22/08/2019

رسالة بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد

كتبها: أنطونيو غوتيريش

لقد شهدنا، خلال الأشهر القليلة الماضية، عددا متزايدا من الهجمات التي تُشن على الجماعات والأفراد لا لشيء إلا لكونهم يعتنقون ديانة معينة أو معتقدا ما. فقد لقي مصلون يهود مصرعهم في المعابد وشُوِّهت شواهد قبور يهودية برموز الصليب المعقوف؛ وقُتل مسلمون في المساجد برصاص حصد أرواحهم وخُرّبت مواقعهم الدينية؛ وأزهِقت أرواح مسيحيين وهم مستغرقون في صلواتهم وأحرِقت كنائسهم.

والعديد من هذه الاعتداءات، كتلك التي وقعت في نيوزيلندا وسري لانكا والولايات المتحدة، استهدف دور العبادة تحديدا. وفي الكثير من النزاعات التي تدور رحاها في مختلف أنحاء العالم، من سورية إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، شُنت الهجمات على مجتمعات محلية بأسرها بسبب الديانة التي تعتنقها.

إن جميع الديانات الكبرى في العالم تتبنى قِيَم التسامح والتعايش السلمي من منطلق الإيمان بإنسانيتنا المشتركة. ولا بد لنا أن نتصدى بالمقاومة والرفض لأولئك الذين يتذرعون بالدين زورا وبهتانا لخلق المفاهيم الخاطئة وإذكاء نيران الفرقة ونشر الخوف والكراهية. فالتنوع ثراء وقوة، وما كان قط تهديدا.

إننا اليوم نحتفل للمرة الأولى على الإطلاق باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد. ونحن نؤكد مجددا، بهذه المناسبة، دعمنا الثابت لضحايا العنف القائم على أساس الدين أو المعتقد، ونبرهن عليه ببذل كل ما في وسعنا لمنع وقوع هذه الهجمات وبالمطالبة بمحاسبة المسؤولين عنها.

وتعكف الأمم المتحدة على تكثيف عملها في هذا المجال من خلال مبادرتين جديدتين إحداهما استراتيجية وخطة عمل للأمم المتحدة هي الأولى من نوعها عن خطاب الكراهية، والأخرى خطة عمل لحماية المواقع الدينية. وأفضل سبيل إلى التغلب على تهديد العنف القائم على أساس الدين أو المعتقد هو إعلاء أصواتنا متحدة لنصرة الحق، ومواجهة خطاب الكراهية بخطاب السلام، واحتضان التنوع وحماية حقوق الإنسان. ولا بد أن يكثف العالم أجمع جهوده بغية القضاء على معاداة السامية وكراهية المسلمين واضطهاد المسيحيين وغيرهم من معتنقي الديانات الأخرى، ومحو جميع أشكال العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز والتحريض على العنف. وعلينا، كأعضاء في أسرة البشرية، أن نعزز التفاهم المتبادل. وعلى عاتقنا جميعاً تقع مسؤولية رعاية بعضنا البعض، واحترام أوجه الاختلاف، وتعزيز التعايش السلمي.