؤسسات الثقافية والفنون وكل من هو جزء من العالم الإبداعي.

وفي وقت يشهد انتشار الكراهية والتعصب، يجب علينا ألا نكتفي بالدفاع عن التنوع، بل يجب علينا أن نستثمر فيه. فالمجتمعات اليوم متعددةُ الأعراق والأديان والثقافات. وهذا مصدر غنى وليس تهديدا. ولكن يجب علينا كفالة أن يشعر كل مجتمع بأن هويته - أي ثقافته - تحظى بالاحترام.

فلنتكاتف جميعا لدعم الثقافة وما تنطوي عليه من قوة من أجل النهوض بالحوار والتنمية لصالح الجميع.