ضمان الانتفاع بالمعلومات البيئية في العصر الرقمي
يركز موضوع فعالية 2025 على الأهمية البالغة للتعميم الشامل وفي الوقت المناسب وعبر الحدود للمعلومات البيئية في عالم يزداد رقمية يوما بعد يوم.
تتجاوز البيانات البيئية، بما في ذلك ما يتصل بتغير المناخ والتلوث والتنوع البيولوجي ومخاطر الكوارث، حدود الدول، الأمر الذي يستوجب تبادل المعلومات عالميا على نحو تعاوني وشفاف ومبتكر. وتكتسي التعميم أهمية خاصة بالنسبة إلى السكان المعرضين لمخاطر الكوارث البيئية الناجمة عن تغير المناخ. ويبرز هذا الموضوع كذلك كيف يمكن للتقانات الرقمية ومنصات البيانات المفتوحة أن تعزز الانتفاع بالمعلومات لعامة الناس، وتشجع الشفافية، وتمكّن المواطنين وأصحاب المصلحة من المشاركة مشاركة فعالة في حوكمة البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
إنتيسير الحصول على المعلومات تشكل ركنا أساسيا من أركان الحوكمة الشفافة والتشاركية والخاضعة للمساءلة. وتُعد التعميم إلى المعلومات البيئية في هذا السياق أمرا حاسما، إذ ترتبط ارتباطا وثيقا بأطر الحوكمة البيئية الدولية، مثل اتفاق باريس (2015) وإعلان ريو بشأن البيئة والتنمية (1992). وتشكل هذه الصكوك الدولية أساسا قانونيا ومعياريا يدعم حق المواطنين في الاطلاع ويتيح للحكومات صون المساءلة في السياسات البيئية.
تفصيل أوفى في المذكرة المفاهيمية
مسح يونسكو لعام 2024 بشأن التعميم العامة للمعلومات
تورد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تقارير عن التقدم المحرز في اعتماد قوانين التعميم إلى المعلومات وتنفيذها. وقد أثبت مسح يونسكو بشأن التعميم العامة للمعلومات أنه أداة مفيدة للبلدان، إذ يمكّنها من رصد التقدم المحرز في تنفيذ الغاية 16-10-2 من أهداف التنمية المستدامة.
تيسير الحصول على المعلومات
المواطنون المطلعون قادرون على اتخاذ قرارات مدروسة، ومنها عند التوجه إلى صناديق الاقتراع. ولا يستطيع المواطنون محاسبة حكوماتهم على قراراتها وأفعالها إلا إذا عرفوا كيف تُدار شؤونهم. فالمعلومة قوة. ومن ثم، فإنتيسير الحصول على المعلومات تشكل حجر الزاوية في المجتمعات المعرفية السليمة والجامعة.
والتعميم الشامل للمعلومات يعني أن للجميع الحق في التماس المعلومات وتلقيها وإذاعتها. وهذا الحق جزء لا يتجزأ من الحق في حرية التعبير. وتضطلع وسائط الإعلام بدور رئيس في إطلاع الجمهور على المسائل ذات الاهتمام، لكنها بدورها تعتمد على القدرة على التماس المعلومات وتلقيها. ومن هنا، فإن الحق فيتيسير الحصول على المعلومات يرتبط كذلك بحق حرية الصحافة.
لمحة تاريخية
في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) يوم 28 أيلول/سبتمبر يوما دوليا للتعميم الشامل للمعلومات. ونظرا إلى أن عدة منظمات من المجتمع المدني وهيئات حكومية في العالم قد اعتمدت هذا اليوم وتحتفي به فعلا، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضا يوم 28 أيلول/سبتمبر يوما دوليا للتعميم الانتفاع بالمعلومات في عام 2019.
وتتيح يونسكو وبرامجها الحكومية الدولية — البرنامج الدولي للتواصل الإنمائي وبرنامج المعلومات للجميع — منبرا وإطارا لمشاركة جميع أصحاب المصلحة في مناقشات دولية بشأن السياسات والمبادئ التوجيهية في مجال التعميم إلى المعلومات. كما تهيئ هذان البرنامجان بيئة مواتية لازدهار التعميم من خلال مشاريع ترمي إلى تعزيز العلم المفتوح، وتعدد اللغات، وتقانات المعلومات والاتصالات لذوي الإعاقة والمهمشين، والتربية الإعلامية والمعلوماتية.
29–30 أيلول/سبتمبر 2025
تستضيفه يونسكو وحكومة جمهورية الفلبين في مانيلا. ويُعد هذا المؤتمر محطة بارزة بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتماد يوم 28 أيلول/سبتمبر يوما دوليا للتعميم الشامل للمعلومات، بما يعكس عقدا من التقدم والتحديات في مجال الحق في المعلومات في جميع أنحاء العالم.